موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مواطنون لـ"الميثاق": مَنْ يدعون للانفصال يمثلون أنفسهم وأسيادهم - تربويون لـ "الميثاق": الأختبارات تسير بشكل جيد وهناك توجُّس من بعض المواد - المانجو اليمني.. بين شائعات الإنترنت وتحديات الزراعة - إلى بنكي المركزي في عدن وصنعاء: تعالوا إلى كلمة سواء - المساح يكتب عن حياته من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "2-2" - شرف يحيي موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية - النواب يندد باستمرار الإجراءات التعسفية ضد المتظاهرين بالجامعات الغربية - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 34 ألفاً و683 - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ شعلان الأبيض - تحذيرات أممية من "حمّام دم" في رفح -
مقالات
الميثاق نت -

الأربعاء, 22-مايو-2013
علي ناجي الرعوي -
يحتفل اليمنيون اليوم بالذكرى الثالثة والعشرين لوحدتهم التي تحققت في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م بعد سنوات طويلة من الحروب والصراعات بين الكيانين الشطريين اللذين حالت ظروف كثيرة دون توحدهما عقب الاطاحة بالنظام الإمامي في الشمال عام 1962م واستقلال الجنوب في 30 نوفمبر 1967م بعد احتلال بريطاني دام لاكثر من 120 عاماً.
ومع ان دولة الوحدة قد سعت الى اسدال الستار على العدائية الايديولوجية التي سادت علاقات الشطرين بفعل ارتماء الجنوب في احضان المعسكر الشرقي، واعتناق حكامه للفكر الاشتراكي ومبادئ النظرية الشيوعية واحتماء الشمال بالليبرالية الغربية فإنها التي فشلت في تكريس معاني الانتماء لقيم الوحدة وهو امر كان متوقعاً بعد ان انشغل الشريكان الموقعان على اتفاقية الاندماج بتقاسم السلطة بدلاً من تحقيق اهداف وغايات دولة الوحدة وترسيخ مشروعها الوطني.
وعلى ايقاع التنافس على مغانم السلطة فقد احتدم الصدام بين الشريكين بعد ثلاثة اعوام فقط من قيام الوحدة واتجهت الامور نحو صراع دام أخذ في صيف عام 1994م صورة حرب اهلية حافظت على الوحدة الجغرافية لكنها اوجدت جروحاً غائرة في جسد الوحدة الاجتماعية استغلها البعض كمبرر للانقلاب على الوحدة وتبني مشروع الانفصال.. مع ان المشكلة حتماً لم تكن في المنطلقات وإنما في الاساليب التي اتبعت في ادارة تجربة الوحدة كما ان العطب لم يكن في الغاية الوحدوية التي التف حولها كل اليمنيين وإنما في رغبات البشر في الجاه والسلطة والنفوذ.. ولان الخطأ لم يكن قطعاً في وحدة اليمنيين ضمن وطن متحد وموحد فلسنا بحاجة الى المفاضلة بين الوحدة والانفصال باعتبار أن فكرة الانفصال في اليمن غير قابلة للتحقق لعدة عوامل أهمها أن أي انفصال او تقسيم لابد له وأن يتم على خارطة عرقية او طائفية او دينية وخارطة كهذه ليست موجودة في اليمن على الاطلاق فالشعب في هذا البلد مندمج اجتماعياً وثقافياً ووجدانياً وأسرياً على مستوى كل مدينة وقرية.
كما ان الانفصال في اليمن تعتوره مخاطر كثيرة ذلك أن كل يمني سواء أكان من الشمال ام الجنوب ام الوسط ام الشرق ام الغرب يعرف في قرارة نفسه أن العودة الى الشطرين لايحل اية مشكلة والدليل على ذلك ان تاريخ الكيان الذي كان قائماً في الجنوب بين 1967م و1990م هو من يختزل بسلسلة من الحروب الداخلية والاغتيالات التي لايزال بعضها غامضاً حتى هذه اللحظة..
وسيأتي اليوم الذي يعترف فيه دعاة الانفصال بأنهم قد أخطاوا حين ذهبوا للمراهنة على العودة باليمن الى حقبة التشطير.. ولذلك فمهما كانت التشوهات والخطايا التي رافقت مسيرة الوحدة فإنها تصبح لا قيمة لها اذا ما اتخذت كذرائع لفرض الانفصال الذي تقف امامه العديد من الموانع واولها ما تحدث عنه الرئيس عبدربه منصور هادي نفسه والذي اشار الى ان اية محاولة للانفصال لن تسير وفق خطوط شمالية - جنوبية بل ستكون بين كانتونات ونتوءات قزمية تتجاوز الواقع الذي كان عليه الجنوب قبل الاستقلال والذي كان مفتتاً الى اكثر من عشرين كياناً صغيراً.
كما ان الانفصال يصبح متعذراً وصعب المنال بحكم حالة الانقسام بين اللاعبين الاساسيين في الجنوب والذين يستحيل أن يتفقوا على وحدة القيادة ووحدة الاهداف ووحدة الوسائل..
الى جانب ان الانفصال لا يمكن له ان يجد تأييداً من كل ابناء الجنوب بفعل الهويات المتصارعة والتي تبرز تحت عناوين الجهوية الحضرمية والجهوية العدنية والجهوية الامهرية والتي تجعل من الجنوب اشبه بكشكول معقد ومتنافر لا يحكمه توجه واحد، ولا يؤمن جانبه حتى من بعض مكوناته..
وإذا ما انسلخ هذا الكشكول وتمزق الى كيانات فإنه سيسهل التهامه من قبل عناصر تنظيم القاعدة التي تنتشر على جباله وتحلم بتحقيق دولة الخلافة الإسلامية في جنوب اليمن.
وإلى جانب كل هذه الموانع يأتي الموقف الاقليمي والدولي الذي لا يرى أي مستقبل ليمن منهك وممزق ولذلك فهو الذي يلتزم موقفاً داعماً لوحدة اليمن واستقراره ما يعطي رسالة واضحة لجميع الاطراف اليمنية بأن العالم لن يقبل بسقوط هذا الموقع الجيوسياسي في مستنقع الفوضى مهما كانت المبررات، وأنه ليس امام اليمنيين سوى حل مشكلاتهم بالحوار، وفي إطار الوحدة التي تعد عاملاً مهماً لاستتباب عوامل الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة.
جريدة الرياض
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)