الميثاق نت -

الإثنين, 12-أغسطس-2024
عبدالسلام الدباء -
في ظل استمرار الجرائم الصهيونية التي تنفذها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يشهد العالم فصلاً جديداً من الفظائع والمذابح بحق الأبرياء.. في ظل صمت دولي مطبَق كالعادة، ولقد كانت آخر هذه الجرائم مذبحة مدرسة التابعين في غزة، حيث استهدف العدوان الإسرائيلي العشرات من النازحين الفلسطينيين الذين احتموا بالمدرسة أملاً في النجاة من القصف المتواصل.. وهذه المذبحة تضاف إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات التي حولت حياة سكان القطاع إلى جحيم مستمر..

ان الجريمة الأخيرة، التي أودت بحياة العديد من الأطفال والنساء، جاءت كصفعة قاسية لكل المبادئ الإنسانية، وكدليل جديد على النهج الوحشي الذي تتبعه قوات الاحتلال الصهيوني في التعامل مع المواطنين الفلسطينيين الأبرياء والعُزَّل.. وهنا يمكن القول بأن استهداف المدرسة لم يكن حادثاً عرضياً بل هو جزء من استراتيجية متعمدة تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإجباره على الرضوخ للشروط الإسرائيلية.. ورغم أن هذه الجريمة تثير استياءً واسعاً، إلا أن هناك تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قد حصلت على "ضوء أخضر" من الولايات المتحدة لارتكاب هذه الفظائع، في إطار الضغط السياسي على القيادات الفلسطينية في الميدان..

والملاحَظ في كل مرة أن المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة، يقف عاجزاً أو متواطئاً أمام هذه الجرائم المتكررة.. فعلى الرغم من التصريحات والإدانات الروتينية، إلا أن الاحتلال يستمر في انتهاك كل القوانين والأعراف الدولية دون أن يواجه أي حساب أو عقاب من أي جهة.. ولذلك فقد أصبحت غزة مسرحاً مفتوحاً للمذابح الصهيونية بشكل مستمر، حيث يتم استهداف المدنيين والبنى التحتية في انتهاك صارخ لكل معايير حقوق الإنسان.. والمثل يقول : من أمِنَ العقاب أساء الأدب !!

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: إلى متى ستستمر هذه الجرائم والمجازر دون أدنى حساب من المجتمع الدولي؟.. وهل باتت حياة الفلسطينيين أرخص من أن تحظى بالاهتمام الدولي المناسب؟.. أم أن المصالح السياسية والاقتصادية هي التي تحكم مواقف الدول العربية والإسلامية وكذلك دول العالم الكبرى تجاه ما يحدث في قطاع غزة من جرائم صهيونية يندى لها الجبين؟

إن استمرار الصمت الدولي وعدم اتخاذ أي خطوات جادة لوقف العدوان يفتح الباب أمام المزيد من الجرائم والمجازر.. وقد حان الوقت لتحرك عربي وإسلامي وعالمي جاد يضع حداً لهذه المأساة الإنسانية المستمرة.. وأن على المجتمع الدولي بشكل عام أن يتحمل مسؤوليته التاريخية والأخلاقية في حماية المدنيين الفلسطينيين ووضع حد لجرائم وسياسات الاحتلال العدوانية البشعة..

ولا يمكن للعالم اليوم أن يستمر في تجاهل ما يحدث في قطاع غزة.. فالشعب الفلسطيني يحتاج إلى أكثر من مجرد بيانات الشجب والإدانة؛ فهو يحتاج إلى الحماية الحقيقية والى الضمانات الدولية الجادة لوقف نزيف الدم المستمر.. لأن العدالة والسلام لا يمكن أن يتحققا إلا بوقف هذا العدوان المستمر ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم بشكل حاسم ويكون عبرة لكل مرتكبيه أياً كانوا.. ثم الاعتراف بكل حقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته ونيل جميع حقوقة في الحياة بكرامة على أرضه مثل بقية شعوب العالم.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 12-أكتوبر-2024 الساعة: 07:26 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66448.htm