موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة - وسط تهديد بتشديد الحصار: الجوع.. سلاح ضغط أمريكي على صنعاء - تربويون وأكاديميون لـ"الميثاق": تحصين الجيل الجديد بأهمية الوحدة اليمنية ضرورة قصوى - الوحدة اليمنية خيار شعب ومصير وطن - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ عبدالكريم الرصاص - الأونروا: 600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح -
مقالات
الميثاق نت -   عبدالرحمن مراد

الثلاثاء, 03-ديسمبر-2013
عبدالرحمن مراد -
< كثر الحديث هذه الأيام عن العلمانية، ونجد سعياً حثيثاً يهدف الى الجدل حولها أو خلق مثل ذلك الجدل ربما بهدف إثارة السؤال الفكري وربما لأغراض سياسية، فقد قرأنا خلال ما سلف من الأيام آراءً متباينة حول فكرة العلمانية ومدى صلاحيتها للواقع السياسي اليمني، إذ أنّ هناك مَنْ يرى في العلمانية حلاًّ لمشاكل هذا الوطن، وهذا البعد سيكون محور نقاشنا راغبين عن كل ما سواه.
وقبل البدء أود التأكيد أن إثارة السؤال الفكري أصبح ضرورة في واقعنا السياسي والثقافي والاجتماعي، ونحن نحمد لأولئك الذين أثاروا مثل هذه الأسئلة في حياتنا.
وكل ما نأمله أن يكون هناك حوار عقلاني يستند على أسس المنطق السليم وحقائق التأريخ بعيداً عن زيف المكابرة، وعبارات التجريح التي قرأناها في بعض النقاشات.
وعوداً على بدء أقول إن فكرة العلمانية التي يقول بها البعض إنها تحمل حلولاً لإشكالات اليمن بكل تعقيداتها وتموجاتها، تلك الإشكالات التي تأتي الأمية الأبجدية والمعرفية والثقافية في المراتب الأولى في مكونها العام لن تكون العلمانية الوسيلة المثلى لمعالجتها بمفهومها الفلسفي الغربي، كما أننا لسنا من العجز بمكان حتى نستورد الأفكار التي تصلح أحوالنا كوننا نملك نفس القدرات العقلية التي جعلت من عصورهم الوسطى منطلقاً للإنسان حتى يتمكن من السيطرة على عالمه ويحقق لنفسه الرفاه المادي والنفعي من خلال اكتشافه لأسرار الكون والطبيعة وتوظيفها لمختلف أنشطته الحياتية.. ويقال إن سبب هذا الرفاه فلسفة ابن رشد القائلة بوجود حقيقتين.. هما حقيقة الدين (الكلام) وحقيقة الفلسفة (العلم) ولكلٍ منهما منهج خاص ولهما في النهاية غاية واحدة وهي تحقيق الفضيلة، وابن رشد فيلسوف إسلامي نفخر بمنتجه الفكري على العالمين، لكننا في حقيقة الأمر أصبحنا عاجزين عن قراءته والإضافة اليه كسلاً وخذلاناً من عند أنفسنا.
والحقيقة أن الإسلام بثرائه وتنوعه يختلف اختلافاً جذرياً عن الكنيسة وتوجهاتها وهو يحترم العقل احتراماً كلياً، ولو كان الأمر عكس ذلك لما كان ابن رشد ذلك الفيلسوف الاسلامي الذي أوحى بفكرة هذا التحول الحداثي في الإنسان، ولذلك فإننا نرى أن فكرة العلمانية التي يراها البعض حلاًّ لإشكالات اليمن في راهننا الحضاري ليست أكثر من تعميق لجذور الاشكالية ولا تحمل حلاًّ لسبب بسيط وهو أنها تكوّنت في فضاءات ثقافية غريبة عن بيئة هذا الوطن، ولذلك فإن استدعاء أي نموذج بحمولته الثقافية لن يكون حلاًّ بقدر ما يكون عبئاً معيقاً للتطور الاجتماعي المنشود.. وبقليل من التأمل نجد أن الأنظمة العربية بأجمعها علمانية، ذلك لأنها تفصل الدين عن السياسة.. ولعلي قد لا أختلف كثيراً مع قادري أحمد حيدر حيث يقول: «من المهم فض الاشتباك بين الدين والدولة لصالح الدين وإزاحة مفهوم الدولة، فالدولة الاستبدادية تأريخياً حولّت الدين الى مجرد فتوى وإلى سلاح أيديولوجي لتكريس سلطة الأمير أو الخليفة أو السلطان أو الرئيس....».
إذاً نحن بحاجة إلى إعمال لا استدعاء النماذج الجاهزة، ولعلنا ندرك أن العلمانية بدأت مع معاوية في العصر الأموي، وقد لا نختلف على الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز الذي بدا وكأنه استثناء في عصره - أي عصر الدولة الاموية- ذلك لأنّه تمثل الاسلام فكان نموذجاً، ويمكن أن يقال إنه جسد القيمة المثلى لغايات ومقاصد الدولة الإسلامية حتى قيل انه كان ينادي للصدقة في القرى والأمصار، فلا يجدون لها مصرفاً، هذا النموذج كان في زمن غير زمن الخلافة، أما في زمن الخلافة فيمكننا قراءة خطبة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- وقراءة سيرتهما وتحويل ذلك الى رؤى وغايات تحقق مقاصدنا من قيام دولة اسلامية حديثة بعيداً عن قيم العلمنة التي جاءت ملبية لطموحات وغايات الإنسان الغربي واستطاعت أن تحقق غاياته وأهدافه حين حررته من محاكم التفتيش وعوامل الكبت وأساليب التعذيب المادي والمعنوي، فاستطاع أن يؤسس لحضارة جديدة وأزمنة أكثر تفاعلاً وتطوراً.
وخوف الاسهاب دعوني أقول إننا في أشد الحاجة إلى محاكمة الواقع ودراسة مشكلاته حتى نتمكن من تقويمها، لابد لنا من نقد الأنساق الثقافية والفكرية للبنية المعرفية وإعادة صياغتها وفقاً لمتطلبات الحاضر وضرورات المستقبل وفي إطار الثابت والمتغير من الدين.
دعونا نشتغل على همّ التجديد والتحديث ورصد تموجات الواقع والنقد والمراجعة، فقد نؤسس لنقطة انطلاق وتحول باتجاه عملية التجديد والإصلاح- أي إصلاح الفضاء الثقافي والاجتماعي والسياسي.. إن مهمتنا في الوقت الراهن تنحصر في بث الوعي وتعميق الشعور بالحاجة الى التجديد بعد الكشف عن الأزمات التي نعاني منها فكرياً وثقافياً.. نحن بحاجة الى جدل فكري يحرك الراكد والآسن وما أغنانا عن القوالب الجاهزة التي قد تفسد ولا تصلح.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)