د.غيلان الشرجبي -
عشنا فترة من الزمن، كل منا يرمي بالكرة في مرمى الآخر.. الحكومات تحمّل المعارضة المسئولية.. والمعارضة ترد بنفس المنطق.. وكلما قلنا أين حركة الشارع السياسي من الأحداث؟ لا نجد إلاّ هذه الاتهامات المتبادلة.. فجاء العقلاء في هذه الأمة بتصور عملي، وحل عقلاني.. يقول: بضرورات السلطة وخيارات الشعوب.. أي أن الدول قد تكون عليها التزامات، وبروتوكولات، واتفاقيات.. وعلاقات متبادلة ومصالح مشتركة مع الغرب -وبالذات مع أمريكا- بينما الشعوب لا علاقة لها بهذه المواقف الرسمية، وتستطيع أن تتحرك دون قيود.. فتتظاهر وتقاطع السلع والمنتجات الأجنبية.. وتقوم بفعاليات جماهيرية، واعتصامات، وتبرعات داعمة.. والتعبير بشتى الوسائل السلمية عن إرادتها الحرة وتضامنها القومي والأخوي مع أشقائها في »العراق، فلسطين، لبنان، افغانستان«.. أو أي مكان آخر.
وطبعاً الشعوب »يحكمها سلوك القطيع« أي أنها بحاجة الى قيادات جماهيرية، شعبية تمثلها »مؤسسات المجتمع المدني«، وخاصة الأحزاب والتنظيمات السياسية.. لتنظيم وتفعيل حركة الجماهير.. وترشيدها.. ونحن والحمد لله في بلد ديمقراطي وموقف الأخ الرئيس موقف ريادي متقدم.. عوَّدنا على المبادرة، وبقوة تؤكد ارتباطه بهموم الأمة.. ولكن السؤال الذي تثيره الأحداث وبإلحاح هو: أين دور الأخوة في المعارضة.. فقد أوجعوا رؤوسنا بالحديث عن »المسيرات المليونية«، عندما يتعلق الأمر بعصبيات ضيقة، ومصالح أنانية.. فهل »ما يحدث في فلسطين ولبنان لا يعنيهم، أليس له علاقة بأمة الاسلام والعروبة«.. وماذا يعني أن يمثل »اللقاء المشترك« كل ألوان الطيف، ويعجز عن التحرك.. وهل »حزب الله« هذا فصيل سياسي وعسكري اسلامي، و»حماس« كذلك.. وإن المقاومة الاسلامية اللبنانية في مواجهة عدو مشترك.. كما أكدت أن الجميع مستهدفون.. أم أن المعارضة في بعض الأقطار العربية ومنها اليمن، قد ربطت مصيرها بالمشروع الأمريكي.
فصارت مجرد أحجار شطرنج تنفذ الأجندة الاستعمارية.. وكأنها لا تعلم أن الوعود الغربية كاذبة.. وأنها تتعامل مع العملاء بمنطق »قفاز قديم« فهم مجرد لاعبين ثانويين.. ينتهي دورهم الى مزبلة التاريخ شأن أولئك الذين حاربوا مع الحلفاء في الحرب العالمية الأولى.
معارضة.. أم مغالطة
