محمد بن محمد أنعم - وسط الأحداث الكبار.. وفي اللحظات التي يكون فيها أبسط خطأ في الرؤية يقود الى كارثة.. وأي إعلان للمواقف هو أخطر من السير في حقول من الألغام. عندها الشعب يدرك من القائد الأجدر القادر على أن يخرجه من وسط الزوابع والعواصف التي تتقاذفه الى شاطئ الأمان بحنكة واقتدار. بالأمس وقف الرئيس علي عبدالله صالح وسط ليل من الصمت العربي ينادي رجال الأمة.. يحذر من أهوال الفاجعة الآتية.. ومن خطر المؤامرة التي بدأ تنفيذها العدو الصهيوني دعا لعقد قمة عربية طارئة.. لموقف عربي موحد.. رفض العدوان على فلسطين ولبنان مبكراً.. كما رفض أن يستكين لحرب دبلوماسية صامتة.. قصفت كل عواصم العرب بصواريخ انطلقت من واشنطن وكانت أكثر ترهيباً من صواريخ الصهاينة التي تدمر لبنان.. أعلن جهاراً أن قرارات الشرعية الدولية لا تطبق إلاّ على العرب.. ولا ينفذها الكيان الصهيوني.. وأن الأمم المتحدة ومجلس الأمن لم يعدا إلاّ بقوة عسكرية لحماية الكيان الصهيوني. موقف الرئيس الشجاع يذكرنا بحال اليمن عام ٨٧٩١م، عندما كان كرسي الرئاسة يفر منه الجميع طمعاً بالحياة كان نفس الليل، بصمته الرهيب يخيم على كل القيادات.. وكانت الخارطة السياسية ملغومة.. والمصالح الاقليمية والدولية تتقاطع.. بل تتناحر في حرب صامتة أيضاً. يومها تقدم علي عبدالله صالح وانقذ اليمن وصان دماء الشعب وقاد ثورة بيضاء في الحوار والتسامح مكنته ليقود منجزات عظيمة للبلاد أبرزها اعادة تحقيق الوحدة اليمنية. نعم فراسة الرجل وحنكته السياسية وخبرته الكبيرة في التعامل مع الأزمات والمؤامرات جعلته يحدد موقفاً مبكراً شديد الوضوح من العدوان الصهيوني على فلسطين ولبنان.. ونجد أن ثمن عدم عقد القمة العربية أصبح باهظاً اليوم.. ثمن تدفعه الأمة من دماء وحياة أطفالها.. وهو أبشع ثمن ولايزال كل أولئك الضحايا وهول الدمار مجرد دفعة أولى تحت الحساب. للأسف حتى اجتماع وزراء خارجية العرب في بيروت ذهبوا يستجدون خفر حماية الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة لوقف العدوان ولايزالون يلهثون وراء سراب.. إنما ما يحسب أنهم وزراء الخارجية تحدثوا عن قمة عربية مرتقبة.. لكن، متى.. وأين؟ ربما تعقد بعد أن يواروا شعب لبنان التراب. وتبقى الحقيقة أن دعوة اليمن لقمة عربية طارئة هي الحل والمخرج لأمتنا.. ولا يهم من يدعو لها الآن إنما الأهم أنت تتضاعف فاتورة دفع الدم العربي أكثر وأكثر. اعتقد أن هذه الحقائق تؤكد لنا أن الرئيس علي عبدالله صالح ليس مصدر فخر واعتزاز لنا كيمنيين وإنما لدى كل أبناء الأمة وها هي الأحداث وتطوراتها الدراماتيكية تثبت بالبراهين تميزه القيادي واتخاذ القرار الصحيح والسليم في احرج الظروف.. وفي وسط عواصف المحن. وهذا يجعلنا على يقين أن الرئيس علي عبدالله صالح فعلاً هو رجل التغيير الحقيقي في اليمن أيضاً والأجدر لقيادة شعبنا الى مستقبل أفضل. بثقة نقول إن الرئيس علي عبدالله صالح هو حامل أمل شعبنا للمستقبل.. وهو القائد الذي يؤتمن لنمضي معه في ظل قيادته الحكيمة الى غدنا الجميل الذي ننشده جميعاً.. ولهذا علينا أن نرشح الرئيس ليقود مرحلة التغيير ومعه نضمن تحقيق آمال وأحلام شعب وفي ظل قيادته يطمئن قلب أمة. |