نعمت عيسى -
تلتف حول أفكاري نسخ لقراءة بعض الاخبار والتصريحات التي تتناولها إحدى القنوات الفضائية اليمنية الخانقة للحقيقة والضاغطة على كمّ المعلومات الهائلة لاختصارها وتحويلها وتأويلها كما تريد هي عرضها في قناتها اللامعة بالافتراءات والزيف والبهتان المبين.
فانتعشت وقت التفافها ذاكرتي بإحدى المقولات التي درسناها في تخصص الصحافة بكلية الاعلام والتي تقول إن الخبر ليس بقولنا «عض الكلب رجلاً» ولكن الخبر أن نقول «عضّ الرجل كلباً» لنخلق بذلك الإثارة والتسويق لدى القراء والمتابعين، وهكذا استوضحت بأن تلك القناة مازالت في بدايتها وتنتهج معلومات النشأة لجذب المتابعين اليها فحسب..
ولكن ما لا تعرفه تلك القناة بأن اساسيات وأخلاق المهنة الاعلامية توجب عليها قبل كل شيء المصداقية والحيادية في نشر المعلومة.. بغض النظر عن أي آراء تفرض من القائمين عليها، حتى تخلق لها في قلوب المشاهدين حباً حقيقياً لمتابعتها، وليس حباً مكتسباً من تهييج مشاعر وأفكار لا تخدم أمن الوطن والمواطن بل تجعله لقمة سهلة لهذا وذاك من المزايدين على المصلحة الوطنية لتدعيمهم ورفدهم بمن هم لا يعرفون ماذا يريدون ولا يدركون ما يفعلون؟!! سوى أنهم «مع الجماعة رحمة».والرحمة هي أساس صفات الرحمن الرحيم، وهو الذي لا يرتضي أفعالهم التي مسعاها ومقصدها سحب الآمال على الآمنين وجرّ الضعفاء المساكين لقائمتهم التي تحمل المكر والخداع ومضامين أخرى تزيد من ذنوبهم، ولكن الله غفور رحيم إن رجعوا عن هذه الأمور ونبذوا شرور أنفسهم ونادوا طيبات أعمالهم حتى يقبل الله الغفران لهم بقوله: «بلدة طيبة ورب غفور»..
فأملنا بالله كبير بأن تكف هذه القيادات عن استهلاك شعارات يتمزق من أجلها الوطن ومن إيقاظ قضايا اندثرت وماتت بتوحيد اليمن أرضاً وإنساناً.
فرجائي كل الرجاء أن يذكروا قول الله العزيز القدير: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» وأن يجعلوا الله نصب أعينهم ، وبأنه قادر على أن يمكر بهم بقوله: «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» فاهتدوا بهداه وعودوا الى صوابكم آثابكم الله..