موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


تحذير من تكاثر اسراب الجراد في اليمن - وقفة احتجاجية في كندا تضامناً مع اليمن وغزة - قطر تدرس إغلاق مكتب حماس في الدوحة - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34654 - القوات اليمنية تدشن المرحلة الرابعة ضد الاحتلال الصهيوني - 3 مجازر و26 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة - عدوان أمريكي جديد على صيادين يمنيين - اليونسكو تمنح جائزة الصحافة للصحفيين الفلسطينيين بغزة - سلسلة غارات عدوانية جديدة على الحديدة - ارتفاع حصيلة الشهداء فى غزة إلى 34596 -
مقالات
الأحد, 17-يناير-2010
الميثاق نت -   محمد حسين العيدروس -
من فضائل القرآن الكريم تهذيب السلوك على القيم النبيلة الواردة في آياته المحكمة والتي ينبغي التحلي بها في كل شان من حياتنا دونما استثناء سياسي أو غيره، لأن تجريد السياسة من القيم الأخلاقية يعني هلاك المجتمع.

عندما نقرأ سورة النمل، ويمر الذكر بسبأ يستوقفنا رد فعل الملكة بلقيس على رسالة نبي الله سليمان عليه السلام إذ يقول تعالى ( قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون) صدق الله العظيم.

فهذه الحكمة التي تحلت بها ملكة سبأ لم تمنعها من تبادل الرأي مع الآخرين، والوقوف على الخيار الأصوب الذي يحفظ شعبها ويصون ملكها وهو ما يؤكد أيضاً عمق توغل الرأي والرأي الآخر، أي الحوار في ثقافة الشعب اليمني.

وإن من يطالع ويقرأ كتب السيرة النبوية يجد أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لم يجعل السيف منهجاً في دعوة الناس إلى الإسلام، بل امتثل أمر ربة قال تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) فيبادلهم الحجة بالحجة، والدليل بالدليل الأقوى من خلال حوار حكيم لا يرجو منه مصلحة لنفسه، وإنما يتخذه أسلوباً بالرسالة التي بعثه الله بها إلى البشرية لما فيها خيرها وصلاحها، وهكذا نجح منطق الحوار في هداية الناس إلى الطريق القويم.

لهذا فإن قيمة الحوار البناء والهادف للخير المنطلق من القيم الأخلاقية والفكرية، هو الذي يجب أن تؤطره ممارسات الأفراد والقوى الوطنية وهو ما أثبتت التجارب السابقة من تاريخنا اليمني. فالحوار هو منطلق العملية الديمقراطية وبغير الإيمان به لن تكون هناك أية ديمقراطية ، ولن يكون هناك أمن وسلام واستقرار، حيث أن غيابه يعني حضور لغة العنف.

إن من تجارب الحوار الذي عاشه جيلنا لوجدنا أن الرئيس علي عبدالله صالح لم يكن سيكتب له الاستمرار لولا إيمان الرئيس بالحوار نواياه المخلصة وهذا الإيمان جعله يراهن عليه في إعادة الأمن والاستقرار وتحريك عجلة التنمية، والبناء، فجمع مختلف القوى في لجنة حوار وطني عام 1980م وأوكل إليها صياغة ( ميثاق وطني) يمثل النهج الفكري والثوابت التي تلزم الجميع باحترامها . وبالفعل نجح الحوار في تحقيق الوحدة الوطنية لأنه انطلق من رغبة صادقة ونوايا صادقة.

لا شك أن الحوار الإيجابي القائم على قناعات راسخة هو أساس انطلق منه شعبنا اليمني إلى تحقيق الكثير من غاياته الوطنية وفي ذلك إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في الـ(22) من مايو 1990م وأصبح الحوار في بلادنا صمام الأمان الذي يحافظ على مسافة آمنة بين الجميع في التباينات والإشكاليات التي تطرأ بين أطراف العملية الديمقراطية.

كما أن الحوار ليس رهان الداخل وحده بل الخارج أيضاً حيث أن ترسيم الحدود مع الشقيقة عمان والشقيقة السعودية أتى ثماره بفضل الحوار الإيجابي...ألخ.

لقد ظل الحوار حاضراً في سياسية الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، حيث عالج من خلاله الكثير من الاختلالات وتم اتخاذ الكثير من الإجراءات في ضوء ما يتمخض عنه أي حوار، وها هي دعوة الرئيس تتجذر لإجراء حوار وطني جاد ومسئول بين كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني يوم 30 يناير 2010م حول كافة القضايا السياسية التي تهم الوطن تحت سقف الشرعية الدستورية والالتزام بالثوابت الوطنية ولا سقف للحوار سوى الدستور وذلك لتحقيق الاصطفاف الوطني الواسع النافع للوطن وأبنائه، وقد حدد فخامة الرئيس أن يجري الحوار تحت قبة مجلس الشورى.

لهذا فإن من الأهمية أن الإيمان المسبق بالحوار والنوايا الصادقة والتعاطي مع القضايا المطروحة بصدر رحب وحسن نوايا، وصراحة،و مصداقية وبضمير حي يضع مصالح الجماهير اليمنية فوق كل الاعتبارات والحسابات الأخرى، سيكون بمثابة جهد محسوب للجميع يصب في تحقيق الاصطفاف الوطني الواسع لترسيخ الوحدة الوطنية وحماية المكتسبات التاريخية التي تحققت لبلدنا السعيدة بإذن الله تعالى.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي

ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*

"الكوتشينا".. على الطريقة الإيرانية..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

أبوراس.. موقف مشرّف مع القضية الفلسطينية
سعيد مسعود عوض الجريري*

" غَزَّة ".. كاشفة
أحمد الزبيري

حتى لا يصبح بلد الحكمة منسياً وفاشلاً.. “دعوة للحوار والسلام”
عبدالله الصعفاني

حب الوطن أغلى من المال
عبد السلام الدباء

ماذا تفعل البحرية الهندية في البحر الأحمر؟
منذر سليمان

دولة العدل والمساواة
علي القحوم

عنتر أبو "الجَلَن" !!
عبدالرحمن بجاش

اليمن على مدار السرطان!!
علي أحمد مثنى

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)