خالد محمد عبده المداح -
لا شك بأننا عندما نشاهد ما يجري في لبنان وفلسطين والعراق نُصاب باليأس تجاه كل ما يحدث من مآسٍ مؤلمة وبخاصة ما يحدث في لبنان الشقيق ، البلد الذي لم ترحمه الآلة العسكرية الصهيونية فقد حصدت فيه الأخضر واليابس والطفل والشيخ ، فما حصل مؤخراً في قانا عمل إرهابي بغيض لا يرضى به أي ضميرٍ إنسانيٍ حي على وجه المعمورة ، وهذه المجزرة لربما تكون جزءاً من مجازر عديدة لم يظهرها الإعلام بسبب القيود المفروضة عليه من قبل الصهاينة الأنذال .
إنما يبحث عنه الصهاينة اليوم ليس جندياً أو جنديين مخطوفين فالهدف أكبر والمخطط أعظم من ذلك ، فهم يريدون إقامة دولة إسرائيل العظمى التي تمتد خارطتها كما يزعمون من النيل إلى الفرات ، فهم لن يقتنعوا بفلسطين أو لبنان أو سوريا ولن يهدأ لهم بال ، فهم دمويون تاريخهم أسود وحياتهم صراعات حتى مع أنفسهم .
إن ما يقوم به الصهاينة تحت غطاء ودعم أمريكي لشيء يندى له الجبين ، فكيف بنا نطلب السلام من أعداء السلام ؟ وكيف نطلب الحرية من أعداء الحرية ؟ ففاقد الشيء لا يعطيه .
يجب علينا جميعاً أن لا نقف مكتوفي الأيدي تجاه ما يحدث من أعمال إرهابية لا أخلاقية من قبل الكيان الصهيوني ، ويجب على جميع القادة العرب الوقوف صفاً واحداً تجاه كل ذلك وأن يستجيبوا للدعوة التي وجهها إليهم فخامة الرئيس / علي عبد الله صالح حفظه الله في المقابلة التي أجرتها معه قناة الجزيرة مؤخراً وذلك لعقد قمة عربية طارئة لبحث الوضع لأن في ذلك مصلحتهم ومصلحة شعوبهم .
وعلينا جميعاً أن لا نيأس مهما حصل من توغل للدبابات الصهيونية لأن النصر قادم بإذن الله لا محالة ، فبإيماننا وعزيمتنا سننتصر عاجلاً أم آجلاً ، ويجب علينا دعم إخواننا اللبنانيين بكل ما نستطيع ، فنحن نعلم أننا لا نستطيع الوصول إليهم فأقل ما يمكن تقديمه هو مساعدتهم بالمال والغذاء والدعاء لهم ونحن واثقون بأن النصر مع الصبر وإن مع العسر يسرا وكما قال الشاعر " فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج " .
* [email protected]