د./ علي مطهر العثربي -
< يبدو أن المحاولات الانقلابية التي يقودها صناع الأزمات باتت عنوان اللقاء المشترك، كما أن التحدي الصارخ الذي يتبناه محمد باسندوة ضد المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية منهج جديد ليسوموا الوطن من خلاله سوء العذاب، وكأن ما حدث منذ بداية 2011م وحتى اليوم لا يكفي الحاقدين الذين لا يرون أنفسهم الا في مستنقع التحديات والعنتريات الوهمية والتباهي بتدمير الوطن والعدوان على قيمه ومبادئه وأخلاقيات الانسان اليمني التي عرف بها عبر العصور المختلفة.
إن البيانات الانقلابية التي يصدرها من يضعون رجلاً في الوفاق وأخرى في حافة التدمير والخراب، لا تبشر بخير على الاطلاق، وكنا قد حذرنا ونبهنا من الكيانات غير القانونية التي تنشئها أحزاب اللقاء المشترك وقلنا إن تلك الكيانات هي صورة واقعية للانقلاب على الديمقراطية والتعددية الحزبية وعدم القبول بالمشاركة السياسية عبر الانتخابات وأنها هروب مباشر من الشرعية الدستورية الى اللاشرعية، وقد اتضحت حقيقة الأمر من صناعة الأزمات التي تصر عليها قيادات في اللقاء المشترك.
إن العقلاء والحكماء في اللقاء المشترك قد بدأوا يدركون من جديد خطورة التحدي الذي يمارسه باسندوة ضد المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقد ظهر ذلك لدى قيادة الحزب الاشتراكي اليمني صاحب الخبرة السياسية العريقة في المجال السياسي والحزبي، لأن تلك الممارسات التي تحدت الإرادة الكلية للشعب وتجاوزت الحدود الدستورية والقانونية تهدف الى الانقلاب على المبادرة والواقع، مع أن هذا الادراك الذي بدأ يظهر في قيادات الاشتراكي والناصريين وغيرهما من قيادات الاحزاب الاخرى يأتي في إطار الالتزام بالثوابت الوطنية والعهود والمواثيق واحترام الوفاء بكل الالتزامات التي شهد عليها الاشقاء والاصدقاء في العالم.
إن القيادات السياسية ذات التجربة الوطنية المتميزة في العمل الوطني داخل اللقاء المشترك تدرك أن الالتزام الصارم الذي ابتدأه المؤتمر الشعبي العام بالمبادرة الخليجية والآلية التنفيذية رغم الجور الذي ألحقته بالمؤتمر الشعبي العام وانتزعت منه حقه في الأغلبية ، قد بات محل احترام الشعب اليمني بكل مكوناته السياسية لأنه بذلك الالتزام الصارم جنب البلاد والعباد مزالق الاحتراب والتدمير الذي خطط له اعداء اليمن، كما أن ذلك الالتزام الفريد من نوعه رغم الاجراءات التعسفية التي تعرضت لها قيادات المؤتمر في مختلف المواقع في أجهزة الدولة قد أكسب المؤتمر الشعبي العام الاحترام والتقدير الاقليمي والعالمي، حيث أدرك الجميع بأن المؤتمر الشعبي العام إرادة شعبية تستمد قوتها من الإرادة الإلهية.
إن الواجب أمام تداعيات المحاولات الانقلابية على المبادرة الخليجية والشرعية الدستورية التي تقودها بعض القيادات داخل اللقاء المشترك من خلال الكيانات غير الشرعية يتطلب من العقلاء والنبلاء في المؤتمر واللقاء المشترك الوقوف أمامها بجدية لقطع الطريق على العدوان على اليمن من جديد والتكاتف لحماية اليمن بإذن الله.