أحمد الرمعي -
كما أن الارهاب لا دين له ولا ملة، فإن الاحتلال هو الاحتلال سواء أكان من قبل الكيان الصهيوني الذي يغتصب أرض فلسطين وأجزاء غالية أخرى من سوريا ولبنان.. أو من قبل إيران وجمهوريتها الاسلامية التي تحتل جزر »طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى« الإماراتية.. ورغم أن هذه الجزر جزء لا يتجزأ من دولة عربية إلا أن هناك صمتاً عربياً رسمياً وشعبياً تجاه احتلالها من قبل نظام الملالي في إيران الذي يضم إعلامه آذاننا ليلاً ونهاراً عن الاحتلال الاسرائيلي لأرض فلسطين وما يرتكبه من مجازر بحق أهلنا هناك، وهو يصر على ممارسة السلوك ذاته الذي تمارسه ما تسمى بدولة اسرائيل باستمراره في احتلال تلك الأجزاء الغالية من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
ناهيك عن تدخله السافر في العراق، ولبنان وصولاً الى اليمن الذي لم يعد خافياً على أحد دعم إيران -وخاصة مؤسستها الدينية- للمتمردين الحوثيين في صعدة الذين عاثوا في الأرض الفساد وأحرقوا الحرث والنسل وقتلوا اليمنيين تحت شعار : »الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل« تنفيذاً لأجندة أسيادهم في »قم« الذين لم يقتلوا إسرائيلياً واحداً.
ولمن لا يعلم.. فقد احتلت إيران الجزر الإماراتية الثلاث في تشرين الثاني نوفمبر عام 1971م ومازالت الى اليوم ترفض إعادة الحق لأهله متذرعةً بمذكرة التفاهم التي وقعت بين البلدين في نفس العام بخصوص هذه الجزر.
وبمراجعة سريعة للأوضاع السياسية التي كانت سائدة آنذاك - أي عند توقيع تلك المذكرة أو الاتفاقية او المعاهدة سموها ما شئتم - يتضح عدم شرعيتها لأنها أمليت بحسب فقهاء القانون الدولي من قبل طرفٍ أقوى على طرفٍ أضعف، وهو ما يؤكده العالم الحقوقي »بودن« الذي يقول: »إن المعاهدات غير المتكافئة هي التي يملي الطرف الأعلى فيها الشروط على الطرف الاقل«.
وليس هذا فحسب بل ان البند الاول من المذكرة يبين ان القوات الايرانية التي تصل الى جزيرة أبو موسى هي قوات احتلال مما يُسقط عن هذه الإتفاقية التي يتحججون بها كافة الشروط القانونية المفترض توافرها في أية اتفاقية تُبرم بين دولتين.
إن النظام الرسمي العربي ومن خلفه الشعوب العربية مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتصدي الحازم لمحاولات إيران في الهيمنة على المنطقة العربية وتوسيع مدها الصفوي سواءً أكان ذلك بزرع عملائها في المنطقة ومدهم بالمال والسلاح لتعريض أمن الأمة العربية للخطر، أو من خلال التدخل المباشر كما هو الحال في العراق الذي ارتكب فيه فيلق القدس التابع لإيران الكثير من المجازر بحق أبناء الرافدين وخاصة العلماء والطيارين منهم.
إن على ملالي إيران أن يعلموا يقيناً أن العالم العربي عصيٌّ عليهم وعلى فكرهم ما يحاولون تصديره لمنطقتنا تارة مغلفاً بشعارات دينية ومذهبية وأخرى بشعارات إنسانية، مع علمهم أننا نعلم علم اليقين أن كل ما يقومون به إنما هو طلب لثارات »رستم« الفرس المهزوم في معركة القادسية وأحفاده من الصفويين.