الميثاق نت -

الإثنين, 11-مارس-2024
أحمد الشاوش -
فيروز..
سَكَّروا الشوارع عتموا الشارات
زرعوا المدافع هجروا الساحات
وينك يا حبيبي بَعدك يا حبيبي
صرنا الحب الصارخ صرنا المسافات
اشتقنا للأيام السعيدة
أيام السهر عالطريق
عجقة سير ومشاوير بعيدي
ونتلاقى بالمطعم العتيق
يا هوى غزة يا هوى الإيام
ارجعي يا غزّة ترجع الإيام..

ما أجمل وأروع وأرق صوت الفنانة فيروز وما أجمل ألحان وكلمات الأغنية المعبّرة عن الواقع الأليم الذي حوَّل لبنان إلى جحيم وبطالة وفقر وجوع ورعب بعد أن كان يُطلق على لبنان "باريس الشرق"، للطبيعة الخلابة والمناظر الساحرة والمباني الجميلة والرفاهية الكبيرة والثقافة الزاخرة وفنون الأدب والشعر والأغاني البديعة والصحافة المحترفة والطباعة الفاخرة والأزياء العالمية والألحان والكلمات الجميلة للثنائي الأخوين الرحباني التي أسعدت المجتمع اللبناني والعالم العربي ..

لسان حال اليمنيين منذ أحداث وفوضى الربيع العربي وحتى اليوم يردد في شمال وجنوب وشرق وغرب اليمن السعيد الذي حوَّلته النٌخب والقوى السياسية إلى تعيس، يقول :

سَكَّروا الشوارع .. غلقوا الطرقات .. نشروا النقاط .. بهذلوا العباد.. رفعوا الجمارك .. رفعوا الأسعار .. فلسوا التجار ..أفقروا المواطن .. عطلوا المدارس .. شردوا الأولاد ..
رقَّدوا المعلم .. قطعوا الأرزاق ..صادروا الرواتب .. أفقروا المواطن .. جوعوا العباد.. أكلوا الخيرات .. تقاسموا السيادة ..طحنوا المواطن .. باعوا البلاد.. هكذا الأقدار .. هكذا الأوزار ..

ارجعي ياغزة ترجع الأيام .. ارجعي يالبنان يرجع الأمان .. ارجعي يابلادي يرجع الأمل ..ترجع السعادة ترجع القيم.. ارجعي ياسورية ترجع الحياة.. ارجعي ياعراق ترجع العروبة .. ارجعي ياسودان يرجع البشر.. ارجعي يا ليبيا ترجع القومية..

أخيراً .. مايجري في الوطن العربي مخطط واحد لتدمير الأمة رغم اختلاف الأدوات، والمستفيد الأول والأخير أمريكا والصهيونية العالمية..

لذلك ندعو كل القوى السياسية اليمنية المسارعة إلى فتح الطرقات الرئيسية والفرعية بطول اليمن وعرضها وبدون أي مزايدة وتحايل وتسجيل مواقف انتهازية لحماية المواطن والأسر اليمنية وكل طفل ومريض من المسافرين الذين يتعرضون للمخاوف والعذاب وانتهاك الكرامة الإنسانية والسرقة والخطف والنهب والقتل والابتزاز والمرض والموت وانفجار الألغام وتعطل السيارات بين الرمال نتيجة لإجبارهم بقوة السلاح على المرور من الصحارى القافرة دون رحمة..

والحل الحقيقي ليس بحاجة إلى لجان وأعذار واتهامات، بل كل طرف يفتح الخط الرئيسي من جانبه ويفتش عن راحته بعيداً عن المبررات الواهية التي لا ترضي الله ولا رسوله ولا المؤمنين ولا حتى الكَفَرَة.

ما أحوجنا إلى المصارحة والمصالحة وإحياء قِيَم التسامح والتعايش والترفع عن الأحقاد والثأرات، والتنافس في تقديم الخدمات للشعب والعمل بالأنظمة والقوانين ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ومحاولة تجاوز الأخطاء ووقف الفاسدين وتلطيف الأجواء وعدم استعداء الشعب والتهيئة للاصطفاف الوطني وفتح صفحة جديدة يستظل تحت سقفها جميع اليمنيين.. فهل من رجل حكيم..؟

تمت طباعة الخبر في: السبت, 01-يونيو-2024 الساعة: 08:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65689.htm