موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


هل تحوَّلت بلادنا إلى سوق مفتوحة للمبيدات الفتاكة؟! - معدلات إصابة اليمنيين بالسرطان في ارتفاع مُخيف !! - تحوَّلت من ظاهرة إلى مهنة.. "التسوُّل" آفة اجتماعية خطيرة تُقلِقُ المجتمع - المساح يكتب عن حياته: من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "1-2" - فيما تضاربت الأنباء حول الجولة الأخيرة للمبعوث الأممي .. صنعاء تنفي عودة المفاوضات - النواب يستمع إلى إيضاحات حكومية حول المبيدات الخطرة - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ محمد الضبياني - حصيلة شهداء قطاع غزة ترتفع إلى 34454 - الزراعة تكشف حقيقة وجود دودة في المانجو - الوهباني يعزي بوفاة الشيخ عبدالرقيب المنيفي -
مقالات
الإثنين, 17-ديسمبر-2012
الميثاق نت -   أحمد الاهدل -
بعد حرب -48- أو نكسة ثمانية وأربعين التي نام فيها العرب إلى الأبد، ذهب أعداء الأمة العربية والإسلامية للبحث عن أسباب تلك المواجهة التي قام بها العرب ومن ثم البحث عن أساليب ووسائل فاعلة تساعدهم على تدمير الجيوش المتحركة والزاحفة وتمنعها من المواجهة بأقل كلفة وخسارة أو على الأقل تجعلها ضعيفة هشة عاجزة عن الحركة السريعة والمؤثرة على مسارح العمليات القتالية والأمنية وأمام هذا الهدف والمطلب جمع الغرب كل علمائه وخبرائه من مختلف مشاربهم ومذاهبهم العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية والنفسية والاجتماعية واللوجستية..الخ..
وعلى مدار عشر سنوات من البحث اللوجستي المضني عقد عدو الإسلام والأمة مؤتمره الخطير في مطلع الستينيات أطلق عليه الكثير من المصطلحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا أنه اشتهر في المفهوم العسكري بمصطلح الجيوش الزاحفة وقد تضمّن بيانه الكثير من العوامل المدمرة أشهرها وأخطرها على الإطلاق ثلاثة عوامل:
العامل الأول: تدميرالاحتياط الاستراتيجي للجيش المستهدف ويقصد بذلك: المجتمع الذي ينتمي إليه الجيش بحيث يصبح أبناؤه يعادون الجيش ويكرهون الانتماء إليه أو غير صالحين للالتحاق بالجيش والخدمة فيه بسبب مايحملون من معتقدات وأفكار وتوجهات سياسية تعادي الولاء الوطني والعسكري على حدٍ سواء ويتم تدمير المجتمع بوسيلتين لاثالث لهما.. الوسيلة الأولى: تعبئة المجتمع بعقيدة مغايرة تبغض الولاء والانتماء للجيش وتنظم الشباب في صفوف معادية للجيش والأمن وهو ما يُطلق عليه في المصطلح الحديث بالجيش الشعبي أو بالمليشيات المسلحة غير النظامية ولايدخل هذا المصطلح أوبالأصح لاتدخل المليشيات أي بلد إلا وتدمّرجيشه الوطني وتخرب عوامل نموه وتنميته وترهق اقتصاده وتجفف منابع ومصادر تسليحه وقد تمّ تجنيد مليشيات غير نظامية في اليمن عام 1965م بموجب اتفاق مؤتمرخمر الذي يعطي للأخوان المسلمين الحق في ذلك حيث ينص أحد بنوده على تجنيد أربعة وعشرين ألفاً من الجيش الشعبي بقيادة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر وقدحظي هذا الجيش الشعبي أوالمليشيات غير النظامية باهتمامٍ بالغ في ظل حكومة الوفاق التي كان يترأسها الأخوان المسلمون كما حظي بمكانة عالية ضربت معنويات الجيش النظامي كما يقول: اللواء/الأشول في التاريخ العسكري.
الوسيلة الثانية: التدمير الفكري المخصوص أو الإرهاب المحدود: ويقصد بذلك: استهداف القرى والقبائل والمناطق ذات الكثافة السكانية التي تعتمدالدولة على كثافتها السكانية في التجنيدالمستمر لتغذية الجيش الوطني بالدماء الجديدة والطاقات الشابة وهذه من أخطر الوسائل في هذا الجانب لأنّ التدمير الفكري أو الإرهاب المعنوي والتخريب المادي يسحق كل روابط الثقة ووشائج الصلة بين أبناء المجتمع ويخلق في أوساطهم صراعاً حاداً يساهم بطريقة مباشرة في تدمير بنيته الاقتصادية والتنموية ويُحدث الكثير من الاختلالات المادية والمعنوية التي تعيق نماءه ونموّه المتطورالمطرد في شتى مجالات الحياة.
وفي ظل تلك النتائج المؤلمة التي يحدثها التدمير الفكري لتلك القرى والمناطق المستهدفة تنعدم مبادئ الثقة ودوافع المصلحة بين الدولة والمجتمع ولأنّ العسكرية في الأصل تبنى على تكامل الثقة بين ملاكها البشري وقوامها العسكري فإنّ ذلك الفعل قد يجعل الدولة تحجم عن التجنيد من تلك القرى والمناطق المتضررة وهوما يعني بالضرورة حرمان أبناء المجتمع من التوظيف في الجيش الوطني وإذاما اضطرت الدولة إلى التجنيد الاضطراري منهم فإنّ المجندين من أبناء تلك المناطق قد يواجهون حالة قاسية من الحرمان المادي والمعنوي تدفعهم إلى عدم القدرة على التعايش مع الحياة العسكرية لمدة أطول أما إذا استطاعوا الحصول على حقوقهم المادية والمعنوية مثل: التراقي والمكافآت ومزاولة المناصب، فإنّ ذلك من باب التوازن في الماديات والمعنويات (مجرد كوز في طاقة) أي لن يتمكن الفرد من المشاركة في مراكز صنع القرار بسبب آثار ذلك التدميرالفكري وإفرازاته الخطيرة على عوامل الولاء الوطني والولاء العسكري بين الدولة والمجتمع.. ولو تلقي بنظرة سريعة على الصفحات المشرقة للتاريخ العسكري الإسلامي، فإنّ الخليفة أبابكر الصديق -رضي الله عنه - رفض التجنيد من القرى والقبائل التي تعرضت للتخريب الفكري في صدر الإسلام (الردة) على الرغم من أنه - رضي الله عنه - كان في حاجة ماسة إلى الجندي المحارب في سبيل الله وعندما توسعت الدولة الإسلامية في عهدأمير المؤمنين - عمربن الخطاب - وجاءت التوجيهات العسكرية بالتجنيد الإضطراري من تلك القبائل والقرى لم يثبت في التاريخ من أنّ أمير المؤمنين - عمر- أصدر قراراً يقضي بتعيين أحد من أبناء قبائل الردة في منصب قائد أوأمير للجيش طوال مدة ولايته.. أما في العصرالحديث، فقداستخدم الأخوان المسلمون هذه الوسيلة الخطيرة ضدالجيش والمجتمع اليمني وذلك في المناطق التي كانت الدولة - الرئيس/ الحمدي - يستهدفها بالتجنيد الإلزامي وهي المناطق الوسطى وجبل راس وريمة وعتمة منقطة وصابين حيث كان لهذا التخريب الفكري الإرهابي والتدمير المادي والمعنوي الكثير من الآثار المؤلمة على الجيش والمجتمع أرهقت القوات المسلحة وساعدت على تمزيق الجيش والمجتمع وتدميرالاقتصاد الوطني ولم يتوقف إلا في عهد الزعيم صالح عندما حسمه بالحوار الوطني، ولأنّ العسكرية -كما ذكرتُ لك آنفاً تبنى أصلاً - على تكامل الثقة فإنّ مسألة الحوار في الجانب العسكري لم تفد بل امتدت آثار ذلك التخريب الفكري الارهابي حتى تضرر منها أبناء تلك المناطق بصورة خاصة والجيش اليمني بصورة عامة، حيث حرمت منتسبيه من الكثير من الحقوق المادية والمعنوية والتدريب والتأهيل والترقي وجعلته يُلازم الجمود والركود حتى أصبح يُطلق على الجندي اليمني (علي عسكري) من كثرة الخدمات التي يقدمها تصل إلى عشرين سنة وهو مازال برتبة(عريف)، كما كلفت الدولة الكثير من الجهد والوقت في إعادة بناء الثقة وترقيع عوامل الولاء العسكري الذي لحقته ولاحقته عوامل التشويه جراء ذلك التخريب الإرهابي المادي والمعنوي في المناطق الوسطى الذي مازالت أضراره المادية والمعنوية تلاحق أبناء تلك المناطق إلى اليوم، فمن يعتذرللجيش والشعب اليمني من الأخوان المسلمين اليوم؟؟؟؟؟؟؟؟
العامل الثاني: فصل الجيش عن الإعلام:
هناك ترابط وثيق بين الجيش والاعلام من حيث القوة والضعف، فالجيش هوالغذاء الفكري والروحي والمعلوماتي للاعلام، والإعلام هو لسان الجيوش وسلاحها الفتاك في الحروب النفسية، وبالتالي فإنّ فصل الجيش عن الاعلام يُعدُّ من الأمورالخطيرة التي تساعد على إنتاج إعلام ضعيف وهش لايقوى على مقاومة الغزو الفكري للبلاد والاعلام المعادي للمبادئ والقيم والثوابت الوطنية التي تتمسك بها الأمم والشعوب، كما أنّ فصل الاعلام عن الجيش يعني تغييب الجيش من عقلية ووجدان المجتمع، وهذا من المطالب الثمينة التي تساعد عناصر الطابور الخامس وأنصارهم على تعبئة المجتمع بعقيدة تكره الجيش وتبغض منتسبيه، بل وتحتقر من ينتسب إليه وتتساهل أوتتجاهل المواقف البطولية والتضحيات الجسيمة التي يقدمها الجيش في سبيل الوطن، وهذاالمعتقدالخاطئ يساعد - وبحركات سريعة - أعداء الجيوش بمختلف توجهاتهم السياسية والحزبية على تضليل أبناء المجتمع والدفع بهم إلى توجهات ومسالك تتعارض وتتصادم مع حركات وتحركات الجيش والأمن وأهدافه الوطنية العالية، ومن ثمّ يسهل على عناصر الطابور الخامس ترشيد أبناء المجتمع بمفاهيم معكوسة يعتقدون من خلالها أنّ مايقدمه الجيش من تضحيات جسام ليس في سبيل الوطن وضبط الجريمة وتحقيق الأمن والاستقرارفي البلاد وإنما في سبيل الإعتداء عليهم وهتك أعراضهم وسفك دمائهم وهذا - بحسب اعتقادي - يشكل خطراً ساحقاً على الجيش الوطني من الناحية التعبوية والتي قد تدفع أبناء المجتمع إلى العزوف عن الخدمة في الجيش وعدم التضامن معه في قضاياه الوطنية العادلة والجيش - أي جيش - إذا لم يكن له مجتمع يقظ ونشط على كافة المستويات المادية والمعنوية التي تمكنه من دعم جيشه الوطني بالدماء الجديدة والطاقات الشابة التي تتوارث خبراته وتعمل على تطوير مهاراته وتترجم بحوثاته وعلومه، فإنّ هذا الجيش مهما كانت عدته وعتاده يتهالك أفراده وتموت خبراته، وتنقرض مهاراته، وتندثر بحوثه وعلومه، وهناك مكمن الخطر والغاية المطلوبة من هذا العامل المزدوج، وقد قام الأخوان المسلمون بتطبيق هذا العامل الخطير ضد الجيش والمجتمع اليمني عام 1968م إبّان حكومة نوفمبر التي عملت على فصل الجيش عن الاعلام الوطني وتفريغ الخطة المركزية الاعلامية من المواضيع والبرامج التي تتعلق بالجيش والتضامن معه، ويأتي ذلك تنفيذاً لمضمون هذا العامل الخطير الذي ينص على فصل الجيش عن الاعلام، ومن ناحية ثانية إلتزاماً بمشورة (كيندي) المستشارالاعلامي والسياسي للإمام البدر الذي أشارعلى حكومة المصالحة الوطنية حينها بفصل الجيش عن الإعلام الوطني لكي تستطيع حكومة المصالحة الوطنية اتخاذ برامج وطنية تعبوية هادئة تساهم - في المدى القريب والسريع - على تهدئة الحماس الثوري المشتعل في أوساط الشعب اليمني الرافض لبقاء المستعمر البريطاني في جنوب الوطن وللمصالحة مع فلول الملكية في الشمال، ومن ثمّ فإنّ هذا الهدوء الحذر سيعطي للحكومة وبعيداً من الجيش وضع خطة تعبوية مركزية تساهم بطريقة مباشرة على ترسيخ وتأصيل مضامين المصالحة والوطنية والتعتيم الإعلامي المحكم على فضائح وجرائم الأخوان المسلمين التي ارتكبوها ضد الجيش والشعب اليمني خلال مرحلة الدفاع عن الثورة اليمنية، وفي الوقت نفسه تفريع أهداف الثورة من مضامينها المنشودة على المدى البعيد، وبالتالي لم يكتف الأخوان المسلمون بهذا الفصل التعسفي بين الجيش والاعلام بل نصبوا محاكم جزائية يسودها حالات سوداوية انتقامية من الاغتيالات والتصفيات الجسدية والوظيفية ضد الكوادر الاعلامية والصحفية والمثقفة من أبناء الشعب اليمني من الذين يؤمنون بالتضامن مع الجيش طوال مرحلة الثمانينات وحتى عام 1990م، وخلال هذه المرحلة المصاحبة للفصل التعسفي بين الجيش والإعلام نتج عنها عوامل اجتماعية جمّة وإفرازات ساسية مؤلمة تركت بصمات واضحة على الصعيدين المحلي والدولي بل وأثرت بآثارها السلبية المؤلمة على الأداء المهني والاجتماعي في الاعلام والجيش والمجتمع.
وكان من أهم تلك النتائج وجوداعلام وطني هش يعاني من حالات الدوخان في البحث عن المعلومات والسقوط المتكرر بسبب فقره الحاد من الغذاء الفكري والروحي والمعلوماتي الذي كان يفترض أن يستمده من جيشه الوطني، وهذا العجز والفشل الاعلامي أوجد الكثير من العوامل والأسباب التي ساهمت - وبطريقة خاطئة- في التعبئة الوطنية على كافة المستويات السياسية والعسكرية والاجتماعية تسببت بإفرازاتها السلبية الحادة إحداث حالة من الانفصام الاجتماعي بين الجيش والمجتمع اليمني أصبح معها الشعب اليمني هوالشعب الوحيد الذي لا يعلم أن التضامن مع الجيش واجب ديني ووطني، بل لقدأصبح بعض أبناء المجتمع يعتقد أنّ قتل الجندي اليمني من أقرب القربات إلى الله وأنّ قتل أفراد الجيش عملٌ يوصل صاحبه إلى جنان الفردوس الأعلى وأنّ محاصرة المعسكرات ونهب عتاد وسلاح الجيش غنيمة سائغة يُقرها قانون الفيد والغنيمة في اليمن، وبالتالي فإنّ الأخوان المسلمين كانوا يراهنون مسبقاً على فشل الاعلام اليمني وعجزه عن التصدي لذلك الهجوم الاعلامي المعادي الذي شنه الأخوان المسلمون على اليمن واليمنيين خلال الأزمة السياسية الراهنة، ولوكانت تلك القنوات الإعلامية والصحف الأهلية والحزبية تعلم حقيقة التضامن مع الجيش ماكان لها أن تسيئ لجيشها الوطني وترميه بتلك الإساءات الإعلامية والصحفية المبتذلة والتحطيم المعنوي المدروس على طوال الأزمة.. نعم ماكان لها بحال أن تفعل ذلك لوكانت تعلم بحقيقة ذلك. > يتبع



أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*

"الكوتشينا".. على الطريقة الإيرانية..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

أبوراس.. موقف مشرّف مع القضية الفلسطينية
سعيد مسعود عوض الجريري*

" غَزَّة ".. كاشفة
أحمد الزبيري

حتى لا يصبح بلد الحكمة منسياً وفاشلاً.. “دعوة للحوار والسلام”
عبدالله الصعفاني

حب الوطن أغلى من المال
عبد السلام الدباء

ماذا تفعل البحرية الهندية في البحر الأحمر؟
منذر سليمان

دولة العدل والمساواة
علي القحوم

عنتر أبو "الجَلَن" !!
عبدالرحمن بجاش

اليمن على مدار السرطان!!
علي أحمد مثنى

إمبراطورية المصادفة والإدمان الإمبريالي
مازن النجار*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)