موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


تحذيرات أممية من إغلاق معبر رفح - القوات المسلحة تستهدف 3 سفن إسرائيلية - تمديد التسجيل للمقاعد المجانية في الجامعات - صنعاء: فعالية تأبينية لفقيد الوطن اللواء علي سالم الخضمي - البرلمان يجدد تأكيده على أمن وسلامة الملاحة عدا السفن المعادية لليمن وفلسطين - ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 34844 - الراعي يتلقى برقية شكر من إسماعيل هنية - قتلى وجرحى بانفجار مخزن أسلحة في عبيدة بمأرب - النائب الأول لرئيس المؤتمر يرأس اجتماعاً للهيئة البرلمانية - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34789 -
مقالات
الميثاق نت - عبدالرحمن مراد

الثلاثاء, 06-مارس-2012
عبدالرحمن مراد -
سبق لنا القول في أكثر من مقال إن ما يحدث ليس أكثر من انقلاب وأن الثورة التي يتحدثون عنها ليست أكثر من وهم لغياب المشروع الحضاري، ودلت متواليات الأحداث على جوهرية وصدق ذلك التوصيف، فالقضية الوطنية لم تكن إلاّ وسيلة للوصول إلى السلطة.
وما يحدث في اليمن هو ذات الاشكالية التاريخية التي كانت أشد بروزاً في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولم تكن الوسيلة إلاّ ذاتها وهي «الدم» الذي كان مبرراً كي يفضي إلى غاية الملك العضوض.
ولعل الدكتور ياسين سعيد نعمان الذي نتفق معه ونختلف، نتفق معه من حيث قوله: «إن كثيراً من الانتصارات في حروب الأمم- قديمها وحديثها- كانت بمثابة نقطة تحول نحو الهزيمة النهائية في مسار المنتصر..
فالحروب تضخم الأشخاص على حساب (الفكرة) التي يحاربون أو يدعون أنهم يحاربون من أجلها..
فالفكرة قد تصغر بل وتتلاشى وتتضخم الشخصية.. وفي الغالب تتلاشى الفكرة بتغيير جوهرها وخاصة الأفكار الكبرى.. فمثل هذه الأفكار تتناقض من حيث مضمونها الأخلاقي مع الحروب، ولا تعد الحروب أدوات ملائمة لتحقيقها أياً كانت المبررات والأسباب.
فالفكرة الكبرى ذات البعد الإنساني إذا لم تمتلك مقومات الإقناع والتغيير من داخلها وبأدواتها الذاتية، فإن فرضها بالقوة العسكرية يصبح محكوماً بإشكاليات النتائج التي تتمخض عن هذه القوة، وهي اشكاليات تتجذر في بنية الوضع العام الذي تولده الحرب وتتجه به نحو الاضطراب وعدم الاستقرار»..
ونختلف معه من حيث المفهوم للمصطلحات، إذ أن مفهوم الثورة عنده مفهوم ضبابي وعائم ومفهوم الطغيان والاستبداد وكذا مفهوم القضية الجنوبية.. وحتى نكون قادرين على مواجهة لحظتنا الحضارية ورسم معالم الغد لابد أن نقف عند قضية جوهرية وهي قضية الالتباس التي اعتبرها الدكتور ياسين أبرز اشكالية من بين الاشكاليات التي تصيب الشخصية المحورية في الحرب.
وقد سبق لنا الحديث عن العدمية التي تنشأ نتيجة تجمع البائسين وتتمظهر بالثورية دون أن تحمل مضموناً ثورياً حقيقياً يقود إلى الانتقال الحقيقي، وهو الأمر الذي تبدو ملامحه في الموقف السياسي للقوى السياسية التي تعاني من جدلية «الحكم/ المعارضة» وتعمل على تغيير وجهها كلما دعت الحاجة إلى ذلك، فالقضية الوطنية أصبحت قناعاً سياسياً لايضمر إلاّ الوصول إلى السلطة بأي لون أو شكل، فالذين قالوا إن قضيتهم قضية وطن وقضية حرية وقضية عدالة اجتماعية ولا مطمع لهم في السلطة، يتحدثون الآن عن ضرورة مشاركتهم في السلطة ويمارسون شتى أنواع الابتزاز السياسي من أجل الوصول إلى منصب نائب الرئيس.. والذين كانوا يتحدثون عن قضايا الجوع والتشرد والبطالة والإقصاء والتهميش والطغيان والاستبداد وتجار الموت والدم المسال في الساحات، أصبحوا الآن يعدون الخطط ويوزعون الأسلحة ويقسمون الوطن إلى قطاعات عسكرية للانقضاض على السلطة خارج أطرها الدستورية وقيمها الانتقالية التي تواضع المجتمع اليمني كله من أقصاه إلى أقصاه عليها.
إذاً فقضية قوى (5 نوفمبر 1967م) هي ذاتها لم يتغير شيء في المدلول والمعنى وفي المسار، وقد دلَّ موقفها من موضوع التأسيس القيمي للانتقال الذي حدث في دار الرئاسة يوم الاثنين 27 / 2 / 2012م على وعيها الانقلابي الذي يسكنها، ولا معنى عندها لأي قيمة انتقالية.. ومثل هذه الحقيقة أدركها الدكتور ياسين حين قال في كتيبه الذي بعنوان «كلمة للتاريخ.. اشكاليات من واقع ثورة الفرصة الأخيرة»: وبطبيعة الحال فإن الثورة يجب أن ترسخ قيمها بالتربية والحوار والتفاهم واحترام الاختلاف، فالشعوب التي أنهكها الاستبداد دائماً ما تكون عرضة للخديعة التي يمارسها الصخب الثوري المخادع والذي ينقشع في نهاية المطاف عن خواء يملأه الانتهازيون والمتسلقون والمغامرون والمتعيّشون، وكذا كل من يركب قارباً ثورياً.. ولكن ليبحر عليه إلى شاطئ مختلف عن الشاطئ الذي يجب أن ترسو عليه ثورة الشعب».
ولن أزيد على ما قاله الدكتور ياسين، فقد كان قوله حجة كل خطيب ومتقول والسؤال: أين المشترك من مثل هذا الوعي؟ ولماذا لا تشيع مثل تلك الثقافة في فعله السياسي؟
وحتى لا نسهب دعونا نفكر قليلاً.. إذ لابد من ردم الهوة بين النظرية والسلوك.. ولابد لنا من لحظة تأمل في واقعنا.. وقبل أن أودعكم دعونا نتأمل عبارة الدكتور ياسين التي تقول: «الشعوب تكون عرضة للخديعة التي يمارسها الصخب الثوري المخادع والذي ينقشع في نهاية المطاف عن خواء يملأه الانتهازيون والمتسلقون والمغامرون والمتعيّشون».
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)