الميثاق نت -

الإثنين, 22-أبريل-2024
حاوره‮ / ‬رئيس‮ ‬التحرير‬‬ -
قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي فيصل جلول أنه لا توجد قوة عسكرية في العالم قادرة على احتلال اليمن.
وأضاف : لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تسيطر على البحرين العربي والأحمر إلا إذا سيطرت على البر اليمني " وفي هذه الحالة تحتاج إلى 200 ألف جندي على الأقل، وإنْ فعلت فهي ستصل إلى نفس النتيجة التي وصلت إليها في أفغانستان" .
وأكد جلول أن ربط صنعاء حركة الملاحة في البحر الأحمر بوقف الحرب على غزة شكل تطوراً هائلاً في مسار الصراع من أجل وقف الحرب على الشعب الفلسطيني .
وأوضح : لا أبالغ إنْ قلت إن كل اليمنيين ينتصرون لفلسطين رغم خلافاتهم السياسية، حتى المتقاتلين على محاور القتال يتساوون في شعورهم وعواطفهم المؤيدة للشعب الفلسطيني.

* سؤال اللحظة الأخيرة حول الهجوم الإيراني على إسرائيل والهجوم الإسرائيلي على ايران..؟
- ما من شك ان منطقتنا شهدت في الأيام الأخيرة تطوراً غير مسبوق إذ تجرأت إسرائيل على ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق في محاولة لجر الولايات المتحدة إلى الحرب مع إيران وتدميرها وتوفير مخرج آمن لإسرائيل من حرب الإبادة التي تخوضها في غزة..
ما كان بوسع إيران أن تمتص هذه الضربة فكان أن شنت هجوماً على إسرائيل استعرضت فيه قوتها التدميرية الهائلة وتمكنت من إصابة أهداف حددتها مسبقاً وبذلك كسرت الردع الإسرائيلي وأصابه بالصميم.. بعد أيام معدودة ردت إسرائيل بهجوم بسيط على أصفهان لم تعتنِ الحكومة الإسرائيلية نفسها بتبنّيه ووصفه وزير الأمن القومي الإسرائيلي بالمسخرة؛ ولعل هذا الهجوم الضئيل أكد نتائج الهجوم الإيراني بدلاً من أن يمحوها..
يمكن استخلاص دروس أساسية مما جرى:
أولاً اختلال موازين الردع في المنطقة لصالح إيران، وتحوُّل إسرائيل من دولة رادعة إلى دولة مردوعة..
ثانياً أن إسرائيل باتت بحاجة للحماية الغربية المباشرة وهي التي نشأت أصلاً لحماية المصالح الغربية في المنطقة..
ثالثاً أن الجغرافية السياسية في الشرق الأوسط مرشحة للتغيير بعد هذه الهجمات..
رابعاً أن الحلف العربي الإسرائيلي الذي كان يفترض أن إسرائيل ستحمي العرب بات معكوساً فقد أصبحت هي بحاجة لحمايتهم..
خامساً أن مستقبل إسرائيل في المنطقة بات مطروحاً على بساط البحث.. هي دولة تعيش بواسطة التفوق العسكري فما الذي ستفعله عندما يضعف هذا التفوق؟ هل تختار حل الدولتين مع الفلسطينيين وهي تعرف أنه مقدمة للقضاء عليها؟.. هل تختار إعادة الاحتلال وحل السلطة الفلسطينية وتضع نفسها في خط حروب جديدة وكيف ستربحها؟..
سادساً.. إلى متى يمكن للولايات المتحدة أن تتحمل تكاليف باهظة لحماية دولة غير مفيدة لها على المدى البعيد..
سابعاً.. ما الذي ستفعله إسرائيل عندما يتغير ميزان القوى في المنطقة وهي التي تغرق منذ ستة أشهر في حرب إبادة تسببت في عزلتها الدولية ولا تجد مخرجاً لها؟!..
ما من شك أن هذه الحرب تؤذن ببدء العد العكسي للدولة العبرية أقله في صيغتها الراهنة..

* كمحلل سياسي استراتيجي.. المشهد العربي الراهن ما أبرز ما يحمله من مخاطر حقيقية غير مسبوقة؛ وهل هناك وعي عربي رسمي بهذه المخاطر؟
- المخاطر لا تُحصى.. لا توجد ضوابط أمان في الوضع العربي الراهن.. القوى الدولية تتدخل كلها في بلداننا بحسب مصالحها، والقوى الإقليمية أيضا تتدخل وفق اجندتها.. انظر إلى إسرائيل التي تفتخر بوجود دول عربية تدافع عنها وتقاتل معها.. انظر إلى مصر والسودان حيث تفرض اثيوبيا إرادتها في نهر النيل الذي لا حياة للبلدين العربيين من دونه.. انظر إلى تركيا التي تتدخل في أكثر من بلد عربي وتشارك مباشرة بحرب ليبيا وتعتدي دورياً على سوريا والعراق.. لقد صار العالم العربي ساحة مفتوحة.. بالمقابل هناك اتفاقات وتفاهمات تعقدها إيران مع دول وتيارات سياسة عربية في سياق الصراع مع إسرائيل.. الدول العربية تتحدث عن السيادة فقط عندما يتصل الأمر بإيران ولا يهمها أن تنتشر القواعد العسكرية الأجنبية على أراضيها.. في حين أن المطلوب هو السيادة المطلقة أمام جميع القوى الإقليمية والدولية، لا أنْ تنتقي جهة واحدة وتقول أنا سيد على أرضي بمواجهتها.. نحن نريد أن يكون العرب أسياداً على كل أراضيهم وبمواجهة الجميع.. إن بلداناً عربية فاقدة السيادة تظل دائماً تحت الخطر، والأصعب من ذلك أنها لا تملك زمام مستقبلها؛ ولعل إهمال المستقبل العربي الآمن هو أُمُّ المخاطر..


* اعتقد كثيرون أن القمة العربية الأخيرة قد استوعبت التحدي الراهن.. ما تقييمكم لهذا وما السبب وراء إخفاق هذه القمة؟
- كانت القمة العربية ما قبل الأخيرة مناسبة لعودة سوريا إلى الصف العربي وهذا إنجاز مهم على الصعيد الدبلوماسي لكنه لا يعوض غياب الجامعة على كل صعيد وتهميشها.. القمة الأخيرة حددت لنفسها سقفاً للتحرك الدبلوماسي تحت ظل الشرعية الدولية وأرجح أن الذين اتخذوا هذا القرار كانوا يعرفون أن الشرعية الدولية لن تنقذ غزة لأنها بكل بساطة مرهونة بإرادة الولايات المتحدة الامريكية حليفة إسرائيل وحاميتها.. من المؤسف أن واشنطن تغطي كل انتهاكات تل أبيب للقوانين الدولية؛ ومن المؤسف أن الحكومة الأمريكية لا يهمها القانون الدولي عندما يتصل الأمر بمصالحها.. لقد رأينا ذلك بوضوح خلال حروب العراق وليبيا والسودان ولبنان واليمن.. الخ.. لقد اتضح لنا وللرأي العام العربي أن وفود الجامعة العربية التي زارت دول القرار عادت من زياراتها بخُفي حنين وتوقفت من بعد أي نشاط ذي دلالة للجامعة ولوفدها الذي شكلته القمة لهذه الغاية.. نحن إذن إزاء إخفاق فظيع.. علينا أن ندرك أيضا أن العديد من دول الجامعة لا يحب تيار الاخوان المسلمين وليس متحمساً لنصرتهم في غزة من دون أن يعني ذلك تأييد هذه الدول لإسرائيل..
في المحصلة يجب ألا نلوم الجامعة على أدائها الضعيف جداً أو ربما على غيابها، ذلك أنها تمثل إرادة كل الأعضاء المنتمين إليها، وعندما تضعف كل الأطراف كما رأينا في الإجابة عن السؤال السابق ينعكس هذا الضعف على الجامعة وتزداد هامشية.. ولقياس أهمية هذه المؤسسة علينا أن نرجع إلى الحقبة الناصرية حين كانت صوت العالم العربي القوي؛ وهذه الأيام حيث لا تجرؤ هذه المؤسسة على إصدار بيان متواضع دفاعاً عن فلسطين إلا بعد جدل عقيم يخرج بعده البيان ضعيفاً لا قيمة له..

* هل ترون أن الوقت ما زال ممكناً أمام الحكام العرب لتلافي كافة جوانب الاعتوار التي تشوب أداءهم اليوم إزاء هذا التحدي العاصف.. وما الذي يتطلب منهم فعله على وجه السرعة؟
- إذا كان المقصود بالسؤال حرب غزة فإنني لا أرى تدخلا عربيا إيجابيا في هذه الحرب إلا من طرف المحور الذي يقاتل دفاعاً عن غزة.. الطرف أو الأطراف الأخرى تبدو وكأن ما يدور في غزة لا يعنيها في الصميم وتطلق بيانات الإدانة كما تطلقها دول في أمريكا اللاتينية أو ترسل مساعدات وهذا مهم ومفيد لكنه لا يتناسب مع الانتماء العربي والتاريخ العربي والانتماء الإسلامي.. الوقت متاح دائما إذا ما أراد الحكام العرب إنقاذ غزة خصوصا أن إسرائيل فشلت حتى الآن في قهر مقاومة أهالي القطاع على الرغم من الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب الفلسطيني في معركته ضد الاحتلال والذي يُقدر بعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى أكثريتهم من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين عموما.. صدّقني أن قلبي يتحطم عندما أسمع صرخة طفل أو طفلة غزاوية تقول وين العرب؟!.. يُقتلون أمام أعيننا كالعصافير ونحن في أقصى درجات العجز عن نجدتهم لأن قسماً كبيراً من حكامنا لا يصلح "للعير ولا للنفير"..
بكلمة موجزة أقول إن الحكام العرب بوسعهم التحرك لإنقاذ غزة إنْ أرادوا ولديهم الوسائل الفعالة لهذه الغاية؛ لديهم المال والنفوذ والجيوش والعلاقات الدولية والمواقع الاستراتيجية والنفط ولأنهم قادرون على تحريك أكثر من مليار مسلم.. يتحرك المسلمون عندما يتقدم أمامهم عرب الجامعة، وينكفئون عندما يستنتجون أن الحكومات العربية تتصرف وكأن ما يدور في غزة يقع في المحيط المتجمد الشمالي..


* يرجع البعض أن من أسباب هذا الإخفاق يعود إلى محور المقاومة الذي يفاجئ النظام الرسمي العربي بتحديات كبرى دون سابق تنسيق وتفاهم.. ما تعليقكم؟
- وجود محور المقاومة نتيجة وليس السبب.. المحور نشأ حول القضية الفلسطينية وهي قضية العرب الأولى سواء اعترفوا أو لم يعترفوا بهذه الحقيقة.. وهي أيضا من حيث المبدأ قضية المسلمين الأولى بالنسبة لبعضهم حيث يوجد المسجد الأقصى.. أدت الصراعات حول فلسطين إلى حروب خسرتها الأنظمة العربية وفقدت خلالها أراضي جديدة وصار ينبغي تحرير الجديد عوضاً عن القديم.. وإذ لاحت بوادر انتصار في حرب أكتوبر 1973م تحول الانتصار إلى هزيمة سياسية ساحقة في اتفاقات كامب ديفيد.. لقد أدى خروج مصر من الصراع إلى حصر المقاومة الفلسطينية في لبنان بعد مجازر أيلول الأسود في عمان وإربد وجرش عام 1970_ 1971م؛ ومن بعد أدى الاجتياح الإسرائيلي عام 1982م إلى خروج منظمة التحرير من بيروت وانخراطها في التفاوض مع المحتل بدعم عربي رسمي.. نشأ محور المقاومة بعد اجتياح 1982م وأخذ بالتوسع إلى أن أصبح اللاعب الأهم في الصراع..
لولا تغاضي العرب عن القضية الفلسطينية لما انبثق محور المقاومة حول سوريا أولاً وحول سوريا وايران من بعد.. لا يمكن للدول العربية أن تبكي على انبثاق هذا المحور والقول إنه يشكل تحديات لو لم يتخلوا هم عن القضية الفلسطينية؛ ولو لم يتركوا مقعدهم شاغراً لما تجرأ أي طرف على احتلال مقعدهم الشاغر.. وهنا لا بد من التذكير أن قضية فلسطين ليست حِكراً على العرب؛ هناك مسلمون ومن بينهم إيران يعتبرون القضية الفلسطينية قضيتهم المركزية..
نعم.. يطرح محور المقاومة تحديات على الجميع لكنه لم يأتِ من فراغ لقد أتى بعد استقالة الأنظمة من القضية الفلسطينية.. نعم لهذا المحور تحديات داخلية.. التاريخ ما كان ممكناً أن ينتظر الأنظمة العربية المتكاسلة والمنتظرة أن يأتيها حل القضية من الغيوم، لذا تشكَّل محور المقاومة للدفاع عن القضية.. إن أفضل طريقة لاستعادة زمام المبادرة وحشر محور المقاومة في الزاوية تكمن في استئناف الدفاع عن القضية الفلسطينية والمواجهة مع عدو لا يفيد التطبيع معه إلا في مزيد من الإهانة والاستتباع؛ لكن يمكن لمن يرغب من هذا المحور التنسيق من موقع المستقل مع محور المقاومة وضم الجهود بحيث يتم التعاون المشترك من أجل نصرة فلسطين..


* في ظل هذا الواقع كيف ترون مستقبل العمل المقاوم أم أنه كما يرى محللون سوف يصطدم بالنظام الرسمي العربي ؟
- أعتقد أن المستقبل معقود للذين اختاروا تيار المقاومة.. كان يمكن ترجيح احتمال الصدام قبل الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية.. لقد أدى هذا الاتفاق إلى وقف التصعيد وبالتالي إقفال احتمالات الصدام أقله في المدى المنظور.. ونلاحظ اليوم أن هذا الاتفاق اجتاز بنجاح نتائج حرب غزة وما زال صامداً.. تجدر الإشارة هنا إلى أن أحداً لم يرشق الأردن بالحجارة عندما قاتلت مع إسرائيل ضد الهجوم الإيراني وهذا يعني أن المحور لا يبحث عن صراع مفتوح داخل العالم العربي وأنه يرغب في حصر أنشطته على الجبهات مع إسرائيل من دون أن يعني ذلك خلط أطراف في هذا المحور معاركهم مع إسرائيل مع معارك جانبية لتصفية حسابات داخلية، وهنا خطأ فادح قد يؤدي إلى خسائر كبيرة يصعب تداركها..


* دخول اليمن في تعزيز العمل المقاوم في البحر الأحمر والعربي في نظركم ما الذي أضافه هذا الموقف في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي؟
- الموقف اليمني الراهن في البحر الأحمر هو استمرار لمواقف حكومات يمنية متتالية من الصراع مع إسرائيل منذ تحرير جنوب اليمن عام 1967م والثورة السبتمبرية عام 1962م حتى وقتنا الحالي.. لقد قاتل اليمنيون دفاعاً عن فلسطين على كل الجبهات ومع كل المنظمات الفدائية.. أذكر شخصياً أن قائد الوحدات اليمنية في قوات الردع العربية في لبنان عام 1976 ــ1982م صرح في حينه أن قواته في بيروت والجبل لم تأتِ لحفظ الأمن في لبنان وإنما للدفاع عن المقاومة الفلسطينية، وكان هذا الموقف مشتركاً بين الحكومة الماركسية في عدن وحكومة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح في صنعاء.. لا ننسى الرئيس الراحل سالم ربيع علي في جنوب اليمن إذ أقفل بالتعاون مع مصر باب المندب أمام الملاحة الإسرائيلية عام 1973م، وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قد أقفل مضائق تيران عام 1967م، وفي حسابه أن باب المندب سيتم إقفاله أمام الملاحة الإسرائيلية لولا الهزيمة المفاجئة؛ وقد هدد الجنرال الراحل عبدالله السلال بذلك في حينه رغم أنف البريطانيين الذين كانوا يحتلون عدن.. ولا ننسى أيضا أن المؤتمر الشعبي العام برئاسة صالح قد استقبل معسكرات فلسطينية لكافة الأطراف بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية عام 1982م من لبنان؛ وكان للرئيس الراحل ياسر عرفات قصره الخاص في العاصمة اليمنية يشارك اليمنيين أفراحهم وانتصاراتهم الوحدوية.. وفي الجنوب انتهج الرئيس السابق علي ناصر محمد النهج نفسه.. واليوم يسير الشعب اليمني على خُطَى من سبق..
لقد ربط أنصار الله حركة الملاحة في البحر الأحمر بوقف الحرب على غزة، الأمر الذي شكل تطوراً هائلاً في مسار الصراع من أجل وقف الحرب على الشعب الفلسطيني في القطاع.. ويعرف أهالي غزة معنى ذلك كما يعرفه الصهاينة.. ولا أبالغ إنْ قلت إن كل اليمنيين ينتصرون لفلسطين رغم خلافاتهم السياسية، حتى المتقاتلين على محاور القتال يتساوون في شعورهم وعواطفهم المؤيدة للشعب الفلسطيني.. وحتى لا نتحدث عن مائة بالمائة أقول إن نسبة الإجماع على نصرة القضية الفلسطينية تصل إلى 99% في كل مساحة اليمن الموحد..
لقد فُوجِئ كثيرون بالموقف اليمني في البحر الأحمر إلا كاتب هذه السطور الذي كان ينتظر مبادرة من هذا النوع ليس لأنه مُطَّلع على أسرار القيادة اليمنية وإنما لكونه يعرف أن اليمنيين لا يمكنهم الوقوف على الحياد عندما يتعلق الأمر بفلسطين.. ولعلهم يتميزون في هذا الموقف مع الشعب الجزائري حيث تحتل فلسطين في البلدين مركز القلب..

* أيضاً هناك من يرى من العرب ان ما تقوم به اليمن يمثل ضرراً بالأمن القومي العربي.. ما تعليقكم؟
- أتحدى أياً كان في منطقتنا أن يحدد لي معنى الأمن القومي العربي؛ أتحدى أياً كان أن يعين لي قواعد هذا الأمن القومي.. يا ليت لدينا أمن قومي في بلاد العرب.. ألا تهدد إثيوبيا أمن مصر والسودان؟.. رغم ذلك كل الدول العربية علاقاتها جيدة مع إثيوبيا.. ألا تهدد إسرائيل فلسطين واليمن ولبنان وتذبح الفلسطينيين في غزة’؟.. هل قطعت العلاقات معها؟.. لماذا لا تُفعّل اتفاقية الدفاع العربي المشترَك.. ألا يتصل ذلك بالأمن القومي العربي؟..
ألا تتدخل تركيا عسكرياً في العراق وفي ليبيا وفي سوريا وكانت حتى الأمس تهدد مصر؟.. أليست هذه الدول جزءاً من الأمن القومي العربي؟.. ألا تستحق تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترَك.. ماذا عن أمريكا التي تزرع قواعدها في القسم الأعظم من دولنا العربية؟.. لماذا لم تفعّل الجامعة العربية اتفاقية الدفاع العربي المشترَك عندما هاجمت إسبانيا المغرب لاستعادة جزيرة البقدونس التي تبعد مائتي متر عن الشواطئ المغربية؟!..
لا يمكن للأمن القومي العربي أن يكون انتقائياً ضد تدخل واحد دون غيره.. طبّقوا قواعد الأمن القومي العربي على كل أجنبي غير عربي، وأنا واثق بأن الجماهير العربية ستخرج عن بكرة أبيها دفاعاً عنكم وتأييداً لكم..


* إلى أي مدى من وجهة نظركم ستسعى القوى الكبري وبالذات أمريكا وبريطانيا إلى إيجاد معطيات جديدة بالبحرين العربي والأحمر.. وهل الظرف الدولي الراهن سوف يساعدها على إحكام سيطرتها على هذه المنطقة البالغة الأهمية من الناحية الاستراتيجية؟
- لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تسيطر على البحرين العربي والأحمر إلا إذا سيطرت على البر اليمني، وفي هذه الحالة تحتاج إلى 200 ألف جندي على الأقل، وإنْ فعلت فهي ستصل إلى نفس النتيجة التي وصلت إليها في أفغانستان إذ احتلت هذا البلد لطرد طالبان من الحكم وبعد عشرين عاماً من الاحتلال أعادتهم إلى الحكم.. لا توجد قوة عسكرية في العالم قادرة على احتلال اليمن.. لنتذكر معاً أن القسم الأكبر من اليمن لم تتمكن قوة أجنبية واحدة من احتلاله وهذا القسم الوحيد الذي خرج عن سيطرة الغرب في القرنين التاسع عشر والعشرين لقد احتله الأتراك لفترتين قصيرتين باسم الانتماء الإسلامي المشترك لكنهم سقطوا بواسطة ثورة قادها الإمام يحيى كالنعاج وأُبيدت وحداتهم العسكرية شر إبادة..


* كيف تنظرون للموقف الروسي والصيني إزاء هذه التطورات.. وهل ستترك موسكو وبجين الأمور تسير لصالح الغرب؟
- الصين افتتحت قاعدة في جيبوتي المجاورة هي الأولى والوحيدة خارج حدودها لحماية طريق الحرير؛ أما روسيا فهي تجري دورياً مع الصين وايران مناورات عسكرية في مضيق هرمز .. البلدان يلعبان دوراً أساسياً في النظام العالمي المقبل المتعدد القوى.. ومن نافل القول ان موسكو وبكين تنظران بانتباه شديد إلى ما يدور في اليمن، لكنهما يحترمان موازين القوى والمصالح مع أمريكا كل يحمي مصالحه.. أمريكا تحمي مصالح إسرائيل، لكن روسيا والصين لا "إسرائيل" مقابلة يحميانهما..


* وبالعودة للموقف العربي ومتطلبات الأمن القومي العربي.. هل ترون ملامح موقف عربي من هذه التطورات يستشعر المخاطر على الأمة؟
- مع الأسف الشديد حتى الآن لم يحدد العرب قواعد أمنهم المشترك وذلك رغم حشد كبير من المخاطر التي تحيق بعالمهم.


* التطورات في لبنان.. هناك من يشير إلى أن فرص واشنطن وتل أبيب ممكنة للانقضاض على المقاومة.. وإلى أين يسير لبنان على المستوى القريب؟
- لو كانت إسرائيل قادرة على الانقضاض على المقاومة في لبنان لما تأخرت لحظة واحدة وهذا الامر يعرفه الخبراء في شؤون المنطقة.. في هذا الوقت تستمر الأزمة اللبنانية الداخلية وتتوسع إذ يخلو منصب الرئيس حتى اليوم ولا أفق لاختيار رئيس جديد في القريب العاجل..
وهذا الفراغ الرئاسي يتكرر للمرة الثانية خلال أقل من عشر سنوات، الأمر الذي يوحي بأزمة حكم في هذا البلد وليس أزمة حكومية عابرة..
ما يحتاجه لبنان هو إعادة نظر جذرية بنظامه السياسي الذي ترهَّل بعد أكثر من نصف قرن على اعتماده، وبناء نظام جديد يأخذ بعين الاعتبار التطورات الكبيرة التي طرأت على هذا البلد وعلى الرأس منها موقع لبنان في الصراع العربي الإسرائيلي..
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 10:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65882.htm