محمـــد أنعــم -
لم يأتِ رفض نواب احزاب المعارضة انتخاب هيئة وطنية لمكافحة الفساد من فراغ، أو أنه كان قراراً شخصياً، أو خطأ في الحسابات أو خلاف ذلك.. بل انه موقف مريب جداً عندما تعلن احزاب اللقاء المشترك رفضها أية خطوات يتخذها المؤتمر الشعبي وحكومته في سياق تواصل جهوده لاجتثاث الفساد، وتجفيف بؤره في البلاد.. في الوقت الذي نجد اعضاء في الكتلة البرلمانية لأحزاب المشترك وساسة فيها-ينوحون ليل نهار تباكياً من الفساد بغرض المزايدات والمناكفات الحزبية. إن موقف نواب كتلة المعارضة الرافض المشاركة في انتخابات قائمة المرشحين لهيئة مكافحة الفساد، يبدو أنه رفض ليس لقائمة تضم اسماء أكثر من ٥٢ شخصاً، وإنما هو رفض للتوجهات والسياسات الوطنية التي يحرص المؤتمر على تنفيذها لما فيه المصلحة العامة للبلاد. ^ من حق أبناء شعبنا الذين منحوا أصواتهم للمؤتمر الشعبي في الانتخابات البرلمانية الماضية أن يفاخروا بأعضاء كتلة المؤتمر في مجلس النواب، فهم وحدهم الذين يؤكدون ألا مساومة مع الفساد بتبني حزمة من الإجراءات التي وضعتها القيادة السياسية للقضاء على هذه الظاهرة.. وما انتخاب مرشحين لهيئة مكافحة الفساد إلاّ استمرار المضي قدماً في هذه المعركة. إن معركة بناء »يمن جديد.. ومستقبل أفضل«.. توجب علينا أن نعمل وألا ننظر الى الانسحاب إلاّ بأنه فرار من تحمل المسئولية الوطنية.. وكان الأجدر بأحزاب المعارضة وكتلتها البرلمانية ألا تبحث عن مبررات واهية وتطلق على اعضاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد احكاماً مسبقة للأسف، ان الفساد هو عدو من اشرس الاعداء الذين تواجههم اليمن، ولذا نجد أن انسحاب نواب المعارضة جاء إما لرفض أية سياسات تقضي بمحاربة الفساد.. أو لأن احزاب المشترك تربطها تحالفات مع الفساد.. وأي مبرر آخر يظل غير مقبول. إن من غير المنطق أن تشترط أحزاب المشترك ضرورة وجود عنترة بن شداد.. في قائمة المرشحين لهيئة مكافحة الفساد فالمسألة لا تخضع للإعجاب أو للعضلات أبداً..!!