الميثاق نت -

الإثنين, 18-مارس-2024
طه العامري -
في كل أحاديثه وخطبه وتصريحاته وفي كل إطلالة تلفزيونية له يتحدث السيد عبد الملك بدر الدين ويحذّر من خطورة الفساد والفاسدين وهو من قال صراحةً (اخلسوا ظهور الفاسدين) حيثما يكونون، وثورة 21سبتمبر قامت لمكافحة الفساد والإفساد، وكانت (الجرع) أحد أسباب الثورة التي جاءت واصطف الناس حولها بهدف إصلاح الاختلالات التي سادت في البلاد ونكدت حياة العباد..
بيد أن قائد الثورة هو قائد (المسيرة القرآنية)، وأعرف ان غالبية الناشطين الذين ينشطون تحت راية المسيرة لا علاقة لهم بالمسيرة وقِيمها وأخلاقياتها وأهدافها وغاياتها.. وعلينا أن ندرك ونستوعب جيداً أن كل من ينتمي للمسيرة القرآنية مهما كان منصبه وكانت مهمته وكان موقعه مطالب بأن يكون النموذج الأرقى في سلوكه ومواقفه وعلاقته، فالمسيرة لا يمكن مقارنتها بحزب أو بتنظيم فهي مسيرة قرآنية مهمتها إعادة الناس إلى طريق الحق والعدل طريق الله ورسوله منهجها كتاب الله القرآن الكريم الذي عليه يتحدث قائد الثورة في كل خطبه التي يبدو أن هناك من المحسوبين على المرحلة والعهد والمسيرة لا يستمعون لأحاديث السيد القائد وإن استمعوا فإنهم لم يفهموا ما يقوله القائد بدليل أن هناك سلوكيات ومظاهر تمارَس من قِبل بعض النافذين لاعلاقة لها بكل ما يتحدث عنه السيد قائد الثورة ولم يعملوا ولو بجزء من معتقداته وما يؤمن به ويرجو أن يتحقق ويسعى جاهداً لتحقيقه سواءً ما يتعلق بمكافحة الفساد والفاسدين أو بتحقيق قدر من العدل الاجتماعي بين الناس أو بترسيخ قِيم المواطنة والهوية، أو بتعزيز وترسيخ الجبهة الداخلية ونبذ القيم الطائفية والقبلية والعصبيات أياً كانت دوافعها طائفية أو مناطقية أو مذهبية، هذا ما أفهمه انا والكثيرون من خلال متابعة خطابات السيد عبدالملك الذي يتطلع لبناء دولة يمنية قوية حرة بإرادتها مستقلة بقرارها، متقدمة ومتطورة، دولة يسودها العدل الاجتماعي وواحدية الهوية والانتماء والمواطنة..
غير أن ما يحدث في الواقع وما نعيشه ونلمسه ونشاهده ونتحمل تبعاته لا يتماشى مطلقاً مع توجهات السيد عبدالملك ولا يتناغم مع توجهاته الفكرية والعقائدية، إذ هناك كما يبدو (لوبي) ينشط تحت راية المسيرة القرآنية يعمل عكس كل ما يطرحه السيد القائد ويتصرف بعيداً عن توجهات الرجل وتطلعاته وتعاليمه ودروسه اليومية التي يقدمها، لكن هناك من لا يكترث بما يصدر عن القائد ويعمل وفق مصالحه، ولا أعلم إن كان هناك من يوصل للقائد شكاوى الناس والمظالم التي يتعرضون لها من قِبل مسؤولين نافذين في مفاصل (سلطة الامر الواقع) وفيهم من تجاوز عبثهم وظلمهم وفسادهم كل من سبقوهم من العابثين والظالمين والفاسدين، الذين بأفعالهم يناهضون توجهات السيد القائد ويعملون عكس أطروحاته وكأنهم يتحدون بممارستهم قائد الثورة والمسيرة القرآنية..؟!
أتذكر ذات يوم رافقت الرئيس الأسبق (صالح) في رحلة داخلية لعدة محافظات وشاء حظي أن أجتمع به في أكثر من لقاء ومقيل وكان يومها ثمة قانون مثير للجدل متداوَل بين مجلس النواب ومجلس الوزراء، فحدثته عن هذا القانون وكنت قد كتبت عنه أكثر من عشرة مقالات في صحف رسمية وحزبية وأهلية، واكتشفت يومها أن الرئيس لا يعلم بهذا القانون وتعقيداته فذُهل من الأمر فاتصل برئيس الوزراء وكان يومها المرحوم الاستاذ عبدالقادر باجمال الذي أكد الواقعة للرئيس وأكدت أن الحكومة رفضت القانون وطالبت بتعديله وكان أحد الوزراء يقف مع هذا القانون ويسعى لإقراره مقابل (40) مليون دولار سيحصل عليها الوزير لإقامة مشروع في محافظته..؟!
أبلغ الرئيس يومها رئيس الوزراء بإلغاء القانون واتصل بالوزير المذكور وتحدث معه بلغةٍ، شخصياً لو كنت مكان الوزير لاستقلت في تلك اللحظة.. وما أخشاه هو أن يكون السيد القائد لا يتلقى التقارير الحقيقية المتصلة بممارسات البعض في مفاصل الدولة من النافذين الذين ما انفكوا يضايقون الناس وعلى مختلف المناحي الحياتية ويمارسون من السلوكيات التي تزيد من معاناة الناس الذين يكفيهم معاناة الحرب والعدوان والحصار..؟!
بعد أن صار غالبية الشعب يعاني ليس من العدوان والحصار بل من ممارسات هؤلاء النافذين.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 05:15 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65726.htm