< عبدالفتاح علي البنوس -
< ابتهجنا كثيراً عندما سمعنا عن قرارات مرتقبة للرئيس عبدربه منصور هادي من بينها إقالة اللواء علي محسن الأحمر القائد السابق للمنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع سابقاً، وقلنا خلاص «قرب الفرج» وسيرفع اللواء محسن يديه ورجليه عن اليمن واليمنيين بعد سنوات عمل خلالها على تسخير كافة مقدرات وثروات البلاد لحسابه وجعل من نفسه الحاكم الفعلي للبلاد، يصدر قرارات التعيين ومثلها قرارات العزل والإقالة لدرجة أصبح دولة داخل الدولة، بسط على الأراضي وجثم على الصدور وأدخل البلاد في حروب وصراعات وفتن وأزمات من أجل المال والكسب الرخيص.. قلنا بأن الرئيس سينتصر لكل يمني شريف نزيه غيور على وطنه بإقالة علي محسن الأخطبوط الذي امتدت أطرافه متجاوزةً حدود الوطن وهو الذي يظن نفسه من الأولياء الصالحين..
صدرت القرارات، واقيل علي محسن من الفرقة وقيادة المنطقة الشمالية الغربية ولكنه ظل محتفظاً بأطرافه عندما صدر قرار بتعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن.. ظننا -وبعض الظن إثم- أن منصب المستشار «نذقة» أو «رجمة» وخصوصاً أن القرار نص على تعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية وليس للقائد الأعلى للقوات المسلحة، ولكن ومع مرور الأيام اتضح أن الاخطبوط لا يقبل بمنصب فخري، ولن يقبل بأن يتخلى عن صلاحياته ومهامه السابقة، وعلى الفور باشر تمرده على قرار تحويل مقر الفرقة الى حديقة عامة بعد أن تدخل احدى السفراء لإقناعه صبيحة اليوم الذي أعلنت فيه القرارات المتعلقة بإعادة الهيكلة، حيث تناقفلت وسائل إعلامية معلومات عن اصداره أوامر باقتطاع أجزاء من الأرض لجامعة الإيمان وجامعة العلوم والتكنولوجيا، خلافاً لزعمه بأن الأرض اشتراها من الأهالي وأنه خسر خلال الأزمة وأن الأسلحة من شراء «يده»، «والشاهد الله»، ولم يكتفِ بذلك بل رفض انسحاب القوات التي كانت تابعة للفرقة من مقر الحديقة ورفض أية خطوات لإعادة توزيعها وإخلاء الأرض من أجل تدشين العمل في مشروع الحديقة.
المستشار يريد الاحتفاظ بقوات وسلاح الفرقة التي ماتزال حتى اللحظة غير خاضعة لسلطة وزارة الدفاع، ولأنه يريد أن يثبت لأنصاره أنه لايزال يمتلك السلطة والنفوذ.. بدأ مهامه كمستشار بفرض قادة ألوية من الموالين له، وقدّم كشوفاته بأسماء المناصرين له ممن يرغب في تعيينهم في المناصب والمواقع القيادية العسكرية والمدنية، وبدأها بتعيين صادق سرحان مُشعل الفوضى والصراع في تعز قائداً للواء المدفعية في المنطقة العسكرية السادسة بصعدة، ومايزال ينتظر إصدار بقية القرارات والتي يسعى لتمريرها مستعيناً بدعم ومساندة قوى التمرد ومليشيات الفيد، ليواصل «الاخطبوط» ممارساته الاستغلالية التي لا يراعي فيها أية مصلحة وطنية.
كل ذلك ولم نسمع أن المبعوث الأممي جمال بن عمر قد فكر في توجيه العتاب أو اللوم للاخطبوط المستشار لعرقلته قرارات الرئيس وتمرده عليها، ولم نسمع أو نقرأ أو نشاهد في الصحف ومواقع الفتنة وفضائيات التضليل انتقاد لممارسات المستشار وتمرده.
لقد تحملنا فساده وإفساده وتخريبه ودعمه للفوضى والإرهاب، لسنوات عدة ولم تعد لدينا نفس القدرة على تحمّله اليوم حتى ولو كان مديراً لحديقة «21» مارس، لا مستشاراً لرئيس الجمهورية.
يا سيادة الرئيس: نحلم بالدولة المدنية ولكن حلمنا هذا لن يتحقق ما دام الاخطبوط يحشر أنفه في كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة، أنت تعرفه أكثر منا.. إنه الثعلب الذي يحاول أن يظهر أمامك وأمام الشعب بأنه رجل الإصلاح والوطنية بارتدائه ثياب الواعظين وتقمصه لدورهم على طريقة المثل الشعبي «صليّت لك تُقرب»، الشعب يا سيادة الرئيس انتخبك رئيساً ولم يشترط بقاء الأخطبوط، فلا تمكنّه من رقاب وحقوق ومقدرات وثروات العباد والبلاد، نثق في قوة شخصيتك ونعوّل على وطنيتك وحنكتك القيادية وفراستك العسكرية، ولن نقبل بأن يخضع أبناء شعبنا للاستبداد والاستعباد الذي دأب الاخطبوط على ممارسته ولا يستطيع أن يتخلى عنه، لأنه يرى نفسه بدون ذلك لا يساوي «بيسة واحدة»..