رأي الشرق -
جريمة استهداف السياح في محافظة مأرب اليمنية أمس والتي أسفرت عن مقتل سبعة اسبان وأصابت 15 آخرين، لايمكن وصفها بأقل من الفظيعة والمدانة لبشاعتها من جهة، ولاستهدافها زعزعة أمن واستقرار وطن هو في أمس الحاجة للأمن والاستقرار من جهة أخرى. وحتى ان كان اليمن قد تعود على مثل هذه الهجمات التخريبية منذ فترة، وواجه عقولها المدبرة وتمكن من القبض على العديد من منفذيها والمخططين لها، كما مسك بخيوط تكشف القائمين عليها، فان هذه الهجمة جاءت لتعكس تصميم الإرهابيين على تنفيذ مسلسل شرير يهدف في مقامه الأول ضرب اقتصاد اليمن في مفصله القائم على السياحة، ونكء جراحه من جديد في الوقت الذي يعمل فيه بدعم أشقائه المخلصين على إشاعة جو الهدوء والاستقرار بعد المواجهات الدامية التي شهدتها في الآونة الأخيرة محافظة صعدة، وما نجم عنها من توتر وعنف خطيرين. هذا الهجوم الذي حمل بصمات تنظيم القاعدة حسب وزارة الداخلية اليمنية، بعد ان أصدرت الجماعة المتشددة بيانا يطالب بالإفراج عن سجناء ينتمون للتنظيم في اليمن، جاء منسقا ومخططا له، فالهجوم استهدف أشهر منطقة أثرية باليمن، وهو محرم بلقيس أو ما يسمى بمعبد القمر (المنزل الأسطورة الذي كانت تقيم فيه بلقيس ملكة مملكة سبأ اليمنية القديمة). مما يعني أن «القاعدة» كانت تنتظر الوقت الملائم لتنفيذ مخططها، دون مراعاة لما قد يترتب عليه من نتائج. وهي تعلم أن هذا المزار هدف جاذب للسياح والزوار الأجانب. الأمر الذي يشير إلى تغلغل جماعات التطرف وشبكاتها في أكثر من موقع، ويؤشر كذلك إلى أن استيراتيجيتها لاتخضع لأي اعتبار، فأهدافها متحركة، وتركيزها قد يكون بات أكثر اعتمادا على «الأهداف السهلة» أكثر من استهدافها للمواقع الحساسة التي تخضع لمراقبة أمنية مشددة. اليمن اليوم، مطالب أكثر من أي وقت مضى بتكاتف جهود أبنائه الوطنيين للخروج به من محن الصراعات والمواجهات الداخلية إلى تكريس مبدأ الوحدة الوطنية، والتركيز على إشاعة مبادئ الوئام والتفاهم، والعمل على إعادة أعمار ماتم، ويتم تدميره ضمن مسلسل التخريب الذي تقوده عناصر لاتريد لليمن الأمن والاستقرار. وقطع الطريق على هذه العناصر مطلب وطني به وحده ينمو اليمن اقتصاديا، ويزدهر سياسيا بعيدا عن النزعات الانفصالية والتدخلات الخارجية التي قد لا يروقها مشهد يمن سعيد.