موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


تل أبيب الأكثر خطراً للعيش فيها .. طوفان الأقصى يبتلع النخبة من قادة جيش الاحتلال - الصحة تدين استهداف مستشفى في قطاع غزة - مقتل واصابة 50 صهيونياً في "تل أبيب" - بالأرقام.. حصيلة 3500 يوم من العدوان على اليمن - الصحة العالمية: الوضع في شمال غزة كارثي - صنعاء تدين العدوان الإسرائيلي على إيران - الاحتلال يعتقل طواقم مستشفى كمال عدوان - الرهوي يشيد بالدور الإنساني للصليب الأحمر - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 42924 - المؤتمر يدين الهجوم الصهيوني على الصحفيين في لبنان -
مقالات
الخميس, 11-نوفمبر-2010
الميثاق نت -   محمد حسين العيدروس -
خلافاً لما تتسم به بلداننا من تجانس كبير، فإن سمه أوروبا بالتنوع إذ تتعدد في بلدانها الأجناس والأعراق والأديان والثقافات، إلا أن القاسم المشترك الذي ترقص تحت مظلته شعبوها هو " الوطن" .. وهو لا يعني لهم خيراً مكانياً بقدر ما يفهمون الانتماء إليه، هو ارتهان" المصير واحد" ومصالح مشتركة، ومستقبل يصنعونه لأجيالهم.

يبدو أننا في بلداننا اكتفينا بالوقوف مبهورين بما وصلت إليه أوروبا دون استلهام فحوى التجربة، وحتى حينما قمنا بمحاكاة تجارب الغرب الديمقراطية لم يستوعب البعض أن الديمقراطية ليست أكثر من وسيلة غايتها الحفاظ على الوطن، وحمايته، وان أوروبا لم تتشبث بالخيار الديمقراطي إلا بعد أن ذاقت مرارة حقب دامية، وعصورا مظلمة فثلث شعوبها على أيدي القوى المتصارعة على الحكم، والتي كان كل منها يحاول فرض نفسه بقوة السلاح ورهان العنف..

اعتقد أننا في اليمن بحاجة للفت أنظار بعض القوى الوطنية إلى تجارب العالم ليستلهموا منها مغزى الممارسة الديمقراطية، وليثقوا بأن اليمن يجب أن تكون أولاً، وفوق كل الأحزاب والتنظيمات والمنظمات والمشاريع الصغيرة.. وأن اليمن هو الثابت الوحيد وما دونها متغير، ومن كان يؤمن بالديمقراطية كأداة تغيير، ويمارس أنشطة باسمها، ويستمد شرعية وجودة من قانونها، فإن من السخرية بمكان ان يعترف بتجار الحروب، وقطاع الطرق، والمتشبعون بلغة الرصاص والقنابل التي يصبونها إلى صدور الأبرياء من أبناء الوطن، لأن الديمقراطية هي النقيض الكامل للعنف، مهما كانت دوافعه ومبرراته.. فكيف الحال حين يكون العنف من أجل تخريب وتمزيق الوطن، أو إضعاف قدراته في التصدي للطامعين به..؟
إن الإيمان بـ" اليمن أولاً" بكونه الثابت الذي نستمد منه هويتنا كيمنيين قد يضع بعض القوى السياسية في مأزق طالما هي تجادل في موضوع الوحدة كما أن وحدة الأرض والإنسان اليمني وليدة إعلان يوم الثاني والعشرين من مايو1990 م وليست حقيقة تاريخية منذ أن خلق الله بشرا على هذه الأرض.. أو كما لو أن الوحدة مشروع أشخاص وليس استحقاق شعب بكل أجياله الماضية والقادمة.

لاشك أن الديمقراطية- كثقافة وأسلوب- وجدت لتحافظ على الأوطان وتبينها، لا لتمزقها وتغرس الكراهية بين أبناء الشعب الواحد.
وإن كان هناك قوى تتطلع إلى الحكم فإن صناديق الاقتراع تكفل لها الفرصة العظيمة طالما تعتقد أنها تحظى بثقة الأغلبية من أبناء الشعب.
أما حين ترفض الانتخابات بإتقان السؤال الذي ينبغي إجابته هو: ماهو البديل؟

خلال الفترة الماضية طرح فخامة الأخ رئيس الجمهورية على أحزاب المعارضة مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى التحضير والإشراف على الانتخابات، ثم بعد الانتخابات تشكيل حكومة وحدة وطنية أيضا بغض النظر عمن سيفوز بالأغلبية.. لكن للأسف رفضت أحزاب المشترك هذه المبادرة، بالرغم من الظروف والتحديات والتهديدات الخارجية التي تواجهها اليمن، والتي لا يمكن تجاوزها بغير وحدة الموقف الوطني والصف الجماهيري كونها لا تستهدف سلطة أو حزب، وإنما اليمن بأسرها.
إن كانت جميع القوى الوطنية تتحدث بأسم المواطن، فلماذا إذن لا نترك المواطن نفسه يقرر مصيره، ويفرض خياراته. عبر صناديق الاقتراع على الجميع- حاكم ومعارضة.. فالانتخابات ليست حقا حزبياً وإنما حقاً شعبياً للأفراد، وإن بعض الممارسات التي تمارس هي مصادرة حق الفرد الديمقراطي حزبياً رغم أن هناك شريحة عريضة من المستقلين ليس من حق أي حزب فرض وصايته عليهم، ومصادرة حقهم الدستوري.

وأتساءل هنا:أين اليمن من كل هذا؟ أين المصلحة الوطنية العليا؟ ولماذا نتخلى عن شعارنا "اليمن أولاً" في زمن عصيب تحدق فيه الأنظار بوحدة وطننا، وأمنه واستقراره، وسيادته الوطنية..؟ فإذا كان العالم بأسرة منشغل وقلق من أجل استقرار اليمن، ويحاول جاهداً مد يد العون ومؤازرة شعب اليمن وحكومته في مواجهة جميع التحديات- أليس الأولى بالإنسان اليمني وقواه الوطنية بأن يشمروا عن سواعدهم ويستقروا همهم ويضعوا وطنهم أولاً فوق كل الخلافات والمواقف والمصالح لأنه كما وصفه فخامة الأخ الرئيس كالسفينة إن غرقت غرق الجميع..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
"العامة" تضع النقاط على الحروف امتداداً لموقفها الجسورة
يحيى علي نوري

صفارات الإنذار .. دويُّ لن يتوقف !!
راسل عمر

حرب الصهاينة الوحشية وخيارات أمريكا الخطرة
أحمد الزبيري

الإعلاميون ثمن الحقيقة في ميادين الموت
عبدالسلام الدباء *

القاضي العرشي.. السجل الحافل والتاريخ النظيف (1)
د. عبدالوهاب الروحاني

الرئيس يشكي.. المواطن يشكي؟!!
أحمد الشاوش

اليمن الكبير.. أوضاع يشيب لها رأس الغراب..!
عبدالله الصعفاني

البنوك وتعثُّر صرف أموال المواطنين
د. محمد علي بركات

الإنسان والجمال.. مدخل إلى دراسة جمال القرآن الكريم
أسامة الخضر

وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
بثينة شعبان

السنوار.. وعدالة القضية
عاهد الزبادي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)