محمد عبده سفيان -
أحسنت صحيفة «الميثاق» صنعاً بإعادة نشرها للحوار الذي كانت قد أجرته الصحيفة سابقاً مع محمد سالم باسندوة ونشر في العدد «606» الصادر في /8/8م/1994، فقد تحدث باسندوة عن حقائق تاريخية لايمكن طمسها أو تجاهلها بمرور الأيام والأشهر والسنوات مهما حاول البعض تزييفها وتشويهها أو مهما تبدلت المواقف وتغيرت الرؤى والأفكار.فالتاريخ حقائق لاتنسى بتغير الأزمنة والأمكنة، ويوم السابع من يوليو 1994هو اليوم الذي انتصر فيه الشعب اليمني لوحدته المباركة التي أعيد تحقيقها في الـ22 من مايو عام 1990كما أنه يعد يوماً للتسامح والتصالح وتجسيد قيم المحبة والاخاء والسمو فوق الجراحات، وهذه حقائق لايمكن انكارها ومن يقول غير ذلك فهو مكابر وجاحد.
باسندوة في حديثه لصحيفة «الميثاق» قال:« إن يوم 7 يوليو 94م هو يوم تحقيق الوحدة على أرض الواقع» وقال أيضاً: «فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لايحمل الحقد على أحد إطلاقاً، بدليل أنه منح المتمردين والمغرر بهم فرصة النجاة بجلودهم ومغادرة الوطن بسلام، وبدليل إصداره قرار العفو العام عن المغرر بهم من قبل القيادات الانفصالية».
وأضاف باسندوة: «في اعتقادي أن الانفصاليين في قيادة الحزب الاشتراكي لو كانوا كسبوا المعركة أو نجحوا في مخططهم الرامي لتمزيق الوطن - لو كان الأمر كذلك والعياذ بالله ـ لحولوا الوطن بأسره إلى معتقل ولشملت التصفيات كل مدينة وقرية وبيت».
المقابلة الصحفية مع باسندوة تضمنت تفاصيل وحقائق تاريخية عن وقائع مؤامرة الردة ومحاولة الانفصال عام 4991م، فقد تحدث عن البدايات الأولى للمؤامرة وكيف تم اشعال الحرب وفرض القتال دفاعاً عن الوحدة وأكد أنه لايمكن التعامل مع من لايوالي دولة الوحدة أو إجراء حوار مع من لايزالون يصرون على التشطير وشدد على أنه لا حوار مع من يتنكر للانتماء الوطني ويصر على الانتماء لدولة انفصالية لا وجود لها.
الأستاذ محد سالم باسندوة سياسي مخضرم عاصر مرحلة النضال ضد الإمامة والاستعمار ومرحلة مابعد الثورة والاستقلال ومرحلة التشطير والنضال لإعادة تحقيق الوحدة وشهد لحظات إعلانها وعاصر مرحلة الأزمة السياسية في الفترة الانتقالية ثم مؤامرة الحرب والانفصال، فقد كان أحد رجال المرحلة وأحد المشاركين في صناعة الأحداث وإدارة الشأن العام والقرار السياسي والوطني، ولذلك كان حديثه لصحيفة «الميثاق» بعد تحقيق الانتصار الوحدوي وسقوط المؤامرة الانفصالية القذرة متسماً بالمصداقية والحقائق الواقعية، حيث وضع النقاط على الحروف.
ولكن اليوم بعد خمسة عشر عاماً من إجراء ذلك الحوار معه ترى ماموقفه من الدعوات الانفصالية والأعمال الخارجة عن القانون..هل لازال على موقفه بأنه لايمكن التعامل مع من لايوالي دولة الوحدة ولا حوار مع من لايزال يعلن جمهورية انفصالية ويصر على تشطير اليمن ويتنكر للانتماء الوطني ويصر على الانتماء لدولة انفصالية لا وجود لها؟
في اعتقادي أن المواقف الوطنية لايمكن أن تتبدل أو تتغير تحت أي ظرف من الظروف أو بسبب المصالح وإنما تظل ثابتة مهما كان الثمن، فالرجال مواقف.. فهل الأستاذ باسندوة من أصحاب المواقف الثابتة الذين لاتزعزعهم الأحداث وتقلبات الزمن؟ أم أن موقفه اليوم غير موقفه في الأمس.؟!!