كلمة الميثاق -
أمر مؤسف وغير مسؤول ما حدث ويحدث للتعليم بصفة عامة وللتعليم الجامعي بصفة خاصة فالتغول الذي يقوم به طرف سياسي تجاه هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي الوطني المهم يهدد حاضر اليمن ومستقبل اجياله القادمة التي على عاتقها كما هو مفترض تقع مهمة بناء ونهوض وتنمية وتقدم وازدهار الوطن.
في هذا السياق لسنا بحاجة الى التذكير بدور ما كان يسمى بالمعاهد العلمية ومناهجها المفرغة من اي معنى يمت الى العلم بصلة بل على العكس من ذلك كانت مشبعة بالجهل وثقافة التطرف والحقد والكراهية فكان من اهم انتاجها هو الارهاب الذي بسببها تحول الى آفة مدمرة ألحق باليمن ومازال اضراراً فادحة وهو التحدي الاصعب المعيق لخروج اليمن من اوضاعه المعقدة بفعل ازمة ما كان له ان يصل اليها لولا تلك القوي الظلامية التي تسعى اليوم للهيمنة على كل شيء في البلد وصولاً الى السيطرة على ارواح الناس وعقولهم باسم الدين الذي هو براء من هذه الفئة الضالة.
وهنا ناتي الى فهم وتفسير ما يجري من مؤامرة للسيطرة على صروح التعليم الاكاديمي لتكون البدايه من جامعة صنعاء فقد عملت على الخلاص من رئيس الجامعة السابق وتم لها ذلك ولم يكن البديل يتناسب ومخططاتها فعادت لتفتعل المشاكل من جديد مختارة التوقيت الذي يمكنها من الوصول الى ضرب عشرة عصافير بحجر واحد فهي الى جانب الهدف الاساسي البعيد هناك اهداف انية مباشرة مرتبطة بانشطتها التي من خلالها تحاول ارباك جولة الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي الخارجية وحرف الانظار عن النجاحات التي حققها وسيحققها في هذه الجولة كما ان اشعال حرائق الصراع في الجامعات يصب في مجرى الحيلولة دون تطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ومن ثم افشال التسوية السياسية لتعارضها مع اجندتها كونها اجهضت مشروعها الانقلابي للاستيلاء على السلطة وتحقيق هيمنتها بضربة واحدة لتصبح البلاد خاضعة لنزواتها ونزعاتها الشيطانية التدميرية الارهابية.
ان مخاطر توجه كهذا يجعلنا ومن موقع ادراك ما ترمي اليه تلك القوى ندعو الى النأي بمؤسساتنا التعليمية عن السياسة والتسيس لاسيما الجامعات حتى تظل صروحاً للعلم والمعرفة ومنارة للتنوير وهذه مسؤولية كل الشرفاء والمخلصين الحريصين على اليمن وغد اجياله الصاعدة والقادمة والمؤتمر سيواصل دوره النضالي لتحقيق هذه الغاية السامية ولن يقبل مهما كان بتحويل جامعة صنعاء إلى وكر لطالبان الإصلاح.