احمد الرمعي -
تبت أيدي القتلة الإرهابيين.. شُلَّت أيمانهم وهم يعيثون في الأرض الفساد.. يحرقون الحرث والنسل.. ويقتلون النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، لايفرقون في ذلك بين مسلم ومعاهد.. بين محارب ومسالم.. بين طفل وشيخ وامرأة ليس لهم حول ولاقوة.. يفعلون افعالهم النكراء هذه باسم الدين، والدين منهم براء وألسنتهم تلهج بالدعاء، معتقدين أنهم بذلك يحتالون على الله الذي كشف مكرهم كما كشف مكر أسلافهم من الخوارج السابقين الذين كفَّروا جميع من خالفهم الرأي حتى كبار الصحابة من السابقين السابقين، حتى أنه لم يسلم من تكفيرهم حتى الأطفال الرضع غير المكلفين بعد.
وإذا كان ماسلف من سلوك خوارج الزمن الغابر فإنه نفس مايمارسه خوارج هذا العصر من الارهابيين القتلة الذين يقرأون القرآن ولكنه لايتجاوز تراقيهم - كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام- فعندما قتل الكامل الأطباء في جبلة.. قتلهم وعيناه تفيض من الدمع مدعياً أنه بفعلته الشنعاء هذه قد ذاد عن حياض الاسلام من دنس هؤلاء الذين خدموا المسلمين في تلك المنطقة لأكثر من عشرين عاماً.. بينما لم يجنِ أبناء اليمن من مسلم مثل الكامل سوى تشويه سمعتهم ونكران الجميل.. فهل هذه هي الاخلاق الاسلامية التي يدعي الارهابيون التخلق بها؟.
وكذلك فعل قاتل جارالله عمر الذي ادعى انه بقتله اياه قضى على العلمانيين وإلى الأبد رغم أن جارالله مسلم موحد.. وكذلك فعل غيرهم ممن ارتكبوا الاعتداءات الارهابية والتي كان آخرها العمل الارهابي الجبان في محافظة مأرب والذي أودى بحياة سبعة من السياح الأسبان المسالمين واثنين من السائقين اليمنيين الذين لاذنب لهم ولا للاسبان اقترفوه.
إن ما أقدمت عليه أيدي الارهابيين من فساد في الأرض أضر بأمننا واقتصادنا مما يستدعي من الجميع الوقوف لهم بالمرصاد حتى نستأصل شأفتهم وإلى الأبد، فإنهم ليسوا منا وإن صلُّوا وصاموا، وإن تحدثوا لغتنا وإن ادعوا أنهم ذوو قربى، لأن الارهاب لانسب له ولأنهم: "قد جاءوا شيئاً إداً، تكاد السموات يتفطرن منه، وتنشق الأرض وتخرُ الجبالٌ هداً من أفعالهم الشنيعة هذه!.
ونذكّر هنا بقدوتهم من الخوارج الذين مدحوا فعلة عبدالرحمن بن ملجم قاتل الامام علي كرم الله وجهه بقولهم:
»ياضربة من تقي ما أراد بها
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره يوماً فأحسبه
أوفى البرية عند الله ميزانا«
فهذا هو ديدن المتطرفين الارهابيين على مر العصور والأزمان.. وكذلك يفعلون!؟.