علي عمر الصيعري -
بتوجيهات كريمة من فخامة الأخ علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية– (حفظه الله)، يعقد مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء اجتماعه الأسبوعي في مدينة سيئون، حاضرة وادي حضرموت والصحراء، ليقف أمام أهم قضايا ومطالب محافظة حضرموت كما أعلن ذلك فخامته يوم أمس خلال لقائه بالفعاليات الاجتماعية والنقابية والثقافية، وبعد لقائه أمس الأول بقيادة وأعضاء المجلس المحلي بالمحافظة، وكذلك لقائه بمديري عموم ومشائخ الوادي والصحراء.

وتأتي توجيهات فخامة الأخ الرئيس للحكومة بهذا الصدد بعد أن استمع إلى معاناة أبناء حضرموت من أضرار الأمطار والسيول التي لحقت بهم في أكتوبر من العام 2008، وشهد بأم عينيه هذه الأضرار ولامس شخصياً تلك المعاناة والمظالم التي صبر عليها أبناء حضرموت وخاصة الوادي والصحراء طوال ما يزيد عن عام ونصف العام، في حين ظل صندوق الإعمار يهدر الوقت في اجتماعات شهرية لا طائل تحتها، وقبله لجنة معالجة الأضرار التي تمركزت بالعاصمة صنعاء، ولم تنزل ميدانياً إلى حضرموت والوادي سوى مرتين خلال تلك الفترة، فكان أول توجيه لفخامته بهذا الصدد هو نقل صندوق الإعمار من صنعاء إلى حضرموت وهي خطوة حكيمة بدرت من الأخ الرئيس تدل دلالة واضحة على أنه بقدرة المولى عز وجل يمهل ولا يهمل.

ومن جانبهم أثبت أبناء حضرموت الساحل والوادي صحة المثل القائل (الساكن له حقان) فمن منطلق أخلاقهم وثقافتهم صبروا على هذه المحبة وطالبوا بعقلانية ورؤية الحكومة لوضع حد لها، ولم يلجأوا للاعتصامات ومسيرات الشغب والفوضى مثل بعض أبناء مديريات المحافظات الجنوبية والتي استغلتها القوى المتربصة بالوحدة والنظام الجمهوري على الرغم من أن معاناة أبناء حضرموت ومحنتهم أكثر بكثير من معاناتهم.

وإذ تجتمع الحكومة هذا اليوم في مدينة (سيئون) يتطلع أبناء المحافظة إلى خروجها بقرارات حاسمة تربط بين القول والفعل وتضع لها جدولاً زمنياً باليوم والشهر والمنطقة والمديرية ونوعية المعالجة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية، فهناك من تهدمت منازلهم ولم تستكمل بعد بناء مساكن تعويض لهم أو تصرف أراض تعويضية وهناك من تضررت مصادر أرزاقهم كنحالي العسل وهناك من جرفت أراضيهم الزراعية الخاصة، إلى جانب الأضرار العامة في الطرقات والسدود والمرافق الخدمية والمنشآت الزراعية، وغيرها ناهيكم عن حاجة أبناء حضرموت الوادي إلى استكمال بناء الحواجز المائية، والسدود تحسباً لأية كارثة مباغتة، ومعالجة البناء العشوائي في مجاري السيول من قبل بعض الشركات والمواطنين.

ختاماً نقول : عديدة ومهمة تلك التوجيهات الرئاسية والتأكيدات التي أعلنها فخامة الأخ الرئيس منذ أول يوم لزيارته الميمونة لحضرموت والتي دخلت أسبوعها الثاني، وهي اليوم على طاولة مجلس الوزراء تنتظر ترجمتها إلى واقع عملي ملموس يعود بالنفع ليس على أبناء حضرموت وحدهم، بل يشمل كل أبناء هذا الوطن المعطاء والصبور.

قال الشاعر :
ولربّ نازلة يضيق بها الفتى

ذرعاً وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استُحكمت حلقاتها

فُرجت وكنت أخالها لا تفرج (إبراهيم بن العباسِ)


[email protected]

*صحيفة الجمهورية