ابــن النيل -
وحدها اليمن- ممثلة بقيادتها السياسية الحكيمة- هي التي تقف على مسافة واحدة من قطبي النزاع الفلسطيني الفلسطيني في قيادة حركتي فتح وحماس، بدءاً من متابعة فخامة الأخ الرئىس علي عبدالله صالح لوقائع ماحدث في قطاع غزة مؤخراً.. لحظة بلحظة، وتواصله الهاتفي الذي لم ينقطع مع الأطراف المعنية داخل الوطن المحتل وخارجه، وسعيه الدؤوب لإنهاء حالة الاقتتال المدمر بين شركاء المستقبل والمصير.. قبل أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه في الآونة الأخيرة، ومن ثم.. تحرك فخامته شخصياً لإقناع الطرفين المتنازعين بضرورة لملمة الجراح، والاحتكام إلى مبدأ الحوار الجاد والمسئول.. حيث السبيل الوحيد للخروج من مثل هذه الأزمة السياسية الخانقة..ومع كامل تقديرنا لأية جهود عربية في هذا الاتجاه على أهميتها، إلاَّ أن المساعي اليمنية تكتسب مصداقيتها المستحقة بالدرجة الأولى.. من كون الموقف السياسي اليمني أبعد ما يكون عن شبهة الانحياز إلى أيٍّ من الطرفين في مواجهة الآخر، وهنا يكمن أثر وتأثير أية وساطة أو مبادرة تنطلق من صنعاء على وجه الخصوص.. لحل أي خلاف أو اختلاف بين بني قومنا هناك.
بل إن دواعي تفاؤلنا بإمكانية التوصل إلى صيغة مقبولة لمصالحة فلسطينية تكفل عدم تكرار هذا الذي حدث.. إنما تستند أساساً إلى ما تتمتع به القيادة السياسية اليمنية ذاتها من حكمة عميقة في مثل هذا الشأن، وليس أدل على ذلك من اعتمادها مبدأ الحوار في مجمل ما يخص العلاقة بين السلطة والمعارضة على المستوى الداخلي، وبين اليمن وجيرانها على المستويين العربي والإقليمي.. وإلى حديثٍ آخر.