ناصر محمد العطار -
لم يكن بحسبان أو مُخيّلة أي إنسان عاقل أن البلد السعيد الطيب يمن الإيمان والحكمة.. سيأتي عليه حين من دهر ليصبح مسرحاً لإشعال الفتن ومرتعاً خصباً للتطرف وظهور ثقافة الكراهية والطبقية بكافة اشكالها من جديد بعد أن تحطمت واختفت وإلى الأبد بفضل الله ثم بنضال الثوار الأحرار ومن خلفهم من أبناء الوطن المخلصين الذين صنعوا اليمن الجديد بمجتمع أُخذ بالأصالة والمعاصرة والحداثة في إعادة بنائه.. ليصبح مجتمعاً موحد النسيج الجغرافي والاجتماعي والثقافي والسياسي، مكتملاً بناؤه الداخلي وفقاً لأحداث الأنظمة السياسية المطبقة في أغلب دول العالم الآخذة بالنهج الديمقراطي »وشواهد ذلك ظاهرة للعيان سواءً على مستوى بناء الدولة بسلطاتها الثلاث وكافة المرافق والمؤسسات الدستورية أوبناء مجتمع مدني تمثله منظمات المجتمع المدني المشتملة لشتى مجالات الحياة السياسية، الثقافية، الفكرية، المهنية والحرفية.. وأصبح الشعب يحكم نفسه بنفسه.. بالإضافة إلى التنمية الشاملة وبأرقام قياسية مقارنة مع الإمكانات والفترة الزمنية التي نفذت فيها المشاريع العملاقة.. والتعايش السلمي في ظل البيت العربي والأسرة الدولية وحل المشاكل والخلافات التي ظلت لفترات طويلة بين اليمن وجيرانه.. الخ«.
إن الوقت قد حان للاصطفاف الوطني لكافة أبناء الشعب وفي مقدمتهم منظمات المجتمع المدني بقياداتها ومنتسبيها والشخصيات الاجتماعية والثقافية والدينية ورجال الأعمال..
وكم كان الأمل يحدونا جميعاً أن يستشعر المتنفذون في اللقاء المشترك بمسؤولياتهم وواجباتهم التي يمليها عليهم وعلى كافة أبناء الشعب ديننا الإسلامي الحنيف والأعراف والسلوكيات الإنسانية والديمقراطية حتى يضعوا أوزار حربهم التي مازالوا يشعلون نيرانها بهتاناً وانتقاماً ونكاية بحق الوطن الحضن الدافئ والملاذ الوحيد أطفالاً وشباباً وشيوخاً، أحياءً وأمواتاً.
وما يؤسف له أنه وبرغم ماجرى للوطن، إلاّ أنهم يعلمون علم اليقين أن أنشطتهم كانت ومازالت تشكل العوامل المحفزة والمحرضة والمشجعة للطامعين وضعفاء النفوس ومن يحملون حقداً في قلوبهم لتحقيق أحلامهم المريضة والشريرة..
وهذا ما يستشفه الجميع من الخطاب الإعلامي المعبر عن أنشطة الأمس واليوم وربما -لاسمح الله- الغد، كونه ينطوي على الكيد وقلب الحقائق والغش والتدليس، والأفظع من هذا نقض العهود والمواثيق والدعوة للتمرد والخروج على الثوابت الوطنية والدستورية والقوانين ومعاداة المؤسسات الدستورية والمنتسبين إليها وتجهيل الرأي العام بحقوقهم الدستورية والعمل الدؤوب لإعاقة إجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها المحددة..
ولمن مازال في ريبٍ مما ذكرناه أو متعاطفاً أو صابئاً لهؤلاء أن يتعظ بما آل إليه وضع بلادنا الذي كاد المخبرون والمحللون والخراصون وهم يتبادلون ما كان وما سيكون أن يستعرقوا كل مفردات اللغات التي يعبرون بها في كافة وسائل الإعلام، هذا أولاً، وثانياً أن يقف بحلم وتجرد من الانشداد والتأثر بالعواطف تحت أي مسمى ومن ثم يتصفح آخر نشاط لمتنفذي المشترك الذين عبروا بما أسموه البيان الصادر عن المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك بتاريخ 23 / 12 / 2009م والذي بُثّ عبر وسائل إعلامهم ومنها ما نُشر بصحيفة »الثوري« العدد »2079« وتاريخ 24 / 12 / 2009م، إضافة إلى نشرها المزعوم دعوة المؤتمر الشعبي العام- التنظيم الرائد الذي عُرف عنه الوطنية والاعتدال والوسطية والذي ساهم مع أبناء الشعب في صنع التحولات للوطن أرضاً وإنساناً - للتحاور مع الحراك أو الحوثيين والقصد واضح وكذا انتقاء بعض العبارات المسيئة للديمقراطية، إضافة إلى تناقضها الواضح والمثير فيما بين النصوص النظرية والواقع وكلها تدلل على مدى الحقد والعداء الذي يضمره أولئك المأزومون للوطن وكافة أطراف العمل السياسي.. ومن يريد المزيد سيجد الكذب والزيف يتجلى في مواقفهم بشأن اتفاق فبراير 2009م فأقوالهم غير أعمالهم، والتي آلت وكما هو معتاد إلى التنصل عن التزاماتهم وإعاقة أعمال الحوار..
إضافة إلى خلط الأوراق وتزييف المواقف وبلهجة سافرة وصلت إلى مسامع ضيوف اليمن والمهتمين بشؤونه من المنظمات الراعية للديمقراطية وغيرها وأساءت إلى كل يمني كونها برَّأت المجرمين بحق الوطن الذين نفذوا جرائم وصلت إلى الدعوة للتشطير، وقتل المسافرين والآمنين والدعوة لعودة نظام بائد أصبح منكراً في جميع الأمم واعتبار كل الأنشطة والجرائم ومنفذيها ومشروعة يطالبون بمكافأتهم وجعلهم نشطاء سياسيين يجب ان تجلس معهم وبالسواء رموز الدولة والمجتمع والاستماع إلى قصص جرائمهم.
كما يشترطون وقف أي عمل تقوم به أية مؤسسة دستورية حتى ولو كان في سبيل إنقاذ الوطن من خطر محدق..
إننا ومعنا كل العقلاء نستنكر ونشجب المواقف السافرة والمعادية للوطن واستمرارها من قبل نافذي المشترك.. وندعوهم ونناشدهم مجدداً أن يستجيبوا لنداء الحق والواجب للاصطفاف مع كافة أبناء الشعب والجلوس إلى مائدة الحوار التي دعا إليها رمز الأمة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية رئيس المؤتمر..
لأن أبناء الوطن أصبحوا على معرفة واطلاع بما يجري وباتوا يدركون ان الخلاص والحفاظ على الوطن لن يتحقق إلاّ بالوقوف صفاً واحداً كونهم قد جربوا مواقف سابقة انتهجها القائد الرمز والمؤتمر الشعبي العام، تكللت بنتائج الحوارات التي نُفذت بداية الثمانينيات وخلال تسعينيات القرن المنصرم واستطاعت بفضل الله بصدق وعزيمة المخلصين ان تجنب الوطن كافة التحديات والأخطار المحدقة..
ختاماً نسأل الله وحده أن يجنب الوطن كل مكروه وأن يلم شمل الجميع لما فيه مصلحة اليمن وأبنائه.
❊ رئيس دائرة الشئون القانونية
تعالوا إلى حوار سَوِيّ يخدم الوطن
