يحيى علي نوري -
منسوب الطموحات والآمال العالية التي يتطلع إليها الجمهور اليمني وهو يتابع مجريات منافسات بطولة خليجي 21 والتي تقام حالياً في مملكة البحرين، تحمل المنتخب اليمني فوق طاقته ولا تعكس في الوقت ذاته رؤية تشخيصية دقيقة لواقع المنتخب اليمني وتتجاوز متطلبات تطوره.. بل ونجدها تذهب بعيداً الى كل ما هو عاطفي تحققه على المستوى القريب يعد وفقاً للمعطيات الراهنة التي يعيشها المشهد الرياضي اليمني عموماً من المستحيل ويكتشف الجميع أن حصيلة هذا التفاعل المندفع هي الحصيلة ذاتها من الخيبة والفشل لكل الطموحات.. وبعد كل ذلك تدخل قضية المنتخب اليمني في طي النسيان حتى تأتي بطولة رياضية جديدة نسترجع معها كل هذا الشريط المشروخ مع زيادة ملحوظة في حجم منسوب الطموحات من دورة لأخرى.
وهذا يعني أننا وبكل آمالنا وتطلعاتنا الرياضية العاطفية وخاصة على صعيد كرة القدم سنظل نهدر المزيد من الوقت والمزيد من المال.. بل ونضيف المزيد من العوائق والصعوبات التي تحول دون تطور لعبة كرة القدم.. وتجعلها حبيسة لحالة الركود والتقوقع الذي تعيشه، ذلك أننا لم نبحث بعد عن المقومات الحقيقية التي تكفل تطور هذه اللعبة ولم تتساءل عن أسباب غياب القطاع الخاص ودعمه ولم نتساءل عن واقع الادارة الرياضية بالأندية، وواقع التدريب والتأهيل الذي تأخذ به هذه الادارة في تنمية المهارات وكذا عن واقع غياب التفاعل الشعبي العارم عن المدرجات وواقع غياب اللاعب اليمني عن الحرفية والاحتراف وعدم انخراطه في اطار فرق أندية على مستوى المنطقة على الأقل وعلينا أن نستخلص تأثير كل ذلك على واقع الحركة الرياضية في اليمن وعندها سنكتشف أن ما يقوم به المنتخب اليمني لكرة القدم من أداء يعد ايجابياً في ظل غياب كل هذه المقومات المهمة التي يستحيل تجاوزها على أي بلد مهما كان يتطلع الى تسجيل دور فاعل له على صعيد هذه اللعبة الأممية وكل ذلك يتطلب منا سرعة التجرد من التطلعات العاطفية والاحلام الوردية التي لا يتفق تحقيقها مع معطيات الواقع، وعلينا السير باتجاه تحقيق ادارة رياضية فاعلة في أهدافها وأساليبها التخطيطية والتنظيمية وعلى وجود استراتيجية واضحة وجلية على المستويين الآني والمستقبلي متعددة في خططها وبرامجها وعند أن تكون لدينا هذه الأرضية القوية والصلبة فإننا سنجد أن أمراً فيه تجديد يتحقق من يوم لآخر على صعيد تطلعاتنا الكروية وأن تجد سجلنا الكروي يحقق أرقامه ومؤشرات جديدة بالمزيد من الدراسة والتطوير.
وخلاصة أن صب جام غضبنا على لاعبي المنتخب وعدم قدرتهم على تحقيق تطلعاتنا لا يمثل سوى عملية نفخ في قربة مخرومة أو جلدٍ للذات وعلينا أن نثق بقدرات اللاعب اليمني وهي قدرات يعبر عنها اليوم بإمكاناته المتواضعة، وستكون أعظم وأكبر اذا ما توافرت للاعب اليمني البيئة التي تساعده على تحقيق الانطلاقة الكبرى لآحلامنا التي ستظل دون ذلك تراوح مكانها.