أمين الوائلي - لا أعرف على وجه التيقن إن كانت تلزمنا أحزاب جديدة في مثل هذه الظروف التي نعيشها وتعكر عيشنا، ولكنني أعرف أن جزءاً أساسياً ومؤثراً من هذه الظروف هو بسبب الأحزاب بدرجة أو بأخرى!!..
< الإعلان عن إنشاء حزب سياسي جديد وإشهاره في أجواء اللحظة اليمنية الراهنة يفتح للنقاش باباً، وللأسئلة ألف باب:
< هل الجديد غير القديم، وهل اللاحق بخلاف السابق، وهل الحزب بحاجة إلى الناس، أم الناس بحاجة إلى الحزب؟!.
< لابد أنها ظاهرة صحية تشير إلى أجواء التعددية وفوائد التجريب بالديمقراطية التي لايزال الجميع في الساحة يتحدث عنها بوصفها «تجربة» ولم يتعد الوصف واقع الحال.
< التجربة شيء يمهد للنتائج ويختبر الفرضيات الاحتمالية، ولكنها ليست النظرية أو القاعدة، أو القانون الرياضي المثبت بالتجربة، أو البرهان النهائي غير القابل للدحض أو النقض من قبل الفرقاء أو بعضهم على الأقل!.
< ولانزال في مربع التجريب واختيار الفرضيات واختبارها بطريقة مرتجلة في أغلب الأوقات.
< وبعد عقدين من الزمن لم تترشَّح عن الممارسة والتجربة يقينية واحدة يقال عنها بأنها المقدمة الأولى لصياغة العقد الاجتماعي الجديد الذي لا يختلف عليه رأيان ولا يتخالف اثنان، لأن البراهين محل إجماع لا اختلاف.
< وبالتالي، فإن القديم لايزال يتسيَّد المشهد والمائدة ويحيلها طللاً وذكرى، زائداً عن حاجة الأطلال المتحركة على مربعات الشطرنج منذ عقود.
< وهي هي .. نفسها، لم يطرأ جديد سوى أن المواقع هي التي تتبدل.. أو أنها تستبدل حجراً بحجر من بين مجموعة محدودة ومعروفة ومتشابهة تماماً من الحجارة.. لا أكثر!.
< بودي لو احتفلت وصفقت كثيراً للمولود الجديد.. ولا حيلة لي طالما والمواليد في هذه البلاد الحزينة يولدون كهولاً، وفي أحسن الأحوال تبقى لديهم القليل من الرغبة في الكلام واستعادة مرثية العمر على أطلال سيرة غاربة.
< ما نحتاجه هو جيل جديد.. وزمن جديد.. وفلسفة جديدة.. فما الذي تملكه الأحزاب الجديدة من هذا كله؟!. |