الميثاق نت -

الإثنين, 11-مارس-2024
لقاء/ بليغ الحطابي -
اليمنيون هم أول من ابتكروا القهوة كمشروب شعبي ساخن واسع.. ومن خلاله عُرف اليمن السعيد -بحسب رأي باحثين ومهتمين_فهو سفير اليمن الاول ..ولذلك جاء تخصيص يوم وطني للقهوة وإحياء زراعة البن ..وهي محاولة لاستعادة شهرته التاريخية الضاربة الجذور.. ويكتسب البن اليمني شهرته من حيث جودته وتعدده وتنوعه مقارنة بأنواع أخرى على مستوى العالم.. واحتكرت اليمن فترة من الزمن تصديره للعالم.. لكنه اليوم في آخر قائمة التصنيف العالمي.. فقد تراجعت زراعته نتيجة التنافس الحاد بينه وبين شجرة القات ما أدى لتراجعه زراعياً وإنتاجاً..
اليوم يقف هذا المنتج في مفترق طرق إما أن يواصل تقدمه لاستعادة شهرته التاريخية أو استبداله بشجرة القات المنافس القوي له..

"الميثاق" التقت رئيس اتحاد منتجي البن الأخ محمد حسن عثمان، وناقشت معه تحديات الوضع الراهن لقطاع البن، وكيف يمكن النهوض به كقطاع واعد.. فإلى الحصيلة:


* للعام الثالث تقريباً وأنتم تنظمون مثل هذا المهرجان ..ما الأهداف أو التطلعات التي تطمحون لتحقيقها من مثل هكذا فعاليات..؟

_ الأهداف والتطلعات هي نمو صادرات البن من 3500 إلى 12000 طن، ونشر ثقافة البن لدى المجتمع اليمني وتعزيز
وتحقيق نمو في الناتج المحلي في المجتمع اليمني الذي قد عزف عنه فترة من الزمن وتوجه لاستهلاك المنتجات الخارجية كالشاي والبن الرديئ ..نحن الآن نسعى لتعزيز الثقافة الاستهلاكية لدى المجتمع اليمني..



غير كافية..

* وفي اعتقادكم هل مثل هذه الفعاليات كافية لاستعادة سمعة البن اليمني..؟


_ هذه الفعاليات أحد الأنشطة وهناك جملة من الأنشطة وخطة تتضمن أنشطة ميدانية على مستوى تحسين جودة الإنتاج لدى المزارع، وفعاليات أخرى خارجية للتعريف بالبن اليمني خارجياً ..هناك استراتيجية متكاملة الكل يعمل على إعدادها ..ولو تضافرت الجهود مع وجود التوجه لدى القيادتين الثورية والسياسية ستتحقق نتائج إيجابية تساهم في تحقيق نهضة واعدة في قطاع البن الذي يساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني.

فعاليات دولية..

* هل لديكم خطط أو برامج لإقامة فعاليات أوسع وأكبر.. ولماذا لا تكون هذه الفعالية في أي بلد خارج اليمن، على الأقل لتصحح قليلٍ مما علق في أذهان البعض إزاء البن اليمني..؟


_ الكل يعرف الوضع الذي تمر به البلاد حيث تتعرض لعدوان وحصار من كل الجوانب وهذا من أهم العوائق والتحديات التي تحول دون أن ننظم فعاليات خارجية في الدول الأخرى وبشكل مباشر.. ورغم ذلك يترافق مع اليوم الوطني لزراعة البن عدد من الأنشطة من خلال برنامج سفراء البن في الخارج وهي فعاليات تتشابه مع هذه الفعالية -مهرجانات ومعارض تسويقية- سواء في الدول الأوروبية والأمريكية أو الوطن العربي، كلها تسويقية وترويجية للبن اليمني..وهنا وعبر صحيفة (الميثاق) أقدم الشكر والاعتزاز لسفراء البن من كل مزارع بن ..فهؤلاء هم الجنود الحقيقيون المؤثرون في عمليه العرض والطلب.. وأيضاً هم من يساهمون في تحسين دخل المزارعين بشكل مباشر.. فعندما يرتفع الطلب على البن اليمني المستفيد الأول هو المزارع.. وعندما يقل الطلب المتضرر الأول هو المزارع.. فسفراء البن حقيقةً يبذلون جهوداً جبارة وعملاً كبيراً جداً ..نشعر بالتقصير أمامهم على مابذلوه ويبذلونه في سبيل استعادة سمعه وشهرة البن اليمني العريق.


إهمال مقصود ..

* في اعتقادكم كمختص ومهتم ما الأسباب التي أدت إلى تدهور أو تراجع سمعه البن اليمني..؟

_ أهم الأسباب هو تعرض القطاع الخاص خلال الأنظمة السابقة إلى إهمال، وتعرض قطاع البن بشكل خاص كمحصول نقدي وطني واستراتيجي إلى إهمال مقصود حتى تراجعت الصادرات من 56 ألف طن إلى 3500 طن، وتراجعت أيضاً القدرة الإنتاجية وهذا مخالف للعالم كامل.. كل أنظمة العالم حققت نمواً في الإنتاج إلا اليمن تدنى مستوى الإنتاج وهو مؤسف حقاً باعتبار اليمن بلاد البن والمصدر الأول للبن وأول بلد زرعت البن وأول بلد حولت البن إلى مشروب وأول بلد صدر البن للعالم عبر ميناء المخا..

تضافر الجهود..

* لكن خلال السنوات القليلة الماضية ومع وجود توجُّه صادق من القيادة السياسية والثورية تتضافر الجهود في القطاعات المعنية بالبن ونمت الصادرات من 3500 إلى 12000 طن خلال 2022_2023م وهذا مؤشر إيجابي ..ويطمئن الجميع بأن اليمن ستعود إلى الصدارة في المستقبل القريب.


ثقة واهتمام..


* وهل لديكم القدرة لتصحيحها..؟

_ لدينا ثقة بقيادتنا السياسية بأنها قادرة بتعاون وتكاتف الجميع على استعادة الشهرة التاريخية للبن اليمني واستعادة صدارته داخلياً وخارجياً..

طموحات.. وتحديات أكبر

البن اليمني يمتلك مميزات تنافسية كبيرة جداً تؤهله لأن يكون في الصدارة في العالم.. حيث يمتاز بنكهات فريدة وبطعم فريد لا يوجد في أي دولة مصدرة للبن.. أيضاً الذي يجعلنا أكثر استبشاراً وجود القيادة السياسية التي تهتم بهذا القطاع ممثله باللجنة العليا للزراعة ..والتي لاحظنا منها اهتماماً إلا أن هذا الاهتمام لايساوي أو لايرتقي إلى طموح المزارع لأن التحديات كبيرة جداً ومعقدة في قطاع البن تحتاج إلى تفكيك وإلى تنظيم العلاقة ما بين جميع الفاعلين في سلسلة القيمة، وتحتاج لعمل مرتب ومخطط برؤية واستراتيجية واضحة.


تضاريس ومناخ..

* ننتقل إلى التحديات والصعوبات الكثيرة التي تواجه هذا المورد الاقتصادي منها على صعيد المناخ والتضاريس ومنها على صعيد المزارعين ..؟


_ التحديات متعددة لكن أهمها على مستوى المزارع تتمثل في الجفاف الذي يقصم ظهر المزارع.. ثم المدخلات الزراعية وضعف قدرة المزارع في الحصول على المدخلات الزراعية.. والآفات الزراعية أيضاً إضافة إلى صعوبة تسويق المنتج وإغراق الأسواق المحلية بالبن الخارجي المهرَّب وهذا تسبب بشكل مباشر في تدني أسعار المنتج المحلي وبالتالي تضرر المزارع كثيراً، أيضاً التوسع في زراعة القات الذي يمثل تحدياً كبيراً أمام المزارع.


استغلال التجار..

* هناك شكوى من المزارعين بأن التجار يستغلونهم في مسألة بيع المحصول وأغلب العمليات لاتغطي تكاليف الري مثلاً.. كيف تنظرون لهذه الإشكالية.. وماذا عملتم بشأنها كاتحاد معني بأوضاع المزارع..؟


صحيح.. أؤكد لكم أن المزارع في حالة أن يحصل على سعر عادل، حينها سيساهم في نمو القطاع ويحقق جودة بالمنتج ويساهم في استعادة الشهرة التاريخية للبن اليمني.. لكن إذا استمر الوضع بهذا الشكل بإغراق السوق المحلية بالمنتجات المهربة فالمزارع هو المتضرر الأول وسيتوقف عن الزراعة إذا لم يتم محاربة ومكافحة دخول البن الخارجي الذي يؤثر بشكل مباشر على الفاعلين في قطاع البن اليمني.

احتكار..

* ماذا عن فتح اسواق جديدة..؟

_ نحتاج إلى دخول شركات استثمارية كبيرة لكسر الاحتكار في السوق.. وندعو رجال المال والأعمال للاستثمار في قطاع البن ففيه فرص استثمارية كبيرة وهو قطاع واعد وفرصة كبيرة جداً أمام المستثمرين ..وهو قطاع متعدد الاستثمار وفرصة متاحة والبن اليمني عليه طلب خارجي كبير.. وكل يوم يزداد الطلب عليه.. وأدعو رجال المال والأعمال في الوطن إلى أن يبدأوا بالاستثمار في هذا القطاع الذي يُعد القطاع الثاني عالمياً.


استغلال التجار..

* إلامَ يرجع ركود الإنتاج والتسويق في اعتقادكم...؟

_ هذا نتيجة الاحتكار الموجود في السوق ولن نستطيع فك الاحتكار إلا بوجود جمعيات تسويقية فاعلة ووجود أيضاً مستثمرين جدد، كل هذا سيساهم بشكل فعال في تحسين جودة الإنتاج..


* بالإشارة إلى أن بعض التجار يسيئون للمنتج الوطني عبر استيراد البن من الخارج وإعادة تصديره على أنه بن يمني وهذا زاد من تشويه سمعه البن اليمني..
ماذا عملتم بشأنهِ..؟


_ نحن منظمة مجتمع مدني ولسنا جهات ضبط.. وزارتا الداخلية والصناعة وجهات أخرى هي من عليها أن تضبط مسألة دخول البن الخارجي وبإمكانها الإسهام معنا في ذلك.. ونحن طالما تحدثنا عن ذلك سواء مع مختصين في تلك الجهات أو مع القيادة السياسية.. ونرجو أن تُضبَط العملية من أجل الوطن.


أسواق جديدة..


* ماذا عن فتح أسواق جديدة..؟

_ لدينا أسواق جديدة على مستوى العالم خلال السنوات الثلاث الماضية، وهناك أيضاً نمو في وعي المجتمع اليمني تجاه المنتج الوطني وهناك ثقافة استهلاكية بدأت تنتشر في أوساط المجتمع بعد أن غُيّبت وكادت أن تتلاشى وتنتهي خلال السنوات الماضية.. فهناك نمو في القطاع لكن هذا النمو يحتاج إلى مضاعفة الجهود أكثر من الجميع ونحن ماضون في تحقيق النمو والنهضة لهذا القِطاع مهما كلفنا الأمر..



أسعار مرتفعة

* المواطن يهرب من المنتج الوطني إلى الخارجي لأنه رخيص أو اسعاره زهيدة.. ما تعليقكم ؟


_ فعلاً وذلك لأن كلفة الإنتاج مرتفعة ولذلك نحن نسعى في الاتحاد إلى مساعدة المزارع في خفض كلفة الإنتاج.. فعندما تنخفض تكلفة المزارع يحتاج إلى خدمة توفير المياه وتمكينه من الوصول إلى السوق.. المشكلة لدينا في قطاع البن أنه أطول سلسلة قيمة في البن ولذلك الضحايا اثنان المنتج الأول وهو المزارع والمستخدم الأخير وهو المواطن.. بسبب طول سلسلة القيمة.

* قطاع البن تأثر بالأحداث والعدوان والحصار.. هل يمكن أن تحدثنا عن الأضرار..؟


_ تأثيرات العدوان والحصار كانت كبيرة جداً.. واجهنا صعوبات في التسويق، صعوبات في النقل، هناك أكثر من شركة خرجت من القطاع نتيجة الخسائر وآثار العدوان المدمرة، وهذا أثر بشكل مباشر على قطاع البن ومازالت هناك صعوبات في الصادرات بسبب العدوان والحصار الذي شُن على بلادنا.. ورغم ذلك فالبن اليمني سفير الوطن في العالم.. فلم تتوقف صادرات البن بشكل مباشر وإنما واجهنا صعوبات كثيرة في ذلك ..لأننا نعتبر البن سفير الوطن في العالم..


مزارعون..

* كم يعمل في هذا القطاع..؟

_ أكثر من مليون شخص بدءاً من المزارع وصولاً إلى التاجر.


علاقة..

* كيف تقيّمون علاقتكم بالجهات الأخرى..؟

هناك تفاعل وتعاون مع الاتحاد باعتباره لسان حال المزارع.. لكن هذا التفاعل والتعاون لايلبي طموح المزارع.. الاحتياج في الميدان كبير جداً.. من حيث توفير مصادر ري للمزارعين حتى يستمروا في الإنتاج.. وتوفير شتلات بن ومشاتل بالقرب من أماكن المزارعين ..هناك مشاتل مركزية لكنها بعيدة عن متناوَل المزارع الذي يقطن في المرتفعات والوديان والجبال إما في مركز المديرية أو المدينة في المحافظات.. ومعروف أن مناطق إنتاج البن تضاريسها صعبة ووعرة لا يستطيع المزارع الوصول إليها والمزارع يحتاج إلى دعم يحتاج إلى مساندة أكثر.. يحتاج إلى توفير مصادر ري مثلما قلت لك يحتاج إلى توفير شتلات يحتاج إلى مدخلات زراعية يحتاج إلى إرشاد.. أيضاً المصدرين الفاعلين يحتاجون إلى تسهيلات بحيث يستطيعون تصدير أكبر كمية من البن.. يحتاج إلى تعاون الجميع وتضافر الجهود وفق رؤية طويلة المدى حتى يتم يزدهر وينمو قطاع البن..


استراتيجية..

* هل هناك استراتيجية لتنمية وتطوير قطاع البن..؟

_ هناك استراتيجية واعدة ونحن شركاء فيها مع الجهات الرسمية كوحدة البن في اللجنة الزراعية العليا أو المؤسسة العامة للبن ..قدراتنا إمكانياتنا تكاد تكون شبه معدومة كاتحاد منظمة مجتمع مدني فالاتحاد لايمتلك حتى مخصصات ..والعمل في الاتحاد عمل طولي أي جهود ذاتية من ممثلي الجمعيات في الاتحاد لكن نؤمل كثيراً على وحدة البن في اللجنة الزراعية العليا وعلى مؤسسة البن في إعداد استراتيجية وفق رؤية واضحة وموحدة لجميع الفاعلين في القطاع.. ونحن على ثقة بأن قيادتنا ستولي قطاع البن اهتماماً كبيراً بما يلبي طموح المزارعين وطموح العاملين في قطاع البن لأنه يحتاج إلى جهود جبارة حتى يلمس المزارع نمواً في تحسين مستوى معيشته.

وأخيراً.. ؟

شجرة البن إذا لم تحظَ باهتمام وتحصل على احتياجاتها الأساسية من خدمات الري التكميلي وخدمات الإرشاد الزراعي وطرق مكافحة الآفات الزراعية وخدمات التسويق بأسعار عادلة ومنصفة للمزارع فلن تستطيع أن تصمد وتستمر مع وجود المنافس القوي شجرة القات وارتفاع تكاليف إنتاج البن.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 03-ديسمبر-2024 الساعة: 01:55 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65692.htm