عبدالله الصعفاني -
سألت خبيراً اقتصادياً.. لماذا نوجد في النشرات الإخبارية التي تنقل حوادث الإرهاب والقتل والقطع ولا نوجد في النشرات الاقتصادية إلاّ من باب المساعدات والمانحين وتحديات الجوع والفقر وسوء التغذية..
وقبل أن يجيب سألته: ولماذا ليس عندنا سوق للأوراق المالية وأخبار عن تحركات البورصة والأسهم خاصة وأننا سمعنا كثيراً من الحديث حول مثل هذه الأمور لكنه حديث متقطع وكأنه محطة مأرب الغازية..
أجاب على السؤال الأول بذلك الذي لا يريد توضيح الواضح أو طحن الطحين.. قائلاً: هذه بضاعتنا ردت إلينا وليست الاخبار إلاّ حصاد ما ننتجه من أحداث وناقل الكفر ليس بكافر..
أما سوق الأوراق المالية بما تهدف إليه من أهمية زيادة دور القطاع الخاص وزيادة معدل النمو وجذب الاستثمارات الخارجية والمحلية والمهاجرة والخصخصة بمعناها الايجابي فلا تزال هدفاً مرتعشاً في رؤوس من يرفعون شعار تصريح خطوة إلى الأمام خطوتان إلى الخلف..
وأسأله: ما هي المعوقات فيقول: المعوق الذهني في الصدارة وكذلك إرادة النظرة التعاونية المكتملة التي تسارع إلى تعديل القوانين وبث الحياة في أجهزة الرقابة وضمان الحماية وجميعها أساسيات في أي برنامج للإصلاحات الاقتصادية الشاملة.
مثل هذه الاسئلة ليست ترفاً في بلد فيه كل هذا العدد من الفقراء غير أن المطلوب من خبراء الاقتصاد وحملة حرف الدال الاقتصادي أن يقولوا لنا.. هل من سبيل إلى تشجيع الكثيرين لإخراج مدخراتهم من تحت البلاط..؟ وهل من المناسب تعطيل كل كميات الذهب الحائر في خصر ووسط نساء يكنزن ثروات الذهب على أجسادهن..
وما دام هؤلاء يدوشوننا بين الحين والآخر بأحاديث سوق الأوراق المالية والمدخرات والأسهم ودراسات الجدوى والخصخصة والإصلاحات فلماذا لا يعملون على تحويل الأفكار إلى واقع أو التوقف عن عادة تحويل كل المسودات والندوات والورش والمشاريع إلى مجرد هراء لحاطب ليل..
نريد دائماً أن نفعل شيئاً مما نقول.. ولو على طريقة «ببطء.. ولكن بثقة..»!!