عبدالولي المذابي -
أصدرت اللجنة التحضيرية المصغرة للحوار من طرف أحزاب المشترك بياناً رحبت فيه بالنجاح الذي تحقق باستضافة اليمن لبطولة خليجي20، وهو الشيء الايجابي الوحيد الذي حمله البيان، إذ اختفت الروح الرياضية تماماً من البيان الذي صدر بلغة الآخر .. البيان كاد يكون صحيحاً لو قرئ بالمقلوب.. لأنه يكشف بالفعل عن نوايا أحزاب المشترك غير أنه يحاول إلصاقها بالمؤتمر الشعبي العام، فهو يتحدث في البداية عن أزمة الحوار ويصنفها على أنها أزمة بين قلة فاسدة لا ترى في الحوار الا مصالحها الضيقة والشخصية وأغلبية ترى في الحوار مصلحتها في التغيير والاصلاح، ولكن بيان المشترك يدعي عجباً أنه يمثل الأغلبية، فيما المؤتمر يمثل الأقلية، ثم يتمادى ليقول إن الأقلية تتهرب من الاصلاحات، وهو ما لا يستقيم مع موقف المشترك من الانتخابات التي تعتبر بوابة الاصلاح والتغيير الديمقراطي وأداته لتحقيق التداول السلمي للسلطة، وفي موضع آخر يدعي بيان المشترك أن أحزابه بذلت جهوداً خلال الفترة الماضية لإقناع السلطة بالانضمام الى مسار الاصلاح عبر حوار وطني شامل، ولاندري بلسان من يتحدثون ومن يخاطبون ويخدعون بهذه المحاولات العقيمة، وهل يعتقدون أنهم قادرون على محو الصورة الجميلة والانطباعات التي تكونت لدى ضيوف اليمن بعد أن شاهدوا بأعينهم الحقيقة دون وساطة.
إنه بيان يثير الشفقة على هذه الأحزاب التي تعيش خارج الزمن وتستنكف أن تنعم بلحظات الفرح مع الشعب حتى وهي ترحب بنجاح خليجي20 تعود لتقول: إن البعض حاول استغلالها لأغراض سياسية سطحية، وكاد المريب أن يقول خذوني، وإلا فما هي دلالات هذا البيان في هذا التوقيت بالذات، وماذا يعني بقوله: إن نجاح البطولة كان رداً على زيف السلطة!!؟
انها الهستيريا وأوهام العظمة وتقمص دور المسيطر والموجه للجماهير.. وكان الأولى أن توجه الدعوة لقيادات المشترك بحضور خليجي20 ضمن الضيوف القادمين من خارج اليمن، لأنهم بالفعل لا يعيشون في اليمن وإلا لما سطروا ذلك البيان المريض.
في جانب آخر يحذر البيان الحزب الحاكم الذي يعتبره ممثل الأقلية من تعديل القانون بصورة انفرادية، وكان الأحرى بالبيان أن يدعو أغلبيته الى التصدي للقانون بدلاً من الانقلاب على الديمقراطية.
ونحن هنا لا نستغرب من مواقف المشترك فهي مواقف معهودة لا تعترف بأي اتفاقات أوتفاهمات وسرعان ما تنقلب عليها غير آسفة، ومن ذلك وثيقة اتفاق المبادئ لضمان انتخابات نزيهة وشفافة وآمنة الذي وقع عليها المؤتمر والمشترك قبيل انتخابات الرئاسة في العام 2006م وحمله الأخير بشروط تجاوزت العشرة، وحصل بموجبها على 46٪ من لجان الانتخابات »النصف تقريباً« وأضاف عضوين من المشترك الى لجنة الانتخابات العليا، ورغم أن المشترك لديه نصف اللجان ولم تتكون أية لجنة من حزب واحد، ووقع جميع أعضاء اللجان من كافة المراكز على نتائج الفرز الا أن المشترك خرج ليقول إن الانتخابات مزورة، متناسياً أن هذا الكلام إن كان صحيحاً فإنه يعني أن المشترك شريك في التزوير بنسبة 50٪ لأنه يملك نصف اللجان وجميع أعضائه وقعوا على النتائج بوجود مراقبين محليين ودوليين ومندوبين عن جميع المرشحين راقبوا سير العملية من البداية الى النهاية.
وفي الأخير نرى أن واجبنا يحتم علينا أن نقول لهم: »عزيزي المشترك: عفواً لقد نفد رصيدكم«.
لأنهم إن كانوا يخاطبوننا في المؤتمر فنحن لا نصدقهم وإن كانوا يخاطبون الخارج فهو لا يصدقهم، أما إن كانوا يخاطبون الشعب فلن نتحدث باسمه، ولكن عليهم أخذ رده من خلال الصندوق وسنكون أول المهنئين لهم إن صدقهم الشعب ومنحهم ثقته.. لا نريد أن نقول أكثر من ذلك لأن الضرب في الميت حرام.
رداً على بيان المشترك.. المؤتمر ليس أقلية وكفاكم أوهاماً
