احمد الحسني -
فيما لم يجف بعد مداد وثيقة قضايا وضوابط الحوار التي وقَّع فيها أمناء عموم الأحزاب الممثلة في البرلمان على الالتزام بروح الحوار كمرتكز أساسي للطرح في كتابات ومقابلات وتصريحات قيادات الأحزاب المشاركة في الحوار وإلزام وسائل الإعلام التابعة لها وقياداتها بترشيد خطابها الإعلامي بشأن مواضيع الحوار والتعاطي مع موضوعاته بجدية ومسئولية بعيداً عن الاجتهادات والمناكفات التي لاتخدم قضايا الوطن ولاتساعد على إنجاح الحوار..
أصدر مشترك الأمانة بياناً مهماً رحب فيه المجتمعون أولاً بوقف الاقتتال في صعدة باتهام السلطة بإثارة النعرات الطائفية والمناطقية والقبلية والمذهبية.. وثانياً بالتوقيع على وثيقة ضمانات وضوابط الحوار ولكن بسيلٍ من الاتهامات للسلطة تكفي لأن تجعل منها تهديداً ليس لحاضرنا ومستقبلنا فحسب ولكن تهدد كل القيم الحضارية العربية والإسلامية بحسب البيان.
وعلى غرار البيان الحربي لمشترك أمانة العاصمة امتلأت صحف أحزاب اللقاء ومواقعها الالكترونية بالمانشيتات النارية والمرادفات الثورية ومقالات النضال السلمي جداً ضد ما اسمته بنظام صنعاء، فردية النظام، ديكتاتورية النظام، توريث النظام مزلق النظام وما شاء الله من الإضافات إلى كلمة النظام..
ما أريد قوله ليس اتهام قيادات المشترك بعدم الالتزام بما تم التوقيع عليه ولا أن فردية القرار لدى أمناء عموم أحزاب المشترك هو مايدفع قواعد تلك الأحزاب وقياداتها الوسطية ومؤسساتها الإعلامية إلى انتهاج مواقف مناهضة لالتزامات قياداتها العليا..
كما أنني لست هنا مفوضاً للدفاع عن السلطة ولا داعياً لتكميم الأفواه عن نقدها أو تعبير أطراف الحوار الأخرى عن وجهات نظر لها مغايرة للطرف الحاكم حول قضية أو أخرى، وإنما أتساءل فقط عن مفهوم ترشيد الخطاب الإعلامي والتعاطي الجاد والمسئول لقضايا الوطن لأن التغاير بين الأحزاب في فهم ماتم التوقيع عليه في وثيقة ضوابط وضمانات الحوار يعني أن أطراف الحوار لم تتفق على شيء وأن ما سيتم من حوار مستقبلي لن يثمر غير مزيد من المهاترات التي لن يخرج منها الوطن بطائل.
لابد من مفاهيم محددة وفهم موحد لمرادفات الحوار والتزام بشرف الاتفاق.. أما إذا كان لكل طرف في الحوار مفهومه الخاص لما يتم الاتفاق عليه فذلك ليس غير حوار (الطرش) الذي يجهد المشارك ويضحك المتفرج.