إقبال علي عبدالله -
< عندما أطلق مؤتمرنا الشعبي العام لقب الزعيم على باني نهضة اليمن الحديث علي عبدالله صالح لم يكن ذلك بقرار تنظيمي كما تروج له بعض قيادات حزب الاصلاح ومليشياته المسلحة المعروفة بالاخوان المسلمين، وكذلك بعض الأقزام في أحزاب اللقاء المشترك التي يقودها حزب الاصلاح.. بل جاء لقب الزعيم بإرادة شعبية وشهادة من تاريخ الوطن الذي قاده الزعيم لأكثر من ثلاثة عقود حتى قرر هو بمحض إرادته التخلي عن السلطة ودعا في فبراير الماضي الى انتخابات رئاسية مبكرة ليخلفه أخوه المناضل الجسور عبدربه منصور هادي .. كان لقب الزعيم الذي لم ينله أحد قبله في تاريخ اليمن.. قراراً أشبه بالوفاء من الشعب والوطن لقائد استطاع منذ انتخابه رئيساً لليمن في السابع عشر من يوليو عام 1978م أن يخرج اليمن من ثالوث الجهل والمرض والفقر وأن يبني وطناً جديداً موحداً بعد عقود من التمزق، كما استطاع بقيادته الحكيمة التي شهد ويشهد لها الاعداء قبل الاصدقاء أن يحقق رغم أمواج عالية من التحديات السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية منجز الوحدة التي أعلنها ورفع علمها في مدينة عدن صبيحة الثاني والعشرين من مايو عام 1990م بعد أن كانت حلماً ىراود كل أبناء شعبنا عقوداً طويلة واستطاع أن يجعل هذا المنجز التاريخي منجزاً ومؤسساً للديمقراطية والتعددية الحزبية، كما استطاع أن يحقق المنجزات الانمائية العملاقة وفي مقدمتها إعادة بناء سد مأرب وإخراج النفط والغاز إلى جانب المشاريع الاقتصادية والاستراتيجية وبناء الهياكل الاساسية وبناء جيش وطني بقدرات عالية مما جعله يؤمن الوطن من أي اعتداء خارجي ويحمي وحدة الشعب الداخلية من أقصى اليمن الى إقصاها.
أعرف أن الأقزام الذين يتحدثون اليوم عن لقب الزعيم وأنه قرار تنظيمي من حزب المؤتمر الشعبي العام سوف يغضبهم مقالي هذا والذي أؤكد أنه ليس مدحاً وإن كان يستحقه الزعيم بل هو استناد لما كتبه وسجله التاريخ وهو يتابع بكل فخر واعتزاز تاريخ علي عبدالله صالح منذ أن تحدى الموت من أجل أن يحقق كل ما وعد به الشعب في أول خطاب له عقب انتخابه رئيساً للجمهورية في الوقت الذي تراجع الكثيرون من قبول الترشيح وكانوا يقولون من سيحكم اليمن مصيره القتل، وقد حاول من حاول تنفيذ هذه المهمة ولكن الله تعالى والتفاف الجماهير وحبه للوطن قد أخرجه من كل محاولة اغتيال فاشلة وحقيرة وآخرها جريمة مسجد «النهدين» أكثر قوة وعزيمة جعلته في قلب وعقل وضمير الشعب والوطن زعيماً لن تنساه الاجيال اليمنية مهما جرت وتجري من مؤامرات ضده وضد الحزب العملاق الذي أسسه ويرأسه المؤتمر الشعبي العام ومنها مؤامرة إقصاء عدد من قيادات وكوادر المؤتمر من قبل بعض وزراء حكومة (اللاوفاق) التي يرأسها الاستاذ محمد سالم باسندوة بعد أن فشلت هذه الحكومة منذ تشكيلها قبل أكثر من نصف عام بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي صاغها الزعيم ليجنب الوطن مزيداً من تآمرات الذين كانوا يوهمون الشعب بأنهم معارضة ويعرفون بقيادات أحزاب اللقاء المشترك وانكشفوا بعد المبادرة أنهم أقزام وليسوا معارضة.
أقول في الختام إن الزعامة لا تأتي بقرار.. ولكن من خلال الشعب والمنجزات التي تحققت من أجل هذا الشعب وهذا ما جعل الزعيم علي عبدالله صالح زعيماً لليمن وليس لقبيلة أو منطقة أو عصابة تنهب وتدمر الوطن كل يوم.