موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


رئيس المؤتمر يعزي بوفاة المناضل قاسم الوزير ويشيد بمناقبه - لبوزة يهنئ رئيس المؤتمر بالعيد الوطني الـ34 للوحدة اليمنية - الشيخ/ يحيى الراعي لـ"الميثاق":المؤتمر وكل القوى الخيّرة سيواجهون محاولات تقسيم اليمن - الوحدة..طريق العبور الآمن إلى يمن حُر ومستقر - الأمين العام : كل مشاريع التمزيق ورهانات الانفضال ستفشل - الخطري لـ"الميثاق": الوحدة طَوْق النجاة من كل الأزمات والإشكالات الماثلة والمتوقَّعة - الشيخ/ عبدالله مجيديع لـ"الميثاق": قوة أي شعب أو أمة بالوحدة - الشيخ جابر:المرحلة الراهنة من عُمْر الوحدة تعد الأخطر ونطالب كل الأطراف بوعي ومسؤولية - عزام صلاح لـ"الميثاق": سيظل اليمن موحداً ومؤامرات التقسيم مصيرها الزوال - الشريف لـ"الميثاق": ذكرى الوحدة مصدر إلهام وأمل لليمنيين لتحقيق السلام -
مقالات
الإثنين, 06-يناير-2014
الميثاق نت -     أحمد الأهدل -
ثالثا: تحريم الاساءة للجيوش
لقد حرم الله الاساءة للجيوش، وتوعد كل من يسيئ للجيش سواءاً اساءة مادية أو معنوية، حيث حذر ونهى من الفرار والتولي عن القتال وجعله من الكبائر، قال تعالى: وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يُوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) فالتولي أو الفرار هو عكس الثبات ، وهو عملية غير منظمة وتنتج عن حالة الخوف والذعر التي تنتاب المقاتلين،وتسيئ للجيوش المقاتلة، بعكس الارتداد للخلف فهو ترك المواقع الأمامية ، إلى الخطوط الخلفية التي قد تكون أكثر تجهيزًا، أو مناسبة أكثر لإيقاف العدو، قال قاضي قرطبة وإنما كان العقاب مضاعفاً بغضب من الله في الدنيا والعذاب في الأخرة، لأن الفرار من المعركة، فيه إساءة واضحة وتشويه صريح للجيش، فالجندي عندما يفر من المعركة،يشتت ارادة القائد ويفتت وحدة وتماسك الافراد،
ويضرب الروح المعنوية العالية لدى اخوانه، ويغري العدو بضعف الجيش ،ويفتح الباب واسعاً أمام ضعاف النفوس والناقمين على الجيش من أهل الحقد والنفاق، ليشمتوا بالجيش ويسطروا الاقاويل والأساطير التي تسيئ للجيش وتشوه سيرة قاداته. وقد أخبر النبي-صلّى الله عليه وسلّم-: أن التولي يوم الزحف من الموبقات حيث قال: (اجتنبوا السبع الموبقات ـ وذكر منها ـ التولي يوم الزحف) وقد بلغ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن أناسًا من المنافقين يجتمعون في بيت سويلم اليهودي ،يسيؤن للجيش الاسلامي، ويثبطون الناس عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويحرضونهم على التمرد العسكري، فأرسل إليهم من أحرق عليهم بيت سويلم. وهذا يدل على قوة التضامن الاجتماعي بين الجيش والمجتمع في صدر الاسلام، وعلى المراقبة الدقيقة لدى المسلمين ، ومعرفتهم بأحوال أعداء الجيوش، من المنافقين واليهود، قال ابن عثيمين- رحمه الله- ولما كانت الإساءة في حق الجيوش محرمة فقد أوجب في حقها اثارة الحماس ورفع المعنويات، وتحويل الخسائر الى ارباح قال تعالى: دوَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ? فالآية فيها مشهد قرآني بليغ يصور الموت في سبيل الله حياة دائمة، وأن الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله أحياء عند ربهم يرزقون وهم فرحون بما هم فيه من النعمة والغبطة، ومستبشرون بإخوانهم الذين يقتلون بعدهم في سبيل الله أنهم يقدمون عليهم وأنهم لايخافون على ما أمامهم ،ولا يحزنوا على ماتركوه وراءهم ، وهذه من أهم العوامل والدوافع المعنوية التي تقوي عزيمة الجند على الثبات والاصرار على مناجزة العدو،وتحقيق النصر بمعنويات عالية، وفيها الكثير من الآداب الاسلامية التي ترشدنا الى كيفية التعامل مع الجيوش في الحروب ،وعدم الشماتة بأفرادها أو التشفي بقتلاها في هزائم الحروب، وذلك حتى لا يحرص الواحد منهم على لذة الحياة الدنيا، والتمتع بزهرتها التي يحذر من فواتها، فيجبن عن القتال، ويزهد في الشهادة،ويتخاذل من الدفاع عن حياض الدين والوطن.
وتتجلى عظمة الإسلام في تشريعاته وأخلاقياته التي تحكم معاملاته فيما بين أتباعه وبينهم وبين غير المسلمين في السلم والحرب، فنظرة عابرة ومقارنة بسيطة بين الحروب الإسلامية والحروب التي خاضتها دول وقوى غير إسلامية على مدار تاريخ الإنسانية تؤكد أن الإسلام لا يعمل بقاعدة الغاية تبرر الوسيلة حتى في الحروب التي خاضها مع أعداءه تحت مظلة أخلاقية تفتقر إليها حروب العصر الحديث ،التي تضع مصالحها الشخصية وأهدافها الذاتية ، فوق كل الاعتبارات الإنسانية.فقد كان نبينا الكريم وقائدنا العظم محمد صلى الله عليه وسلم يحرم الاساءة للجيوش ، أو تشويه قاداتها أو الاجهاز على جرحاها ، أو قتل اسراها ،أو التمثيل بقتلاها أو اقتراف اية اساءة تغري العدو على الاستخفاف بجيش المسلمين وغزوهم،وكذلك كانَ صلى الله عليه وسلم يفعل بنفسه، وبجيش الاسلام، فكما أنه يحرم الاساءة للجيش ،فإنه أيضا يحرم على الجيش الاساءة لجيش العدو ، روى الامام البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم .وصى قائده الميداني ، عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه، عندما أرسله الى غزوة دومة الجندل ، فقال : له اغزوا جميعًا في سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله، لا تَغُلُّوا، ولا تَغْدِرُوا، ولا تُمَثِّلُوا، ولا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، فهذا عَهْدُ اللهِ وسيرة نبيّه فيكم) يقول الأستاذ سعيد حوي في المَوَاطنِ التي تُغْلَبُ - عادةً - فيها عواطفُ الرحمة بِعَوَاطِفِ الانتقام أو الانتصار: تَبْقَى صِفَةُ الرّحمة عند رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في محلّها لا تَطْغَى على غيرِها، ولا يَطْغَى غيرُها عليها إذ لم تكن حالات الحرب والقتال لتُخرِجَ النبي صلى الله عليه وسلم عن أخلاقه السامية، وعن رحمته ، التي يَتَحَلَّى بها في السَّلْم والحرب ؛ ففي أحداث غزوة بدر بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم في نفرٍ من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون له الخبر عن جيش العدو فأصابوا على البئر غلامين يستقيان لقريش فأتوا بهما فسألوهما، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، فقالا: نحن سقاة قريش بعثونا نسقيهم من الماء، فكره القوم خبرهما، ورَجَوْا أن يكونا لأبي سفيان فضربوهما؛ فقالا: نحن لأبي سفيان فتركوهما، وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسجد سجدتيه، ثم سلم وقال: اذا صدقاكم ضربتموهما، وإذا كذباكم تركتموهما، صدقا والله إنهما لقريش).. ثم خاطب صلى الله عليه وسلم الغلامين بلينٍ ورفقٍ قائلاً لهما: أخبراني عن قريش مع أن هذين الغلامين اللذين ضُرِبَا من جيش العدو، ويُمِدَّان الجيشَ بالماء، إلا أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم عاتبَ صحابته الكرام لأجلهما، وأنكرَ عليهم ضربهما والاساءة اليهما؛ بَلْ إنّه لم يتخذهما أسيرين مع أن الحرب على الأبواب، ومع أنهما قد يحملان بعض الأخبار إلى العدو،فتركهما يذهبان ، رحمة بهما واتقاءاً من الاساءة لجيش المسلمين،ليعطي لأصحابه درساً في كيفية التعامل مع جيش العدو ، وعدم الاساءة اليه جماعات وافرادا، حتى تصل الدعوة الاسلامية الى كل البشر، وحتى لا يُحرَمَ أحدٌ من نُور الإسلام العظيم، وروى الامام مسلم- رحمه الله -في كتاب الجهاد، عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً ثم قال: اغزوا باسم الله في سبيل الله ،قاتلوا من كفر بالله.. اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً . قلت : وفي هذه الكلمات من الحديث فوائد مجمع عليها ، وهي تحريم الاساءة للجيوش أو القيام بأي فعل مشين يسيئ للجيش اساءةً مباشرة أو غير مباشرة، كالغدر ، وتحريم الغلول وتحريم قتل الصبيان إذا لم يقاتلوا ، وكراهة المثلة والتمثيل بقتلى العدو ، حتى لاتكون ردة فعل لديه، فيفعل بجنود المسلمين كما فعلوا بجنوده.. ومن وصايا أمير المؤمنين / علي ابن ابي طالب رضي الله عنه يقول: (ولا تقاتل الا من قاتلك ولا تجهز على جـريـح ولا تتبع مدبراً في حين من يدعون الاسلام اليوم يكبرون على قتل المسلمين من العسكر ويجهزون على جرحاهم ويمثلون بهم أي تمثيل ويتفننون في قتلهم وجز رؤسهم بطريقة مقززة دون ان يحرك ذلك أوتلك الجريمة ساكناً في قلوب ابناء الشعب أويهز معتقدهم أويثير فيهم روح الحماس والتضامن مع الجيش الذي أوجبه عليهم الدين الاسلامي ، وتلك والله هي الطامة الكبرى والداهية الدهماء.
يقول شيخ الاسلام العز بن عبدالسلام:إن الاساءة للجيوش من أهم العوامل المغرية والمحركة للعدو لهدم بيضة الدين وهتك أعراض المسلمين .وفي نصوص التوجيهات العسكرية والخطب الحماسية للقائد العربي قطز يقول: عليكم بالتكاتف والصبر والعزيمة في مواجهة العدو، وإياكم إياكم والاساءة للجيش وقاداته، فالجيش شرف الامة وحامي بيضة الدين، وتثبيط الهمم من سمات المنافقين..
و لقد كشف الله أعداء الجيوش من المنافقين، وأنصار الطابور الخامس ، في آيات كثيرة من القرآن الكريم ، وجعل لهم صفات يتصفون بها وعلامات يعرفون بها، في كل زمان ومكان ،خصوصاً في المواقف الوطنية المحرجة، وهي كثيرة بعدد أساليبهم ووسائلهم الماكرة، ترجع أهمها الى الصفات والعلامات التالية:
الأولى: التآمرعلى الاوطان وبيعها للغزاة ،من خلال التحالفات السياسية، وعقد الصفقات المشبوهة، مع الأعداء والقيام بجمع المعلومات والاخبار والأنباء ونقلها للعدو، وتشجيعه على احتلال البلاد، قال تعالى: (يَحْسَبُونَ الأحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً )..
الثانية: تجردهم من المبادئ والقيم والدين،بل ليس لهم ايمان ولا مصداقية، قال تعالى:( أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا).
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة اليمنية بين  التحدي والمأمول
د. عبدالعزيز محمد الشعيبي

عِزَّة اليمن بوحدته واستقراره
هايدي مهدي*

في ذكرى 22 مايو
د. أبو بكر القربي

مقاربة الوحدة وواحدية الثورة اليمنية ووحدة المصير المُشترَك
أ.د. أحمد مطهر عقبات*

34 عاماً من عمر الوحدة.. ثرثرات من قلب الحدث
يحيى العراسي

إلى قادة الأطراف الأربعة
يحيى حسين العرشي*

مُتلاحمون مهما كان
علي حسن شعثان*

الوحدة اليمنية رهان لا يعرف الخسارة
د. طه حسين الهمداني

الوحدة.. المُفترَى عليها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

الوحدة اليمنية قدر ومصير
عبدالسلام الدباء

حلم شعب
د. محمد عبدالجبار المعلمي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)