يحيى نوري -
أحسنت الادارة التعليمية في محافظة عمران بإقدامها مؤخراً على اقالة أكثر من عشرين مدير مدرسة بالمحافظة -بسبب ما اقترفوه من تجاوزات خطيرة أضرت وأساءت بالعملية الامتحانية والتعليمية عموماً.
هذا الإجراء الحاسم قوبل بارتياح بالغ في أوساط الرأي العام باعتباره كان الرد المنطقي والموضوعي لحالة فوضوية كهذه لا صلة لها من قريب أو بعيد بمثل وقيم الادارة المدرسية.. كما أعاد هذا الاجراء الاعتبار للادارة المدرسية بعد أن شوهتها ممارسات هؤلاء غير المسئولة ووضع حدٍ لأي ممارسات أخرى قد تسيئ للعملية التعليمية، كما مثل ايضاً ضمانة لحق الاجيال في الحصول على تعليم ايجابي وفاعل في ظل ادارة مدرسية قادرة على القيام بمهامها ومسئولياتها على خير وجه تخدم الوطن واجياله.
ولا ريب أن أنظار الرأي العام اليوم تتجه نحو العديد من المحافظات المعروفة بمعاناتها الشديدة من حالة الفوضوية التي تعتري الادارة المدرسية في اطارها وما اذا كانت السلطات المحلية بهذه المحافظة ستسلك نفس الطريق الأمثل الذي سارت فيه محافظة عمران لاصلاح الادارة المدرسية.
وهو أمر يرقب الرأي العام حدوثه من يوم لآخر خاصة وأن قضية الادارة المدرسية بل والادارة التعليمية عموماً من الأمور التي تقع على درجة عالية من الأهمية ولا يقبل التسويف أو المهادنة، بل ويتطلب التعاطي مع كافة المشكلات التي تعاني منها بمهنية عالية تحفظ للأجيال حقهم في الحصول على تعليم مناسب.
وبالمناسبة فإن قضية الادارة المدرسية في بلادنا وعلى صعيد مختلف جوانبها التخطيطية والتنظيمية والاشرافية والتقويمية مازالت تحتاج الى جهود غير عادية من أجل تحقيق الاصلاح الشامل وبالصورة التي تعزز من وجودها كدافع أساسي لا غنى عنه لمستوى التعليم في الوطن وهذا أمر يتطلب من وزاراة التربية ايجاد برنامج تدريبي وتأهيلي شامل يستهدف كادر الادارة المدرسية ورفع مهاراته ومعارفه بما يضمن اداء أفضل لها يصب في خدمة اجيالنا ويعزز من دور العملية التعليمية في تحقيق الأهداف المنشودة للوطن من خلال جيل قادر على التعاطي مع كل جديد يطرأعلى مستوى وطنه خاصة وأن الادارة المدرسية قضية مازالت تحتاج الى التطوير والتحديث.
الإدارة المدرسية
