موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


وسط تهديد بتشديد الحصار: الجوع.. سلاح ضغط أمريكي على صنعاء - تربويون وأكاديميون لـ"الميثاق": تحصين الجيل الجديد بأهمية الوحدة اليمنية ضرورة قصوى - الوحدة اليمنية خيار شعب ومصير وطن - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ عبدالكريم الرصاص - الأونروا: 600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح - المواصفات تنفذ نزولاً للتفتيش على محلات بيع الذهب - تقلبات جوية.. الأرصاد يكشف توقعات الطقس - حصيلة جديدة للشهداء والمصابين في غزة - استشهاد أكثر من 15 ألف طفل في غزة - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 35173 -
مقالات
السبت, 12-ديسمبر-2009
الميثاق نت -        بقلم/ الأستاذ عبده بورجي -
في لقاء جمعني بأحد القيادات التربوية المخضرمة دار بيني وبينه نقاش طويل حول مناهج التعليم وعلى وجه الخصوص مادتي التاريخ والتربية الوطنية في مختلف مراحل التعليم في مدارسنا.
وكان التساؤل يدور : هل استطاعت مناهجنا التعليمية التربوية اداء دورها في غرس قيم الولاء والانتماء الوطني بقدر كاف في نفوس جيل الشباب والناشئة ؟ وهل محتواها الراهن يحقق هذه الغاية ام ان هناك ثمة اختلالات كبيرة وجوانب قصور ملموسة في هذه المناهج ولأسباب لايتسع المجال لسردها هنا جعلتها عاجزة وغير قادرة على خلق وعي معرفي وتوعية وطنية سليمة خاصة بحقائق التاريخ اليمني واشراقات الحضارة اليمنية القديمة وإبراز مكونات الشخصية اليمنية وملامح الهوية الوطنية المرتبطة بها من قيم وإبداعات وريادة وشجاعة وإقدام وخصوبة في العطاء الإنساني وموروث ثقافي واجتماعي متميز بتنوعه وتفرده وتألقه حتى مع وجود بعض الهنات التي لا يمكن إنكارها.
وما من شك فان قراءة فاحصة في مواد التاريخ والتربية الوطنية للمراحل الدراسية المختلفة تكشف الحقيقة المرة التي تبرز مدى الفجوة القائمة بين الغاية الوطنية المنشودة من مدخلات المناهج وبين المخرجات الناتجة عنها والتي للأسف لم تستطع إنتاج جيل يمني شاب متعلم محصن بقيم الولاء والانتماء الوطني وحب اليمن وجعلها أولا وفوق كل الاعتبارات والمصالح الحزبية او الذاتية والأنانية وغيرها.
ونتيجة لذلك وجدنا هذا الجيل يعيش حالة التيه والاغتراب النفسي والتجهيل وغياب الوعي المعرفي بل والشعور بالدونية إزاء مسائل متصلة بالهوية الوطنية والفخر الوطني والاعتزاز بالانتماء لليمن أرضا وإنسانا وتاريخاً وحضارة وثقافة وهوية .. بل ان ذلك الجيل أصبح في ظل تلك الحالة الملتبسة لدية حول تاريخه وانتمائه الوطني يشعر بعدم الثقة والاستعداد للتفريط والتهاون إزاء قضية الولاء الوطني والدفاع عنه وتمجيده وصيانة مصالحه والإعلاء من شانه ومن رموزه السيادية والوطنية.
وزاد الطين بله ان جماعات وقوى متربصة ومعادية استغلت كل ذلك وقامت بشكل منظم ومبرمج بدور اهدام استهدف عقول ونفوس هذا الجيل بهدف تخريبها من الداخل والتشويش على أي ادراك صحيح لدى المنتمي الى هذه الجيل الذي ترعرع في كنف الثورة والجمهورية والوحدة وتشكيكه في كافة الحقائق ذات الصلة بالتاريخ اليمني قديمه وحديثه وتعبئته في اتجاهات خاطئة لتخلق جيلاً مهزوما وسطحياً في تفكيره واهتماماته بل وناقماًومتذمراً على واقعه الراهن وأداة سهلة في يدها تناهض به القيم والانجازات والمبادئ التي قدمت في سبيلها تضحيات غالية وجسيمة وذلك بعد ان بذلت تلك القوى كل جهدها من اجل طمس الحقائق عن العهود المظلمة والجوانب المأساوية البائسة التي عاشها الشعب اليمني وأجياله المتعاقبة سواء في عهد ما قبل قيام الثورة او إعادة تحقيق الوحدة المباركة.
ومن المحزن القول ان المناهج التعليمية والى جانبها وسائل التثقيف والإعلام والتوعية والفكر والفن قد ساهمت الى حد كبير في ان يجد مثل هؤلاء المتربصين فرصتهم للتشويش على الذاكرة الوطنية لدى قطاع واسع من جيل الشباب والناشئة الذين لم تقدم لهم تلك المناهج والوسائل جرعات كافية للإلمام بواقع الماضي ومآسية وأحزانه وإظهار مخاطر استجلابه او العودة الية مرة أخرى تحت أي شعار او رداء او تبرير.
لهذا ينبغي ان تكون هناك وقفة وطنية مسئولة إزاء إعادة النظر في مناهج التعليم والتربية وتحديدا مادتي التربية الوطنية والتاريخ من مختصين ومفكرين يستشعرون مسؤوليتهم الوطنية في بناء جيل يمني محصن بالقيم الفاضلة الدينية والوطنية ومبادئ الولاء والانتماء الوطني وغرس مفاهيم الحب لليمن والاعتزاز والفخر والانتساب اليه.
وهناك اشراقات رائعة في سفر الحضارات اليمنية الضاربة جذورها في أعناق التاريخ الذي هو بدوره حافل بالأدوار والمواقف والانجازات والعطاءات المتميزة التي قدمها اليمنيون عبر مسيرتهم التاريخية وحضاراتهم القديمة التي كانوا الرواد في إشادتها كحضارات حياة وتقدم وازدهار وبناء ممالك وإمارات ودول على أسس من التنظيم والشورى والقوة والمنعة والبأس الشديد .. وكذا ما تلي ذلك من مواقف الانتصارات لراية الإسلام ونشرها في مختلف أصقاع الأرض وكانوا الأنصار الصادقين الأوفياء الحاضنين للمبشر العظيم صلى الله علية وسلم ورسالته المحمدية السمحاء وصحبه الأخيار وكانوا الجنود الأشداء الطلائع في ركب الفتوحات الإسلامية ورسل العقيدة والحق والعدل والفضيلة الذين جسدوا بسلوكهم المثالي وتعاملهم الإنساني الرفيع القدوة الحسنة التي اهتدى بها الآخرون من شعوب العالم في شرق جنوب آسيا وشمال افريقيا وغيرها ليدخلوا في دين الله افواجا.
لتتواصل بعد ذلك مسرية الكفاح انتصارا للذات والكرامة الإنسانية ومواجهة الظلم والاستلاب والتخلف واغلاء قيم الحرية والاستقلال والحياة.
فهذه هي اليمن وهؤلاء هم اليمنيون صناع التاريخ واصل العروبة الذين ينبغي ان تعرف حقيقتهم أجيال اليمن وتعتز بانتمائها لهم وان تعمل مناهجنا التعليمية والتربوية وكل وسائل التثقيف والتوعية والإعلام والفكر من اجل النهوض به وهذا هو الواجب الذي ينبغي ان لا يتقاعس ع أدائه أي يمني غيور يحب وطنه أينما كان موقعه او انتماؤه او قناعاته الفكرية وسواء داخل الأسرة أو في نطاق المجتمع.
فاليمن بحاجة الى جهود كل أبنائها وهي تستحق منا جميعا ان نعمل من اجلها الكثير وان نغرس في نفوس أبنائنا وأحفادنا معاني الحب والوفاء وصدق الولاء والانتماء لها بحيث تكون شعارنا دوما وجميعا " اليمن أولا " نتفق ونتباين تحت ظلالها ومن اجلها فهي أساس وجودنا ومصيرنا وهويتنا ومستقبل أجيالنا القادمة .. فهل من يدرك ؟!







أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)