موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة - وسط تهديد بتشديد الحصار: الجوع.. سلاح ضغط أمريكي على صنعاء - تربويون وأكاديميون لـ"الميثاق": تحصين الجيل الجديد بأهمية الوحدة اليمنية ضرورة قصوى - الوحدة اليمنية خيار شعب ومصير وطن - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ عبدالكريم الرصاص - الأونروا: 600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح -
مقالات
الإثنين, 09-ديسمبر-2013
الميثاق نت -  أحمد الأهدل -

يعتبر الجيش من أهم العوامل المساعدة على بناء الحياة الاجتماعية والسياسية المستقرة، بل والعامل الأهم في تحقيق الوحدة الوطنية للمجتمعات، فهو المجتمع الراقي الواعي المنضبط وبعقيدته، ووطنيته الصلبة، وأصنافه المتعددة، وتشكيلاته المختلفة، تجعله يندرج وبحكم الضرورة، ضمن مقومات الشعوب وعماد الحضارات، فهو مصدر الامن وأساس التنمية، إذ لا تنمية إلا بأمن، ولا أمن ولا تنمية ولا استقرار، إلا بجيش، فهو رمز الكرامة والعزة، والسيادة الوطنية، وعنصر القوة الرئيس الذي تستمد منه الشعوب منعتها وتطورها فعظمة الشعوب من قوة جيوشها ،
ولذا يحتل الجيش -على مر التاريخ- في سياسات الدول منطقة السودياء، باعتباره القوة الاجتماعية، الفاعلة، والدعامة الاساسية، التي يُعتمد عليها في بناء الحضارات واستمرارها، فالجيش دعامة الدول وركيزة بقائها، فهو لسان الدولة حين تحاور وعقلها حين تفكر وعتادها حين تحارب، وحصنها المنيع الذي يحتمي به أبناء المجتمع في الشدائد والكروب من ألسنة النيران.. وإن منطق التاريخ يثبت أنه لامجال لأي مجتمع من المجتمعات، أن ينهض بدور حضاري وإنساني، ما لم يتوافر له ما يستحق من عوامل الامن والاستقرار والطمأنينة ،وهذه بدورها لن تتحقق الا بوجود المؤسسة العسكرية القوية المتفرغة، لشؤون الدفاع والامن ،وحماية الوطن وسلامته أرضاً وانساناً، إذ أن الحقيقة المتداولة،عبرالتاريخ لدى الشعوب، أن الحق الأعزل ، أوالحقوق العزلى دائماً أمام الأقوياء لا تنال إلا الاحتقار، وهو مايؤكد حقيقة ان القوات المسلحة والامن ،في كل زمان ومكان ..هي أداة العمل وشرط الحركة، وسند الفكر،ورمز العزة والكرامة، ودرع السيادة الوطنية، وقد تنافست الامم بمختلف حضاراتها وسياساتها ودياناتها السماوية والوضعية، وعبر رحلتها البشرية الشاقة، ومنذ القرون الغابرة، الى اليوم ..على بناء الجيوش وتقديسها وتحديد مكانتها في المجتمع وتقنين مهامها وواجباتها الوطنية المقدسة،وإن القواميس والنواميس، الموجودة على النقوش الاثرية ، لتلك الحضارات الضاربة في اعماق التاريخ البشري، بصورة عامة ، وفي التاريخ العسكري بصورة خاصة، لتحكي صراحة أن ّ فضائل الجنود وتضحياتهم الوطنية ،جزء مهم من الثروة البشرية، في جميع مراحل التاريخ، بل قد يغدو - غالباً - المعبر عنها جميعاً إذ لولا معركة سلامي وبلاتو) لما شهد العالم الحضارة الاغريقية، التي ارتكزت عليها الحضارة الاوروبية المعاصرة، ولولا معركة بدر) التي كانت من أهم وأكبر المعارك الحاسمة في التاريخ ، لما قام للاسلام قائمة، لأن الرسول الاعظم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- حينما فُرضت عليه المعركة فرضاً ،قرر أن يجعل منها منعطفاً تاريخياً تنتقل معه الدعوة الاسلامية ،الى مراكز متقدمة مادياً ومعنوياً..
وقد عثر الباحثون على أقدم نقش عسكري مصري يرجع الى سنة 3200 ق.م، يحكي أن الجيش المصري لعب دوراً محورياً فى تحقيق الوحدة المصرية، التي ادت لظهور الدولة المركزية المصرية، كأول دولة سياسية حضارية فى التاريخ، واستناداً إلى ما يوضحه نقش مكتوب بالخط المسند،على حجر كبيرموجود في متحف ظفار،يحكي عن منجزات الملك اليمني شرحبيل بداية القرن الثالث بعد الميلاد، المتمثلة في ترميم سد مأرب العظيم، وأن الفضل في ذلك ، يعود للجيش والشعب معاً.وقد كان يلقب الجنود في اللغة السبئية (بالأسد)أما الجيش فكان يسمى بالخميس -جمع أخمس- ومرتبة القائد العام ، تلي مرتبة الملك مباشرة، وقد عُثر على صورة للجندي اليمني القديم ، مرسومة على قطعة صغيرة من العقيق وهو بملابسه العسكرية، التي تماثل ملابس الجندي الحديث ،وهو ببزته العسكرية المعاصرة.وإذا كانت اليمن قد شادت حضارة راقية تحدثنا بها آثارها الخالدة ، قبل أن تحدثنا كتب المؤرخين ، فكيف بإمكاننا - حقاً - أن نتصوّر تشييد تلك الحضارة ، بلا قوة توفر لها مناخ البناء وأسباب الرقي، وتحميها من ذئاب البشر؟ إلا إذا استطعنا أن نجزم أن هناك قوة عسكرية نظامية تقوم بواجبات الامن والدفاع معاً ،وأنها تنقسم في حقيقة تشكيلها العسكري، إلى قسمين ، قسم يقوم بتأمين الطرق وحراسة القوافل التجارية ومرافقتها وقسم آخر يرابط في القلاع والحصون للدفاع عن الوطن، وإن القلاع والحصون اليمنية، التي لا تزال آثارها شامخة الى اليوم ، وآلات القتل ،كالسيوف والرماح والدروع ، والسهام وسروج الخيل ، كلها دلالات واضحة ،تؤكد بما ليس فيه شك ، من أن هناك جيشاً نظامياً ساهم في بناء الحضارات ،وخاض على مسارح الجغرافيا اليمنية تكتيكات قتالية مؤلمة ساهمت في حماية ودوام وشموخ الحضارة اليمينة القديمة، ونظراً لما يحكيه التاريخ ، عن كثرة الخيول في اليمن ، فذلك يعني أن القوات المسلحة اليمنية ، في غابر الدهر،كانت تتميز بخفة الحركة التي تبني عليها العقيدة التعرضية القتالية،وحسبنا بالله شهيداً إذ قال وهو أعز من قائل :على لسان قادة الجيوش اليمنية ، أثناء اجتماعهم الخاص بالملكة بلقيس،(نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ)واستناداً الى ما تحمله الآية القرآنية الكريمة من دلالة واضحة،نستطيع أن ندرك بالعقل وبما قد نطقت به النقوش والآثار، من أن الشعوب والمجتمعات واليمن واحدة منها ، قد اعتمدت في نهضتها الحضارية ،على قوة عسكرية نظامية، ضاربة، وفرت لها مناخ الامن والاستقرار والحماية الخارجية، وأن طبقة الجند المسلح كما يطلق عليها في النقوش اليمنية، كانت تستند في حركاتها وتحركاتها العسكرية ، الى رديف احتياطي من طبقة الفلاحين، مستظلة بشعار ( الجيش للدفاع والإعمار) وهو نفس الشعارالمعاصر للجيش النظامي( القوات المسلحة للدفاع والبناء)..وهو يتوائم ويتفق تماماً مع الحقيقة التي اثبتها الميثاق الوطني الدليل النظري للمؤتمر الشعبي العام من أن شعبنا لم يصنع حضارته القديمة ،إلا في ظل الامن والاستقرار والسلام، ولم يتحقق له ذلك إلا في ظل وحدة الارض والشعب والحكم، ولم تحقق له الوحدة والسلام ..... إلا بوجود الوسائل الامنية الكافية ،التي لابد منها ممثلة بالقوة العسكرية المسلحة ،كأداءة للعمل وشرط للحركة ودرع للسيادة الوطنية.
وللأهمية التي يحتلها الجيش في حياة المجتمعات وذاكرة الشعوب والحضارت ، فقد جاء ذكر الجيش ، في جميع الاديان والرسالات السماوية ، لتضع اللمسات الاخيرة ،في تكريم الجيش وتشريفه وتحدد مكانته العالية من المجتمع ، وتحث أبناء المجتمعات على وجوب محبة وإعداد الجيوش وتجهيزها ،وترشد الناس في حياتهم اليومية ، إلى بذل أعلى درجات المستطاع ، في التضامن معها مادياً ومعنوياً، باعتبار ذلك ،ضرورة اجتماعية وواجبات شرعية، وفي نفس الوقت ، تحرم الاساءة للجيش ، أو تشويه تاريخه وقاداته ، بما يغري العدو، باعتبار أن الجنود هم حماة الرسالات السماوية وأنصار الانبياء والدعاة الى الله، حيث وجد في نقوش الحضارة الاغريقية كلاماً ما معناه ان الجنود هم القوة الالهية المقدسة، التي امرتها الآلهة بحماية الرعية، ونواميس المملكة، ووجد في النقوش السبئية بمدينة صرواح الاثرية، نقشاً عسكرياً يقول: أمر إله الارض والسماء بمحبة الجند، لأنهم قوته المقدسة، التي حكم عليها بالخلود في الارض لحماية الديار .
وفي النصوص الواضحة في الزبور تقول: لقد وجبت محبة الجند ،كما وجبت طاعة الامير، وفي الانجيل عبارة تقول:والجند جماعات مقدسة، أمر الرب بمحبتها لأنها تحمي الفضيلة، وجاء في التوراة: أمر الرب بمحبة الخميس ، لأنه يقوم بحماية المملكة، والارض المقدسة، والخميس كلمة عبرية تعني الجيش ، كما روى الامام البخاري في كتاب المغازي والامام مسلم في كتاب الجهاد عن عبدالله بن مسعود أن اليهود عندما رأوا الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في غزوة خيبر، خرجوا من مزارعهم يصيحون ويقولون :(محمد والخميس) وذكر الله في القرآن الكريم شعوباً من الامم الغابرة، بالغت في تقديس جنودها والعناية بهم الى الدرجة، التي اصبحت فيها محبة الجند وتقديس الجيش، من أهم دلالات القوة والعظمة والرموز الوطنية المقدسة، بل ومن أهم أبجديات ثقافة تلك الامم، طلباً لتحصيل القوة، التي تُجبى إليها ثمرات كل شيء، قال تعالى مخبراً عنهم، «هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود». أي هل أتاك يامحمد خبر قوم فرعون وقوم وثمود الاقوياء وجنودهم ذوي القوة والعتاد والاوتاد ؟ فلفظ الجنود) هنا وصفٌ لقوتهم وليس دليلاً عليها لأنهم أقوياء في الاصل، كما اخبر عنهم الله في سورة الفجر بقوله تعالى: «الم تر كيف فعل ربك بعاد، إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ، وفرعون ذي الاوتاد الذين طغوا في البلاد. «قال الطبراني في التفسير، وسمي ذي الاوتاد لكثرة جنودهم ومضاربهم" وهذا مايثبت أن هناك علاقة حميمة بين الجيش والدين والمجتمع، وبحسب علمي القاصر وما لدي من مراجع،فإن العلاقة الحميمة، بين الدين ، والقوة العسكرية النظامية ، تعود إلى قرون طويلة ، منذ أيام الفراعنة ،في وادي النيل ،حين كان الفرعون يحكم وعلى يمينه قائد الجند، وعلى يساره كبير الكهنة،وفي أوروبا القرون الوسطى، لعب الدين دورا أساسيا في التعبئة العسكرية ،إلى أن انتهى دور الكنيسة في السياسة،وفي صدر الاسلام بداية تأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، والتوسع الاسلامي ،في شبه الجزيرة العربية إلى أوروبا وآسيا ،كان الدين عاملاً أساسياً في تكوين جيوش الغزوات والحملات العسكرية.التي كان لأبناء اليمن النصيب الأوفر فيها، مجندين أنفسهم في سبيل الذود عن الاسلام بالغالي والنفيس،حيث شكل أبناء اليمن ،بذلك ركناً اساسياً في كيان الدولة الاسلامية الحديثة، خصوصاً في المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية، فكانوا في طلائع الجيش الاسلامية، ويقال بأن الدولة الاموية قامت على أكتاف اليمنيين .
وانتهت بسواعدهم ،ولربما يكون في هذا القول بعض المبالغة ،لكن أدوارهم في المجال العسكري كانت ايجابية، تركت بصمات واضحة على مسارح العمليات القتالية في شبة الجزيرة العربية وخارجها ، ولا غرو في ذلك فقد شهد بكفائتهم العسكرية، سيد الخلق محمد -صلى الله عليه وآله وسلم - فقال: أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة، الايمان يمان والحكمة يمانية.. إذ لم يكن لليمنيين شيئ يستحقون به ذلك المدح النبوي، سوى أن البني صلى الله عليه وآله وسلم ، كان يعلم أن اليمن ،موطن الجيوش، وأن أهله أصحاب خبرة وحكمة ودراية ،في بناء وتدريب وتأهيل الجيوش المحاربة، لتبقى شهادة لا تقبل الشك والزيف، في هذا المضمار من أن الجيش ، في كل زمان ومكان ،هو أساس النهضة،ورمز السيادة الوطنية، وأن الجيش هو رمز العزة والكرامة، والسيادة الوطنية، فأمة بلا جيش: أمة بلا حضارة، وشعب بلا جيش: شعب بلا تنمية، ومجتمع بلا جيش: مجتمع بلا كرامة، ودولة بلا جيش :دولة بلا سيادة..
باحث في الشؤون العسكرية والامنية
مقتطفات من كتاب «الجيوش النظامية اليمنية»

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)