حسن عبد الوارث - ذات يوم، ذهبت لتوديع سفير فرنسا الاسبق في اليمن، لانتهاء فترة عمله.. وقد سألته عمَّا خرج به من خلاصة طوال تلك الفترة.. وفوجئت به يجيبني ساخراً: لقد خرجت من بلادكم جاهلاً بكل قوانين السياسة، وسأسعى جاهداً للدراسة من جديد!!
وذات يوم، سمعتُ عبارة من محلل سياسي بريطاني، سأظل أرددها ما حييت.. فقد قال: إن اليمن هو البلد الوحيد الذي يملك ماضياً سياسياً لا يمكن التنبؤ به البتة!!
لاحظ عزيزي القارئ إنه يتحدث عن ماضٍ - وليس عن مستقبل - لا يمكن التنبؤ به!!
تواترت هذه الخواطر إلى ذهني، وأنا أجد علاقة سياسية تربط بين سليل العهد السلاطيني البائد طارق الفضلي وسليل العهد الثوري -الذي أباده- علي سالم البيض!!
ويتكرر المشهد الميلو درامي ذاته بين الإماميين الجدد وبعض اعدائهم القدامى - أصدقائهم الجدد!!
ثم يأتيك من يسعى لسلخ جزء من الوطن يرتبط بالجوار الخليجي.. أو يأتيك آخر راغباً في فصل جزء آخر يرتبط بالكومنولث.. ويبقى الدور فسيحاً لمن سينادي بقيام دولة زيدية في شمال الشمال، وأخرى شافعية في جنوب الجنوب، وثالثة مخضرية في وسط الوسط!!
حقاً، أن لليمن ماضياً سياسياً لا يمكن التنبؤ به على الإطلاق.. ولهذا قاد البيض الثورة المسلحة على أقليم ظفار في سبعينيات القرن الماضي.. ثم لم يجد غير الحضن العماني يلجأ إلى دفئه!!
ولهذا عاد السلاطين اليوم باحثين عن دور سياسي ومناطقي جديد، وعدهم به الثوار الأبرار الذين قاتلوهم وطردوهم من كراسي الحكم وأرض الوطن!!
ولهذا سأبحث عن طريق الى الصومال، حيث أعيش آمناً مطمئناً من وجع الرأس وويل النبوءة !!
|