موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


هل تحوَّلت بلادنا إلى سوق مفتوحة للمبيدات الفتاكة؟! - معدلات إصابة اليمنيين بالسرطان في ارتفاع مُخيف !! - تحوَّلت من ظاهرة إلى مهنة.. "التسوُّل" آفة اجتماعية خطيرة تُقلِقُ المجتمع - المساح يكتب عن حياته: من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "1-2" - فيما تضاربت الأنباء حول الجولة الأخيرة للمبعوث الأممي .. صنعاء تنفي عودة المفاوضات - النواب يستمع إلى إيضاحات حكومية حول المبيدات الخطرة - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ محمد الضبياني - حصيلة شهداء قطاع غزة ترتفع إلى 34454 - الزراعة تكشف حقيقة وجود دودة في المانجو - الوهباني يعزي بوفاة الشيخ عبدالرقيب المنيفي -
مقالات
الميثاق نت - احمد الصوفي- الميثاق نت

الخميس, 29-ديسمبر-2011
احمد الصوفي -
صحيح ان قطر استطاعت ان تضعنا امام اقسى اختبار وصحيح ايضاً انها تمكنت من التأثير على مواردنا الاقتصادية واشاعة الفوضى في منظومتنا السياسية وغذت بسخاء كل مصادر الطيش والفوضى والعنف لتخريب الامن وتقتلع سكينتنا وتزلزل استقرارنا، لكنها فشلت وبشكل كبير في ان تفرض علينا وجودها وان تبرهن انها تمتلك القدرة على صناعة ثورة في اليمن. بعد اقل من شهر من تبديد بضع ملايين من الدولارات لاعادة الروح الى ساحة الجامعة بتدبير جائزة علها تضفي زخماً وتصلب خياراً تصعيدياً (لفعل الثورة) الذي ارادت استعارة زخم نوبل لتأجيجها، الذي حدث ان وسائل الاعلام خلال اقل من اسابيع باتت تعاف نقل اخبار توكل التي لا تحمل مضموناً عالمياً ولا رسالة انسانية، ولم تمنحها الجائزة شيئاً اضافياً يجتذب وسائل الاعلام حتى المنحازة والمشتراة لتسويق شخصيتها، وهو امر لم يحدث في تاريخ هذه الجائزة التي ظلت تمنح حائزيها بريقاً لا يخبو، وتوهجاً لا يخفت، وحضوراً لا يمكن لاحد ان يتجاهله، بل ان العالم يجعل الفائز قبلة ونبراس ومنارة للتوهج والتألق لا أن تذبل كما حدث لكرمان خلال ايام بالاضواء وتتصلب كخشب الغابات الاستوائية على المسرح الدولي، ولم يعد في هذا العالم من يلقى لها بال او ينصت لما تقوله أحد جعل احد الزملاء الخبثاء يعلق على الحدث برمته قائلاً: «خرجت توكل من اجل اسقاط علي عبدالله صالح ولكنها اسقطت نوبل».
ما الذي حدث في العالم حتى يتراجع الحماس وتنطفي جذوة التشويق وتموت زهور الربيع العربي حتى قبل ان تتفتح؟ ما الذي جعل الاعلام ومراكز القرار السياسي الدولي والاقليمي يرابطون عند منطقة الحذر ويفصحون بعبارات واضحة عن تحفظهم على ما يحدث في اليمن او سوريا والبحرين حين بدا الحصاد اكبر من مساحة الحقل وبات القادمون الى الحكم مزيجاً مضطرباً من التطرف الديني الى طموح قبلي متطرف حول بوصلة السير للربيع العربي نحو فصل خريفي يتأهب للتحول الى شتاء قارس، فمراكز الدراسات باتت تبشر بقدوم مصيبة محتملة، وهذا «دانيال بنوبرغ» يقرع الاجراس منذراً ومبشراً بقدوم عاصفة هوجاء تخفت داخل مسامات اللحن والجلباب.

كتب دانيال وهو مدير مساعد في الدراسات الديمقراطية ونظم الحكم في جامعة جورج تاون ومستشار بارز في معهد الولايات المتحدة للسلام: إن الربيع العربي قد لا يجلب الحرية الى الكثير من الدول العربية وينبغي على الولايات المتحدة التي تستعد للعمل مع الديمقراطيات الجديدة في المنطقة الإستعداد لحال الركود والفوضى التي ستمثل الشتاء العربي».

داينال تفحص مركبات هذا الربيع وتأمل اهم انجازاته واخطر اخفاقاته، لقد رأى الدبابات تعانق الزنداني وتحمي حميد الاحمر، ورأى مجاميع تختطف شاعراً لتقطع لسانه، وجنوداً يختطفون الصحفي محمد صدام ليقولوا انهم ينتقون خصومهم على اساس مكان العمل لا الموقف السياسي، ورأى ان الذين غادروا مركب صالح يعودون على مركب المعارضة الى السلطة، فمثل هذا الامر لا يوحي ان الحرية والديمقراطية هي وعد هؤلاء، بل انانيتهم قد تضع الديمقراطية اليمنية في غياهب الجب حتى ينتشلها دلو قافلة مجلس الامن من البئر السحيق ليقدم ذلك البيان حقيقة المصادر الواقعية التي اعتمدها معهد «بروكنز» حين حذر من تحول الثورة اليمنية الى درس اقليمي بالغ الخطورة على مستقبل التحولات سواء في محدداتها او من حيث تأثيرها على طابع المرحلة القادمة للعالم العربي، فالقول «الثورة اليمنية تبرز احتمالية فشل الثورات العربية جراء التشابك الديني والتاريخي والثقافي» هو بالضبط ما جعل مجلس الامن يتمسك وبقوة بفكرة التعاطي مع الحالة اليمنية باعتبارها تجليات لازمة سياسية بل يوجه جل طاقته لتسليط الضوء على سلوكيات اطراف الازمة ميدانياً ويلاحق عبر شبكة من المندوبين الدبلوماسيين للدول كاملة العضوية في مجلس الامن ومعاوني سفراء مجلس التعاون الخيلجي الست الخروقات والانتهاكات لمنع انزلاق الاوضاع اليمنية نحو المواجهة العسكرية التي يراها الجميع المدخل لحرب اهلية سيمتد اوارها الى كل المنطقة.

المهم ان مجلس الأمن كان لديه علماً ان اليمن قبل بضع سنوات عاش تجربة انتخابية رئاسية تنافس فيها صالح مع خصم من المعارضة هو ربح وهم خسروا، كان مجلس الامن على علم ان (الطغمة) العسكرية والمالية التي كبدت تجربة علي عبدالله صالح التاريخية بنزيف للمال وتعسف في استخدام السلطة وتفكير يحصر كل خيوط السلطة والمال والقوة بيده كعلي محسن الاحمر وعبدالله القاضي الذين هم السلطة هم من يثورون عليها، وادرك مجلس الامن ان المنطقة العربية التي تطلعت الى دور للجامعة العربية لتعزيز التضامن العربي وحماية الامن القومي باتت هي من يقود الحرب على اهم معاقل العروبة سوريا، فأيقن المجلس ان في المنطقة شيء غير طبيعي حين يصبح وزير خارجية قطر المقررة لارادة الجمع العربي، ان هذا اكثر من ازمة واقل من ثورة، لم يتمكن المجلس من التعبير عما يعتمل في عقل القيادات الفكرية والسياسية التي تجمع بين ضرورة التغيير، واهمية الحفاظ على المكاسب السياسية والتاريخية.

كان المشهد بحاجة الى صوت شجاع كالملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي اعلنها على الملأ في قمة مجلس التعاون الاخيرة حيث جاء في خطابه اشارة صريحة الى وجود «مؤامرة» على المنطقة العربي، ومثل هذا التحديد يُعد تحولاً سياسياً بالغ الدلالة، فالمملكة قد اكتوت بنار الإنزلاق الى مواجهة عسكرية على حدودها عام 2009م ثم أُجبرت على التدخل العسكري في البحرين، وتخوض حرباً معلنة مع ما تقوم به قطر من تمويل للفوضى في اليمن وسوريا وقبلها ليبيا، وهذا لا يجعل الخطر مرئياً فحسب بل ينزع اوراق التوت عن الهوية الغامضة لربيع عربي لايزال اقل من ثورة واخطر من مؤامرة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*

"الكوتشينا".. على الطريقة الإيرانية..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

أبوراس.. موقف مشرّف مع القضية الفلسطينية
سعيد مسعود عوض الجريري*

" غَزَّة ".. كاشفة
أحمد الزبيري

حتى لا يصبح بلد الحكمة منسياً وفاشلاً.. “دعوة للحوار والسلام”
عبدالله الصعفاني

حب الوطن أغلى من المال
عبد السلام الدباء

ماذا تفعل البحرية الهندية في البحر الأحمر؟
منذر سليمان

دولة العدل والمساواة
علي القحوم

عنتر أبو "الجَلَن" !!
عبدالرحمن بجاش

اليمن على مدار السرطان!!
علي أحمد مثنى

إمبراطورية المصادفة والإدمان الإمبريالي
مازن النجار*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)