موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مواطنون لـ"الميثاق": مَنْ يدعون للانفصال يمثلون أنفسهم وأسيادهم - تربويون لـ "الميثاق": الأختبارات تسير بشكل جيد وهناك توجُّس من بعض المواد - المانجو اليمني.. بين شائعات الإنترنت وتحديات الزراعة - إلى بنكي المركزي في عدن وصنعاء: تعالوا إلى كلمة سواء - المساح يكتب عن حياته من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "2-2" - شرف يحيي موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية - النواب يندد باستمرار الإجراءات التعسفية ضد المتظاهرين بالجامعات الغربية - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 34 ألفاً و683 - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ شعلان الأبيض - تحذيرات أممية من "حمّام دم" في رفح -
مقالات
السبت, 03-مارس-2007
الميثاق نت - الابن العاق هو الذي يتربى في كنف أبيه، يلبس ويأكل ويشرب ويتعلم ويتزوج وينجب وفوق ذلك لا ينفك عن مطالبة أبيه بـ«حق القات والسيجارة» وميزانية شهرية لفواتير الهاتف النقال أو كروت الدفع المسبق التي يهلكها في رسائل الدردشة أو مراسلة «الشات» في الفضائيات الغنائية بأسماء مستعارة عدة «النجم الحزين» أو «سهيل اليماني» أو «العاشق الولهان» ليكسب ود إحداهن في مكان لا يعرفه، ويعرف فقط أن رسائلها على الشات المتلفز مصحوبة باسم «أميرة القلوب» فهو يراسلها ويستعطف ودها، وهو لا يعرف - أيضاً - أن الاسم قد يكون مستعاراً والصفة كذلك وأن رجلاً آخر في مكان ما من بلادنا العربية المنكوبة بالغزل وفضائيات قتل الوقت والعقل والمال هو الذي يراسل بهذا الاسم وكلاهما يهلكان أمين الوائلي -
الابن العاق هو الذي يتربى في كنف أبيه، يلبس ويأكل ويشرب ويتعلم ويتزوج وينجب وفوق ذلك لا ينفك عن مطالبة أبيه بـ«حق القات والسيجارة» وميزانية شهرية لفواتير الهاتف النقال أو كروت الدفع المسبق التي يهلكها في رسائل الدردشة أو مراسلة «الشات» في الفضائيات الغنائية بأسماء مستعارة عدة «النجم الحزين» أو «سهيل اليماني» أو «العاشق الولهان» ليكسب ود إحداهن في مكان لا يعرفه، ويعرف فقط أن رسائلها على الشات المتلفز مصحوبة باسم «أميرة القلوب» فهو يراسلها ويستعطف ودها، وهو لا يعرف - أيضاً - أن الاسم قد يكون مستعاراً والصفة كذلك وأن رجلاً آخر في مكان ما من بلادنا العربية المنكوبة بالغزل وفضائيات قتل الوقت والعقل والمال هو الذي يراسل بهذا الاسم وكلاهما يهلكان الآباء بالفواتير الباهظة.
وفي حين يكون هذا وضعه - الابن - وتلك هي حالته مع ابيه، إلا أنه لا يدع فرصة أو مناسبة إلا وأظهر تفجراً وقنوطا وشكاوى لا آخر لها من سوء معاملة ابيه له، وتقصيره في حق ولده «البار» و«طايع والديه»!!
هل هذا هو العقوق أم لا؟ بالتأكيد فإن «عاق والديه.. عاق والديه» كما تقول الحكمة الشعبية وكثير من الآباء والأمهات يشكون من نماذج كهذه، والمسألة الأخرى هي أن آباء وأمهات يسارعون في تدليل الأبناء أكثر مما يجب ويحمد، فيكون سبباً مباشراً في صناعة المشكلة، ولا يكتشفون ذلك -في الغالب- إلا متأخرين، عندها يترحمون على القائل:
إن الشباب والفراغ والجِدَه
مفسدة للمرى أيُّ مفسدة
والمشكلة جماعية بقدر كونها فردية على مستوى الجماعات والمجتمع عموماً هناك نماذج مشابهة وإن بصورة مختلفة أو سلوكيات أعم وأوسع، وأخطر.. خذ مثلاً الجهاز الوظيفي والإداري في مؤسسات الدولة والمرافق الحكومية المختلفة، بين هؤلاء سوف تجد «عاق والديه» بصورة دائمة وحيثما ذهبت، البعض يقبض راتباً شهرياً من الدولة مضافاً إلى العلاوات والبدلات، والذي منه، وليته يعمل بما يقابل ذلك أو حتى النصف، ولكنه عوضاً عن العمل والإخلاص وشكر النعمة بحقها وأمانتها يتفرغ كليه للتسرب من الدوام وتعطيل العمل بجلسات حشوش ومصارعة زملائه في العمل والتسلق بطرق غير مشروعة لاقتطاف رضى المدير وأوراق يعتمدها أمين الصندوق.
وفوق ذلك كله لا تراه إلا قانطاً متذمراً يبيع اليأس ويقنط الناس، وكلامه الدائم لا يخرج عن هذه الجمل: «مابش فائدة»، «أيس من دولة؟»! وهل جعجعة وينسى هؤلاء أنهم يقبضون من الدولة رواتب مقابل أعمال لا يؤدونها وعوضاً عنها يفعلون كالولد العاق ويشهرون بالدولة، فهم «وعاق والديه» سواء.
عشرات النماذج والحالات تشبه هذه نصادفها باستمرار في مجتمعنا، هناك المنظمات المدنية والأهلية العاملة في إرهاق الدولة والمجتمع واستنزاف جوانب الدعم والتمويل من كل قطب ومشرب، في حين كان يجب أن تكون عاملة في غير هذا، في خدمة التنمية وتبني إشكالات وقضايا المجتمع والسكان بحسب التخصصات العاملة والتراخيص الممنوحة بموجب قانون العمل الأهلي والتعاوني والنقابي، أو المنظمات المدنية.
ليس هذا فحسب.. وليت الأمر انتهى عند هذا الحد.. البعض من الجمعيات والمسميات المدنية والتعاونية تشبه «عاق والديه» إلى حد بعيد، فلا المجتمع يرى خيرها، ولا الدولة اكتفت شرها وأذاها والتشهير بها من قبل بعض تلك الكيانات السرابية، التي تبدأ وتنتهي على الورق.. مسميات لا أكثر.
وثالثة الأثافي قد نجدها بوضوح شديد وتجسيد عملي أوضح من غيره لدى مسميات وكيانات تنظيمية وحزبية، يفترض أنها سياسية، إلا أن الواقع والحال يشهد ويزكي تبرؤ السياسة وقواميسها من هكذا بطالات مقنعة بالهدرة والهنجمة الكذابة.
أحزاب مرخصة من الدولة ومجازة بالدستور والقانون محمية بها، دعم ومخصصات مالية تستلمها سنوياً من وزارة الشؤون القانونية، تسهيلات وامتيازات لا حصر لها تحصل عليها تلك الأحزاب وقياداتها، أغلب القيادات والأعضاء لديهم وظائف حكومية معتبرة وهم لا يداومون ولا يعملون شيئاً سوى انتظار أمين الصندوق آخر كل شهر للاستلام.. ورغم ذلك.. الأحزاب وهؤلاء غير راضين بتاتاً ولا يسالمون الدولة ولا تسلم الحكومة من أذى الصخب والمناكدات والبيانات والمراسلات العابرة، وأهم ما يشكون منه هو أن الدولة مقصرة في «الحقوق والحريات»!! كل هذا وهي مقصرة.. كم يفترض أن تطول وتطول؟!!
وأشر ما يضحك أن تجد أحزاباً تنافس في جميع الانتخابات والدورات الانتخابية وتستلم الدعم الانتخابي كاملاً من خزانة الدولة، وتظهر في تلفزيون الدولة لتخطب وتخاطب الجماهير الناخبة و«تندع» الدولة من رأسها لااسفلها.. ثم تشكو من الدولة وأنها حرمتها الفوز والتنعم بخيرات الصناديق والكراسي الدوارة!! يعني بقي على الدولة أن تضمن وتلزم نفسها إنجاح الأحزاب حتى لو لم يكن الناخبون يعرفون وجه واحد من مرشحيها وقادتها!
وقفوا معي لحظة: حزب يعقد مؤتمره العام ويحصل على الدعم المخصص لذلك من الدولة، ويدعو العالم إلى حضور مؤتمره، وتنظيم سياسي آخر يفعل ذلك أيضاً، ويقولون في مؤتمراتهم ما يشاءون، وفي النهاية البيانات الختامية والكلمات كلها تجأر بالشكوى من أن الدولة «تضيق» عليها وأن الأحزاب لا تنعم تماماً بخيرات الدويمقراطية!! ويزيد الطين بلة أن تنقم الأحزاب على الدولة في كل قضية حتى لو كانت المواجهة مع عناصر مخربة تشعل الفتنة وتقاتل الدولة كما يحدث في بعض مناطق محافظة صعدة، أية دولة هذه التي يبحث عنها هؤلاء؟!!
وهل هناك دولة في الأرض تشبه ما ينشده البعض، بحيث يكون معناه «اللادولة»؟! وأعق العقوق أن يولد المرء وينشأ ويتعلم ويعمل ويكون ذاته ومصالحه في كنف دولة ترعاه وتوفر له الحرية والأمن والخدمات بقدر ما تستطيع وتبذل في سبيل أفرادها وشعبها ما تجد، وفي آخر النهار يرتهن ذاته وبندقيته ضد الدولة والمجتمع لحساب الشيطان أو آخرين يعملون لحسابه، وإذ «يعق» أمه «اليمن» ويعصي القوانين وينتهك مبادئ الحرية والعيش المشترك والسلامة الوطنية، ويشهر الإرهاب والعنف والعصيان المسلح في وجه الدولة ومؤسساتها الدستورية والقانونية، يخرج على وسائل الإعلام ليذرف دموع التماسيح ويشكو من الدولة التي لم تسمح له أن يحرق المجتمع ويصب جهنم على رؤوس الملايين!
ألا ترون -إذن- كم أن «عاق والديه.. عاق والديه» على جميع الجبهات؟!
شكراً لأنكم تبتسمون
Ameen101@maktoob

نقلاً عن الثورة
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)