الميثاق نت -

الإثنين, 16-يونيو-2025
الميثاق نت - قسم‮ ‬التحقيقات‮ ‬: -
يعاني سكان مدينة تعز من شحة في المياه بسبب جفاف آبار الضباب التي كانت تزود المدينة بالمياه مع استمرار انقطاع المياه من المشروع الحكومي مما أدى إلى ارتفاع سعر الوايت الماء بشكل جنوني ليصل تكلفة الـ 3000 لتر إلى 45 الف ريال فيما وصل معدل سعر الوايت الكامل إلى 80 ألف ريال..
هذا الارتفاع الجنوني تسبب بحالة من الاستياء الشعبي وخروج النساء في مسيرات تنديداً بصمت السلطة المحلية الغائبة تماماً عن إيجاد أي حلول لهذه الكارثة التي تتفاقم كل يوم وتزيد من معاناة المواطنين..

فما الذي يقوله المواطن عن انعدام المياه في مدينة تعز؟..
* البداية مع الأخ مصطفى هلال والذي قال: مشكلة المياه في تعز ليست جديدة والمدينة كانت تعاني سابقاً من هذه المشكلة إلا أنها تفاقمت وتمثل اليوم كارثة حقيقية بعد أن تم استنزاف آبار الضباب طوال سنوات بدلاً من البحث عن حلول تجنب تعز هذه الكارثة..
ويضيف مصطفى: كلنا نتذكر الدراسات التي تم تنفيذها من قبل السلطات المحلية والتي كان آخرها حين تولى الأستاذ شوقي أحمد هائل مسئولية محافظ تعز، ومنها بناء سدود لتغذية الآبار وحفر آبار اسعافية إلى جانب مشروع تحلية مياه البحر..

معاناة متزايدة
وقال مصطفى: طبعاً كان هذا عندما كانت هناك سلطة محلية ترى وتسمع معاناة المواطنين وتحاول إيجاد حلول قدر الامكان، اما اليوم السلطة المحلية تعيش في واقع بعيد عن الواقع المؤلم الذي يعيشه المواطن الذي اصبح شغله وهمه الاكبر الحصول على دبة ماء بعد أن وصل سعر الوايت إلى 80 الف، وعلى من يستطيع الشراء الحجز لأكثر من عشرة أيام ولك أن تتصور حجم المعاناة التي يتكبدها المواطن كل يوم في مدينة اصبح العيش فيها جحيم حقيقي..
واختتم مصطفى حديثه بالقول : مياه المشروع تصل إلى مناطق معينة كل شهرين وبكميات قليلة، فيما بقية المناطق محرومة تماماً .. وتبرر مؤسسة المياه ذلك بعدم صلاحية شبكة المواسير وقلة المياه وشحة الأمطار .. فمن المسؤول، ولماذا لم يتم إصلاح شبكة المياه؟!.. ورغم كل المطالبات والمسيرات لم نجد أي تجاوب من قبل السلطة المحلية الحاضرة اسماً والغائبة فعلاً.. وتبقى المياه في تعز لمن استطاع إليه سبيلاً..

وضع لا يطاق
* من جانبه قال الأخ عبدالحكيم حمود: تعايشنا منذ سنوات مع مشاكل غياب الأمن والنظافة وارتفاع الأسعار وبلاطجة الشوارع والقتل اليومي وانعدام كافة الخدمات من كهرباء وصحة وتعليم وغيرها؛ لكن انعدام المياه هذا وضع لا يطاق ولا يمكن تحمله فمن المستحيل الحياة بدون ماء، وفي ظل الظروف المعيشة الصعبة فإن 90% من المواطنين لا يستطيعون شراء وايت ماء بسعر 80 ألف ريال، فهذا السعر هو راتب موظف... فأين المشروع الحكومي وأين مؤسسة المياه وأين من يسمون أنفسهم "مسؤولون".. هم يعرفون بهذه المشكلة لكنهم لا يعانون منها ولا يهمهم أن يصل سعر الوايت الماء إلى 100 أو حتى 500 ألف.. هم قادرون على شراء الماء او حتى استعمال ماء شملان في حماماتهم لكنهم يتلذذون بمعاناة المواطنين ويستمتعون عندما يرون مئات الأطفال والنساء يتزاحمون في مسجد للحصول على دبة ماء .. هذه هي الكارثة..!
ويضيف عبدالحكيم: حتى الآبار الإسعافية التي تم حفرها من قبل دولة الكويت تحولت الى آبار خاصة لمتنفذين ويتم بيع الماء لأصحاب الوايتات.. يعني تجارة واضحة ومعلنة بحياة المواطن الذي أصبح كل حلمه أن يحصل على دبة ماء..
ويختتم حكيم قائلاً: جفت آبار الضباب بسبب استنزافها طوال عقود، ويتم جلب الماء من جبل حبشي كما يقول اصحاب الوايتات وحتى سعر الماء الكوثر دبة 10لتر وصل إلى 500 ريال.. والمواصلات المشوار بـ 300 ريال، رغم ان سعر البترول والغاز لم يتغير.. والقائمون على هذه المحافظة وعلى راسهم حزب الاصلاح يمارسون سياسة الصمت ولا تسمع منهم أي تعليق على هذه الكارثة التي تهدد حياة أبناء تعز الذين بدأ العديد منهم بالنزوح منها فعلاً.. والمضحك أن تسمع - من يعتبر المسؤول الأول رئيس السلطة المحلية - يدعو النساء المتظاهرات والمطالبات بحياة كريمة وتوفير المياه إلى الاستمرار بالتظاهر والتمسك بموقفهن حتى يتم وضع الحلول والتجاوب لمطالبهن؟!!.. هذا هو حال تعز اليوم..

كارثة حقيقية
* أما الأخ عبدالسلام الحكيمي فيقول: العيش في تعز في ظل الظروف المعيشية الصعبة وانعدام المياه لموظف مثل حالتي أصبح نوع من المقامرة.. أنا نازح من القرية لتعز والآن لا استطيع العودة إلى قريتي لانها تقع كلها في خط التماس.. يعني مجبر أن اعيش في تعز واحاول التكيف مع الوضع، لكن انعدام المياه يمثل كارثة حقيقية..
ويضيف عبدالسلام: قبل شهرين كان سعر الوايت الماء بـ 15 الف ريال والماء متوفر اليوم سعره وصل إلى 80 ألف وعليك أن تحجز وتنتظر 15يوماً حتى يصل دورك.. فبالله عليك كم من الناس عندهم القدرة على شراء الماء بهذا السعر..؟!!
غالبية المواطنين همهم كيف يوفرون لقمة العيش.. والمسؤولون يؤكدون من خلال اللامبالاة التي يعكسونها أن لا علاقة لهم بما يعانيه المواطنين..!!
ويقول : كنا نتوقع أن تتحرك السلطة المحلية وتحاول إيجاد حلول عاجلة مثل إصلاح شبكة المواسير وايصال مياه المشروع ولو مرة بالشهر على الاقل للتخفيف من هذه المشكلة.. ولكن لا حياة لمن تنادي!!..
واختتم عبدالسلام حديثه بالقول : تشعر بالألم وأنت ترى النساء تحمل "دبب" الماء على رؤوسهن من جامع القرشي إلى حارات بعيدة بعد الوقوف لساعات في طابور للحصول على الماء.. فأين ضمائر المسؤولين واين الاحزاب السياسية واين اصحاب شعار "الثورة مستمرة" - كما يقولون - من هذا الوضع الكارثي في تعز؟، ولماذا لا يتظاهرون ضد الفساد وغياب الخدمات وضد السلطة المحلية الغائب دورها تماماً..

سلطة لخدمة نفسها !
* إحدى الأمهات وجدناها تنتظر دورها لتعبئة المياه في أحد المساجد تحدثت إلينا بحرقة قائلة : تحملنا الانفلات الأمني وحوادث القتل المتكررة وغياب الخدمات الصحية والغلاء القاتل لكن انعدام الماء لا نستطيع تحمله..
وإضافت: على السلطة المحلية إن كانت فعلاً سلطة لخدمة الناس أن تعمل على حل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن أو تقدم استقالتها وتترك المجال لغيرها، رغم أن هذا من المستحيل لان القائمين على السلطة بتعز وجدوا لخدمة أنفسهم ومصالحهم ومصالح أحزابهم ولا يهمهم كيف يعيش المواطن في تعز الني أصبحت بلا ماء..

خليها على الله
* أما الأخ محمد المقطري تحدث إلينا بلهجته البسيطة الدارجة قائلاً: تعز بلا حكومة ولا سلطة محلية، وكل شيخ أو مسؤول فيها هو دولة لوحده والمواطن هو الضحية ولا حد يعبره، حتى لو عمل ما عمل هو بوادي والمسؤولين بوادي آخر.. هؤلاء يشتوا بس زلط أما انهم شصلحوا وشعملوا للناس حاجة لا تركن المهم أنهم مرتاحين ومعاهم زلط حتى لو وصل سعر الوايت الماء مليون ريال قادرين يشتروا والمواطن يموت جوع وعطش..
واضاف المقطري: لو خرج الرجال في مظاهرات للمطالبة بتحسين الوضع والبحث عن حلول للمياه هل تتوقع المسؤولين شسمعوا .. ولا شيء شخرِّجوا لهم طقومات ومسلحين وكم واحد شقتل بلا فائدة .. هذا هو الواقع .. ايش عملوا لمن خرجت النسوان؟!، ولا كأنه في ناس تطالب بخدمات .. باختصار تعز تحكمها عصابة أسمها سلطة محلية..
واختتم المقطري حديثه بالقول: لو كان في مسؤولين همهم خدمة المواطن ما كانت تعز بهذا الوضع.. القمامة في كل شارع.. ومرضى الكوليرا بالآلاف.. والقتل على اتفه سبب.. لا أمن ولا أمان.. وكملت كارثة الماء .. والحل مئة وايت من البركاني على اساس تتوزع على الحارات تم التقطع لهم وتوزيعهم على بيوت المسؤولين والنافذين .. خليها على الله لعنة وحلت على تعز.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 16-يونيو-2025 الساعة: 03:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-67589.htm