علي عمر الصيعري -
في التاريخ الأسود لحركات التمرد الارهابية، تشير حقيقة من حقائقه الى انه عندما يستشعر المتمردون بقرب هزيمتهم وتضييق الخناق على عناصرهم، ينسلون من مخابئهم وأوكارهم ليقتحموا منازل المواطنين ويتمترسوا فيها.. وهذه أولى علامات الاندحار والهزيمة، مثلما حدث مؤخراً في بعض منازل ومزارع المواطنين بطريق »صعدة-العين«، ومثله في »المقاش«.. إلاّ ان قوات الشرعية والنظام والقانون غالباً ما تكون لهم بالمرصاد، فتردي بعضهم وتأسر آخرين بتعاون المواطنين أنفسهم.
وفي أسوأ الأحوال تلجأ هذه العناصر الى تفجير منازل المواطنين في محاولة تهديد يائسة لدفعهم الى القتال في صفوفهم، مثلما حدث مؤخراً في »باقم« حيث فجروا »15« منزلاً ومسجدين، إلا ان المواطنين لم يعد يؤثر فيهم هذا التهديد والوعيد بعد ان تكشف لهم زيف ما كان يدعيه المتمرد الارهابي »الحوثي«، وحقيقة ما يضمره لهم وللوطن من خبث نوايا.. فكلما ازداد سعار عناصره الارهابية، ازداد بالمقابل صمود المواطنين الشرفاء في وجوههم، وتيقًّن لهم نهايتهم المحتومة.
ومن جانب آخر تشير هذه الحقيقة الى ازدياد مستوى الوعي الجماهيري لأبناء محافظة صعدة الباسلة بمخاطر هذه الفتنة وذاك التمرد والارهاب وانعكاساتها على سيادة وأمن واستقرار الوطن، مما حدا بهم الى مؤازرة قوات الشرعية والنظام والقانون وتشكيل جبهة موحدة للنضال والتصدي لهذا الورم السرطاني الذي لابد من اجتثاثه قبل ان يستفحل.
كما ان قوافل الدعم الشعبي التي توافدت ومازالت، من جميع المحافظات على صعدة وحملات التبرع بالدم لجنودنا البواسل والجرحى من النازحين، تدلل بالملموس على مستويات تجذر وشائج الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب اليمني الواحد، وتكافل وتعاضد الجميع في مواجهة كل من تسول له نفسه الخروج على النظام والقانون، والاستقواء بقوى الخارج المتربصة بالوطن ووحدته وسيادته.
خلاصة القول : لقد صبرنا على خمس مواجهات واستنفدت قيادتنا السياسية كل أساليب الحوار والفرص المتاحة لهؤلاء المتمردين المخربين لعل وعسى ان يعودوا الى جادة الصواب.. ولم يبقَ سوى هذه المواجهة الأخيرة التي ستعيد لهؤلاء رشدهم فيلقون بسلاح التمرد والارهاب، ويمتثلون للدستور والنظام والقانون.. فعهد الثورات المضادة، والتمرد الارهابي قد عفى عليه الزمن، وأصبح من الماضي.{
[email protected] s