د/ علي مطهـر العثربــــي -
يبدو أن الفساد مرتبط ارتباطاً مباشراً بأعمال الإرهاب والتخريب والتدمير، ويظهر من خلال تصرفات البعض داخل المؤسسات أنهم عناصر مزروعة لإحداث الفساد والعمل على تحقيق الفشل والإفلاس لتلك المؤسسات، وتبدي مثل هذه العناصر -التي تعمل على إفشال مؤسسات الدولة من الداخل- بعض التصرفات العملية التي تبرهن على عدائها للوطن ومحاولة تبديد إمكاناته، دون أن تدرك أن تلك التصرفات باتت واضحة للعيان وأنها أعمال تخريبية القصد منها إنهاك مؤسسات الدولة ومنع استخدام الموارد بالشكل السليم، وإحباط التنمية بوسائل غير مباشرة من داخل مؤسسات العمل التنموي، وقد تميزت الفترة الراهنة بسلوكيات وممارسات لبعض العناصر لا يمكن تفسيرها الا أنها أعمال تخريبية لإحداث الضجر والتبرم لدى المواطنين وإحياء نزعة الحقد على الدولة ومؤسساتها من خلال العديد من ممارسات الإحباط والإخلال بموارد المؤسسات وعدم المبالاة أو الشعور بالمسؤولية.
إن ممارسة أساليب الإحباط والتطفيش التي يقوم بها البعض من خلال موقعه الإداري باتت اليوم الظاهرة الأكثر انتشاراً، وعلى كل صاحب عقل أن يدرك أن مثل هذه الاعمال تنفذ يومياً في كثير من المؤسسات وفق خطط ممنهجة ومعدة إعداداً متقناً وتقف خلف تلك الممارسات المحبطة قوى حاقدة على الثورة والوحدة تسعى الى إحداث الاختلال من داخل مؤسسات الدولة، وتعمل على زرع الفتن بين المواطنين وخلق الحقد والكراهية للنظام السياسي وإحداث حالة من الاستياء ضد رموز الدولة والثورة والوحدة.
إن الاستمرار في مثل هذه الممارسات التي تسيئ الى الدولة ورموزها ومؤسساتها يعد عملاً عدوانياً وتخريبياً ينبغي على العقول المفكرة والعناصر الوطنية المخلصة لله وللوطن والثورة والوحدة ان تتحرك بوعي متكامل لوقف زحف الفساد على المؤسسات والمصالح الحكومية، وأن توجد الآلية الوطنية التي تستطيع من خلالها كشف عناصر الفساد والتخريب وإحالتهم الى القضاء لإنزال أقصى درجات العقوبة في حقهم ليكونوا عبرة لغيرهم الذين مازالوا مصرين على تدمير الدولة من داخلها.
بدون العمل الوطني المخلص فإن المؤشرات تعطي تحذيراً علنياً من طوفان الفساد الذي يتستر منفذوه تحت مظلة القوانين أو الأوامر التي مكنتهم من ممارسة الفساد والتي استطاعوا تمريرها من باب المراوغة والتدليس والكيد الذي مارسوه على صناع القرار في كثير من المؤسسات، فهل حان الوقت لكشف حساب الذين يخططون لتدمير البلاد والعباد من داخل المؤسسات؟
ولئن كنت قد قلت ذلك فيكفي أن أقول لكم إنني أكتب محاضراتي لطلاب الجامعة وما أنشره في الصحف على ضوء الشمعة منذ أسابيع وكهنوت الظلام الذي نعيشه مقنن من مجلس الوزراء حسب زعم الكهرباء، ولذلك يمكن أن نقول ما هو أكثر من ذلك لأننا نشعر بالقلق على مؤسسات الدولة.. نأمل الأستجابة.