يحيى نوري -
تجاذبات وتحولات متسارعة تشهدها الساحة اليمنية سواء أكانت بفعل أداء القوى السياسية وافرازاتها أو بفعل تأثيرات تبعات هذه الاحداث على المستوى الاقليمي والدولي.
تجاذبات لا أحد يستطيع ان يتنبأ بخطورتها على حاضر ومستقبل بلادنا خاصة اذا ما ظلت القطيعة بين القوى الوطنية مستمرة وعدم امتثالها للحوار المسئول الذي ينتصر لليمن الجديد الديمقراطي الموحد.
تجاذبات يدرك العالم أجمع ان اليمنيين دون غيرهم هم وحدهم الذين بامكانهم ان يصيغوا سوياً رؤيتهم الوطنية ازاء كل ما يعتمل ان يحددوا بدقة موقفهم القوي والثابت ازاء مجمل القضايا التي تهم وطنهم وتشخص بدقة الصورة الكاملة لطبيعة الأوضاع في بلادنا وملاءمتها مع المجتمع الدولي، وكذا قدرتهم على تجنيب وطنهم مزالق الوقوع في بؤر الصراعات والمصالح الدولية المتداخلة التي باتت تحكم وتسيطر على مسار العلاقات الدولية..
ولا تأسف القوى المهيمنة على إدارة هذه السياسات في الوقت ذاته على مصالح الآخرين خاصة الصغار الذين يفتقدون للرؤية الصائبة لكيفية التعاطي مع هذه العلاقات بما يجنب الأوطان من مزالق الوقوع في أتون سيناريوهات صراع المصالح الدولية.
حقيقة ان دعوة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لمختلف القوى الفاعلة في المجتمع واحدة من الركائز الاساسية التي تهيئ لليمنيين المشاركة الفاعلة في اطار حوار مسئول لتجنيب وطنهم كل ما من شأنه ان يشغله عن التفاعل الحضاري القائم على أسس وقواعد الدولة اليمنية الحديثة.
لذا فإن الجميع دون استثناء اضحى اليوم أمام مسئولية كبرى غير قابلة لأي تسويف او مزايدة أو مناكفة سياسية تتطلب من الجميع الإسراع في تشكيل الصورة الكاملة لليمن الجديد في اطار من الاصلاحات الفاعلة المعبرة عن مختلف ألوان الطيف السياسي اليمني والقادرة على حماية المصالح العليا للوطن من خلال فهم كامل لمجريات التحولات والمتغيرات المتسارعة التي تشهدها الساحة الوطنية.
خلاصة ان الحوار ووفقاً لمعطيات الحياة العربية عموماً والحياة اليمنية خصوصاً بات يمثل اتجاهاً اجبارياً أمام الجميع ليس أمامهم سوى السير باتجاهه بخطوات واثقة مفعمة بكل دلالات المسئولية الوطنية المتجردة تماماً من المصالح الضيقة والمنتصرة للوطن واجياله والمحافظة على انجازات شعبنا في الوحدة والديمقراطية وبناء الدولة اليمنية الحديثة.