موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


هل تحوَّلت بلادنا إلى سوق مفتوحة للمبيدات الفتاكة؟! - معدلات إصابة اليمنيين بالسرطان في ارتفاع مُخيف !! - تحوَّلت من ظاهرة إلى مهنة.. "التسوُّل" آفة اجتماعية خطيرة تُقلِقُ المجتمع - المساح يكتب عن حياته: من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "1-2" - فيما تضاربت الأنباء حول الجولة الأخيرة للمبعوث الأممي .. صنعاء تنفي عودة المفاوضات - النواب يستمع إلى إيضاحات حكومية حول المبيدات الخطرة - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ محمد الضبياني - حصيلة شهداء قطاع غزة ترتفع إلى 34454 - الزراعة تكشف حقيقة وجود دودة في المانجو - الوهباني يعزي بوفاة الشيخ عبدالرقيب المنيفي -
مقالات
الميثاق نت - فيصل جلول - الميثاق نت

الجمعة, 10-يونيو-2011
فيصل جلول -
في وقت سابق من العام الجاري (24 3 2011) أشرت في هذه الزاوية إلى هول المجزرة التي طالت 52 محتجا في ساحة الاعتصام في العاصمة اليمنية صنعاء وعبرت عن شعوري بالغضب والحزن الشديد لقتل هؤلاء المتظاهرين وقلت بوجوب معاقبة القتلة و تخليد ذكرى المستهدفين باعتبارهم شهداء الديموقراطية والتعبير الحر في اليمن و بادرت إلى ترديد العبارات نفسها في وسائل إعلام مرئية ومسموعة وكنت أظن إن هذه الفاجعة وعبر هولها الدرامي يمكن أن تحدث صدمة من طبيعة ايجابية( من قبيل رب ضارة نافعة ) وتحمل اللاعبين في الساحة اليمنية على الاتفاق على التغيير بالتراضي وليس بالانتقام وأظن أنني أخطأت التقدير ذلك أن التطورات اللاحقة بينت أن فرص التغيير بالتراضي قد انعدمت وان انعدامها قد فتح الأزمة اليمنية على مخاطر تهدد جديا الكيان السياسي اليمني برمته وليس النظام حصرا ولعل حصيلة الأحداث التي تعاقبت منذ ذلك الحين وآخرها المأساة التي وقعت في مسجد النهدين تشير بوضوح إلى الهاوية التي تنتظر اليمنيين عندما يستبدلوا الحلول التفاوضية بالعنف المسلح. من جهة ثانية أتمنى الشفاء العاجل والتام لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وأضم صوتي إلى أصوات يمنية موالية ومعارضة ووسطية استنكرت بشدة الاعتداء على مسجد دار الرئاسة أثناء الصلاة وأدانت هذا الاستهداف الغادر الذي تعرض له المصلون في المسجد وفي مقدمتهم الأخ الرئيس أثناء الركعة الأولى كما أشارت بعض المواقع الالكترونية وذلك في مشهد يذكرنا بالاغتيالات الشنيعة التي وقعت في مساجد المسلمين في ظل عصور الخلافة الإسلامية المتعاقبة والتي كانت تقابل بغضب شامل من المؤمنين بغض النظر عن هوية المستهدفين و انتماءاتهم السياسية.وفي السياق نفسه أتمنى العافية والشفاء التام والسريع لكل المصابين ومن بينهم الصديق الدكتور عبد العزيز عبد الغني والصديق الأخ علي محمد مجور رئيس الوزراء والأستاذ يحيى الراعي رئيس مجلس النواب والأخوة صادق أبو راس ورشاد العليمي ومحافظ صنعاء والصديق والزميل عبده بورجي وسائر الأخوة الجرحى في هذا الاعتداء الغاشم. عن نكسة تستقر في نفوس مهزومة. أعلنت فرنسا الحرب على ألمانيا عام 1870 وتوعدتها بالويل والثبور وعظائم الأمور ليتبين أنها خسرت الحرب في معركة سيدان الشهيرة وبعد يومين فقط من اندلاع المعارك.وقد اسر الألمان في هذه الحرب الخاطقة رئيس الدولة الإمبراطور نابليون الثالث ومعه حوالي مئة ألف جندي فرنسي. ثم اتجهوا نحو باريس التي قاومت بعد الاستسلام لكنها سقطت بدورها في مطالع يناير كانون الثاني عام 1871 وقد أدت هذه الحرب إلى سقوط ما يقارب التسعة آلاف جندي ألماني بين قتيل وجريح و26 ألف جندي فرنسي بين مصاب وقتيل. أما النتائج الأخرى فلا تقل إهانة عن خسائر ساحة المعركة فقد اجبر الألمان فرنسا على دفع خمسة مليارات فرنك ذهبي وتوجه بيسمارك إلى قصر فرساي حيث أعلن الوحدة الألمانية من هذا الصرح الفرنسي العريق الذي أراده لويس الرابع عشر رمزا لقوة فرنسا وعظمتها. ومن بين الخسائر الفرنسية نشير إلى ضم معظم مقاطعتي الألزاس واللورين إلى الأراضي الألمانية. لم "يولول" الساسة الفرنسيون ولم يبادروا إلى تصفية بعضهم البعض في الساحات العامة وإذا كان صحيحا أن قضية دريفوس هي من اثر هذه الحرب وقد قسمت الساحة الفرنسية إلى قسمين واحد معه والآخر ضده فالصحيح أيضا أن هذا الانقسام انتهى في وقت لا حق بعد أن بريء الضابط اليهودي الأصل الذي قال عنه إميل زولا انه لا يشبه الأبطال بل بائعي أقلام الرصاص. والملفت في هذه الهزيمة الساحقة الماحقة أن الساسة الفرنسيين كانوا يقولون لمواطنيهم لا تتحدثوا عن الالزاس واللورين لكن "ضعوها دائما في بالكم " وكان ما هو معروف من عودة هاتين المقاطعتين إلى فرنسا بعد استعداد طويل للقتال ضد الألمان وهزيمتهم في الحرب العالمية الأولى ثم هزيمتهم الساحقة الماحقة في الحرب العالمية الثانية. أشير إلى معركة "سيدان" للحديث عن هزيمة حزيران يونيو عام 167 التي كنا وما زلنا نولول ونندب حظنا جراء وقوعها وكأنها نهاية المطاف في تاريخنا وكأن أحدا لم يهزم مثلنا من قبل وكأننا بعدها لا نجرؤ على خوض الحرب وعلى الانتصار. والمذهل في تصرفنا إزاء الهزيمة هو أننا صرنا ننسب إليها كل ما أصابنا وسيصيبنا وفي كل المجالات فمنها خرجت فكرة التخلي عن الإسلام لأنه سبب الهزيمة بحسب صادق جلال العظم في نقد الفكر الديني ومنها خرجت فكرة استحالة كسب الحرب ضد الصهاينة لأنهم متطورون ونحن متخلفون ومنها أيضا خرجت أفكار التوازن الاستراتيجي مع الدولة العبرية الذي لا تتم حرب أخرى بدونه وبما أن هذا التوازن كان متعذرا فقد تعذرت الحرب وان اندلعت لأيام في أكتوبر تشرين الأول عام 1973 فليؤكد الرئيس الراحل أنور السادات بعيدها أنه يريد التصالح لان أمريكا تملك 99 بالمئة من أوراق اللعبة وانه لا يستطيع قتال أمريكا في حين استطاعت فييتنام قتالها واستطاعت كوبا الوقوف بوجهها ومازالت حتى الآن. هكذا كانت حرب حزيران يونيو 1967 ومازالت إلى حد ما ولادة أفكار انهزامية لا تريد للهزيمة أن تمضي، بل تسعى عفوا أو قصدا لا فرق إلى توطينها في ذاكرتنا إلى اجل غير مسمى. لم تكن هزيمتنا في حرب الأيام الستة بحجم الهزيمة الفرنسية في سيدان ولم يقع رئيس دولة عربية في الأسر خلال المعارك ولم يوقع أي منا وثيقة استسلام للصهاينة بعيد الحرب كما فعل الفرنسيون مع الألمان ولم تأسر تل أبيب مئة ألف جندي عربي و لم تفرض علينا شروطا مالية لوقف الحرب شبيهة بالشروط الألمانية التي فرضت على فرنسا بل يمكن القول أن هزيمة فرنسا كانت تعادل عدة هزائم من هزيمتنا في الحرب المذكورة ومع ذلك صارت الهزيمة الفرنسية جزءا من التاريخ الذي لا يحب الفرنسيون التوقف عنده طويلا في حين ما زلنا نمارس "لطمياتنا" في ذكرى النكسة و نندب حظنا بدلا من الاستعداد الحثيث لمحو هذه الإهانة وتلقين إسرائيل درسا من الطبيعة نفسها. ولأننا تعودنا اللطم منذ النكسة فقد منعنا البكاء من رؤية المعاني العميقة لحرب أكتوبر تشرين الأول عام 1973 فتعاطينا معها وكأنها محطة عابرة أو استثنائية في سياق مهزوم وليست منطلقا نحو سيرة جديدة في صراعنا الوجودي مع الدولة العبرية. ولأننا استبطنا البكاء جراء النكسة فأننا لم نتمكن من رؤية كافة أبعاد الهزائم التي لحقت بالصهاينة في لبنان ولم نقدرها حق قدرها. في سيدان كان يمكن للفرنسيين أن يختاروا البكاء على الأطلال وان يتذرعوا بان شرط انتصارهم على الألمان هو أن يكونوا مثل الألمان لكنهم فعلوا العكس فقد انتصروا على الهزيمة في نفوسهم واجتهدوا في تجميع كافة الوسائل التي تتيح لهم العبور من ضفة الهزيمة إلى ضفة الانتصار . لن نمحو نحن العرب أثار حرب الأيام الستة ألا إذا تمكنا من طي صفحة الهزيمة في نفوسنا ووضعنا حدا لمراثينا وبكائياتنا الحزيرانية فالهزيمة تبدأ وتستقر في العقول تماما كالانتصار الذي يبدأ ويستقر في العقول نفسها.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*

"الكوتشينا".. على الطريقة الإيرانية..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

أبوراس.. موقف مشرّف مع القضية الفلسطينية
سعيد مسعود عوض الجريري*

" غَزَّة ".. كاشفة
أحمد الزبيري

حتى لا يصبح بلد الحكمة منسياً وفاشلاً.. “دعوة للحوار والسلام”
عبدالله الصعفاني

حب الوطن أغلى من المال
عبد السلام الدباء

ماذا تفعل البحرية الهندية في البحر الأحمر؟
منذر سليمان

دولة العدل والمساواة
علي القحوم

عنتر أبو "الجَلَن" !!
عبدالرحمن بجاش

اليمن على مدار السرطان!!
علي أحمد مثنى

إمبراطورية المصادفة والإدمان الإمبريالي
مازن النجار*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)