عبدالولي المذابي -
كانت مبادرة ممتازة من الدائرة الإعلامية بالمؤتمر أن تتيح لصحفيي المؤتمر فرصة الاطلاع على فعاليات دورة الانعقاد الحالية للجان الدائمة المحلية بالمحافظات ضمن فريق الإشراف المكلف من الأمانة العامة. وكان من حسن الطالع أن تأتي مهمتي في محافظة شبوة التي لم يتسن لي زيارتها من قبل، وكانت الصورة الذهنية المتكونة عندي لا تساوي ٠١٪ مما رأيته من التطور العمراني الذي يسير بخطى حثيثة بالإضافة الى البنى التحتية الآخذة في النمو والتحديث. وقد سعدت كثيراً برفقة الاستاذ صادق أمين أبو راس الأمين العام المساعد لقطاع الشئون التنظيمية، لما لمسته من مكارم الأخلاق والتواضع الجم فضلاً عن بشاشته وسعة اطلاعة وتلك الحصيلة الكبيرة من الخبرات والتجارب المتراكمة، وهي حصيلة لتواجده في مراكز القرار خلال فترات حاسمة من عمر الوطن. وقد تسنى ليّ أنا وزملاء الرحلة أن نتعلم منه الكثير من المعارف واقتباس جزء يسير من آداب الرحلات، فكان يتحرك بيننا ناثراً حوله الابتسامة، حازماً عندما يبدأ العمل، دقيقاً في مواعيده، وهو فوق كل ذلك محاور لا يشق له غبار، يمتلك القدرة على التركيز واختزال الأحداث واسداء النصيحة في أشد أوقات الإرهاق والتعب، التي طالتنا خلال الرحلة التي قطعنا فيها الاف الكيلومترات بين عشر محافظات. وقد لفت انتباهي هيبة الرجل وحضوره وعلاقاته الواسعة، وذلك الاحترام الذي يحظى به لدى الجميع، وفوق كل ذلك كان مثالاً في الالتزام بالنظام والقانون واحترام الصغير قبل الكبير، فلا مجال للمحاباة والتزلف لديه على حساب مبادئ واخلاقيات العمل، ولم يلجأ الى استغلال علاقاته ونفوذه لاختراق النظام والقانون، وهذا ما تأكد لي بعد اتمام مهمتنا في شبوة عندما اتصل بمدير أمن عدن العميد عبدالله قيران وأبلغه احترامه الشخصي لجهوده في حفظ الأمن والاستقرار واخلاء مدينة عدن من السلاح في سبيل ايجاد المناخ الآمن للاستثمار والتنمية وطلب منه ارسال سيارة لاستلام سلاح مرافقيه ومرافقي الشيخ عبدالله مجيديع عضو اللجنة العامة عند مدخل عدن وفق اللوائح والقوانين، مؤكداً له استعداده للتخلي عن مرافقيه أن تطلب الأمر ذلك. كنت استمع بصمت وكلي اعجاب بهذا الرجل وسلوكه الحضاري الرفيع الذي اعتبره قدوة لكل مسئول يحترم تاريخه وعطاءه، واتمنى أن يعذرني الاستاذ صادق لافشاء هذا الحديث الخاص الذي جرى بينه وبين مدير الأمن. مشهد آخر زاد من تقديري لهذا الرجل عندما كنا في اجتماع محلية أبين، فدخل أحد مرافقيه بسلاحه الى القاعة لأمر ما، فتغيرت ملامح الاستاذ صادق، ونهر المرافق بشدة وطلب منه مغادرة القاعة على الفور، مستهجناً دخوله بالسلاح الى قاعة يجرى فيها حوار وتبادل للآراء والأفكار. وكان هذا الموقف محل إعجاب الحاضرين، وقد أسر ليّ البعض بإعجابهم واحترامهم سلوك الاستاذ صادق متمنين أن يحتذي به بقية المسئولين لازالة الفجوة بين النخبة والقاعدة. > > > الشيء الآخر الذي لفت انتباهي في شخصية الاستاذ صادق هو ابتعاده عن أي ظهور اعلامي غير مبرر، فكان يؤكد دائماً على ضرورة التركيز على ما يطرحه الناس، وتلخيص مخرجات الاجتماعات والحوارات، وابراز الوجه المشرق للمؤتمر المتمثل فيما يكتنزه من تجربة ديمقراطية داخلية متميزة في قواعده التي تمثل قوة التنظيم المحركة، والضمان الأكبر لاستمرار نهجه الوسطي المعتدل، وانجازاته الكبيرة للوطن والمواطن.
الأستاذ صادق
