د.علي العثربي -
< يبدو أن الذين يزايدون ويراهنون على افتعال الأزمات ولا يرون أنفسهم الا في مستنقع التآمر على الوطن ولا ينتفعون الا في الفوضى لم يدركوا أن رهاناتهم التي ظهرت منذ وقت مبكر للأزمة السياسية كانت خاسرة، لأن الذين قدموا التضحيات وحقنوا دماء اليمنيين وتخلوا عن المناصب القيادية ابتداءً من رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبدالله صالح وكل الذين طالهم الإقصاء وكان لهم هدف عظيم من تقديم التضحيات والتنازلات تمثلت في:
- حقن دماء اليمنيين والحفاظ عى الوحدة الوطنية الكبرى.
- الحفاظ على التجربة الديمقراطية.
- الحفاظ على التعددية السياسية.
- الحفاظ على مبدأ التداول السلمي للسلطة.
- التأكيد على أن الوسيلة الوحيدة للوصول الى السلطة هي الانتخابات وما عداها من الاساليب الهمجية والعدوانية مرفوضة من الشعب.
إن المتابع المنصف للحوارات التي خاضها المؤتمر الشعبي العام مع أحزاب اللقاء المشترك عقب الانتخابات الرئاسية التنافسية في 2006م وحتى اليوم سيجد أن المؤتمر الشعبي العام قد استجاب للشروط التعجيزية التي كانت تطرحها احزاب المشترك، وكانت أحزاب المشترك عقب كل مرحلة من الحوار وطرح التعجيزات تدخل في رهانات أمام الآخر تتحدى قبول المؤتمر بمايحقق الوفاق والاتفاق الا أن المؤتمر كان يسقط تلك الرهانات الهمجية، ولا أريد الحديث عن الفترة الماضية ورهانات السقوط التي طرحت في حينه، ولكن أود التأكيد أن تلك التنازلات والتضحيات التي قدمها المؤتمر الشعبي العام قد ازعجت بعض القوى التقليدية في اللقاء المشترك، لأنها لا تؤمن مطلقاً بالديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة وكل ما كانت تطرحه إنما هو من باب التعجيز لتجد نافذة تفتحها على المجتمع الاقليمي والدولي تتحجج بها وتتذرع لضرب النكف الخارجي على اليمن بكل مكوناته الجغرافية والبشرية.
إن المحاولات اليائسة التي اعتمد البعض عليها من أجل الانتقام من الشعب الذي حجب الثقة عن تلك القوى في الانتخابات العامة المحلية والنيابية والرئاسية قد واجهها المؤتمر الشعبي العام بالصبر والأناة وتقديم التنازلات داخل الوطن، من أجل تفويت الفرصة على أعداء اليمن من الخارج، وظن البعض بأنه بأفعاله يسقط تاريخ المؤتمر الشعبي العام وقياداته، ولم يدرك ان المؤتمر الشعبي العام قد جعل من اليمن أولاً وأخيراً وضحى بكل شيء وقدم التنازلات من أجل أن يظل اليمن محفوظ السيادة ويظل اليمنيون مرفوعي الهام.
إن آخر رهانات بعض القوى الحاقدة على الشعب أن المؤتمر الشعبي العام وقياداته سيرفضون القرارات الرئاسية، بل وقدموا للآخرين صورة مزرية عن اليمن، وقال بأن الجيش جيش عائلة وأن الحرس حرس عائلي ولا يمكن التخلي عن تلك المواقع، وما أن صدرت القرارات الرئاسية حتى باركها كل قيادات المؤتمر وأولهم المستهدفون من القرارات، فنزل هذا التأييد كالصاعقة على القوى التي تصنع التوجهات المثيرة للحقد والكراهية، لأن تأييد القرارات الرئاسية قد أضافت صفحة جديدة من تاريخ الشرفاء والنبلاء وأثبت أن الجيش اليمني ملك للشعب وولاؤه لله ثم للوطن والثورة السبتمبرية والاكتوبرية والوحدة اليمنية المباركة، نأمل أن يعي الخيّرون الدروس التي قدمها المؤتمر الشعبي العام والاستفادة منها للمساهمة في بناء المستقبل بإذن الله.