كلمة الميثاق -
المؤتمر الشعبي العام تنظيم حواري النشأة وكان وسيبقى الحوار أحد المرتكزات الأساسية التي يقوم عليها, لذا وطوال تاريخه يغلب الحلول السياسية السلمية على ما عداها من الخيارات تجاه أية قضايا مهما كانت تعقيداتها وتحدياتها وهذا ما جعله يتعاطى مع الأزمات بمسؤولية وآخرها أزمة 2011م.. وانطلاقاً من هذا النهج فمنذ بدء الأزمة أعلن أن حلها لا يتأتى إلاَّ عبر المسار الحواري بين كل أطراف العملية السياسية, وفي هذا السياق جاءت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لتعكس الطرح والرؤية المؤتمرية لإخراج اليمن من أوضاعه المأزومة لأسباب وعوامل معروفة ومعروف أطرافها والغايات التي يبتغونها, وهذا ليس موضوعنا وإنما الموضوع الذي نحن بصدده هو الحوار الوطني الشامل الذي ينبغي أن يدخله الجميع بوعي مدرك أن مستقبل اليمن مرهون بنجاحه وهذا مرتبط بالتزام جميع المشاركين بالمضامين التي احتوتها المبادرة الخليجية واليتها المعززة باستشعار المسئولية الوطنية الصادقة من كل المشاركين في مؤتمر الحوار والتي ستسهم مخرجاته ونتائجه في تعزيز وحدة اليمن وأمنه واستقراره ونهوضه وتطوره.
إن كل هذا يدفعنا لدعوة كل القوى السياسية الى ادراك ان الوقت لا يتسع للمزايدات والمماحكات والمكايدات وتسجيل المواقف وتصفية الحسابات ناهيك عن أن هذا ليس في مصلحة الوطن ولا كل الأطراف ، وان الاستمرار بتلك السلوكيات والممارسات ستكون على حساب اليمن وابناء شعبنا اليمني العظيم الذي ضاق ذرعاً بالأزمات وافتعالها ومفتعليها, كما أن كاهله ينوء بحمل أوزارها,وأوضاعه لم تعد تحتمل المزيد, وهذا يقتضي من النخب السياسية أن تكون مستعدة للتخلي عن أنانيتها المدفوعة بمصالحها الضيقة التي أثبتت الأيام أنها تتعارض مع مصالح الوطن العليا, لهذا عليها أن تكون مستعدة لتقديم التنازلات الموصلة إلى الحلول الوسطية الواقعية الموضوعية الملبية لمتطلبات تجاوز هذه الفترة الدقيقة والحساسة من تاريخنا المعاصر حتى يتفرغ اليمنيون لإنجاز استحقاقات طموحاتهم وتطلعاتهم الكبرى في يمن آمن مستقر متقدم ومزدهر عبر مواصلة مسيرة التنمية والبناء المؤدي فعلاً إلى غدٍ أفضل لجيل الحاضر وأجياله القادمة..
ومن هنا فإننا نقول ألا طريق أمامنا إلاّ الحوار والعمل على إنجاحه فلا مجال للفشل لأن ذلك سيعني الكارثة التي ستؤدي إلى الصراعات والاحتراب والفرقة والتمزق والفوضى التي سيدفع ثمنها الجميع وفي مقدمتهم تلك القوى المعيقة والمعرقلة للتسوية السياسية, وستكون لعنة عليها إلى أبد الآبدين..