الميثاق نت -

الإثنين, 04-مارس-2024
أحمد الزبيري -
فَتْح طريق (حيفان – طور الباحة – لحج – عدن) بالتفاهم بين الأطراف التي جاءت وفقاً لوساطات محلية من أبناء المناطق المستفيدة سواءً في المحافظات التي تمر فيها هذه الطريق أو المحافظات اليمنية في الشمال والجنوب، وهذا هو المطلوب الذي يستشعر معاناة المواطنين ومالكي وسائل النقل وله مردودات اقتصادية على الجميع، ونرجو أن يكون مثل هذا الوعي موجوداً لدى بقية الأطراف المتصارعة ولدى المواطنين في المحافظات التي تعاني من قطع الطرقات..

هذا يُعيدنا للحديث عن المبادرات التي قُدّمت فيما يخص مأرب – صنعاء، وما يعنيه من أهمية لأبناء المحافظات الشرقية والشمالية، ولكن لا ينبغي لهذه المبادرات أن يكون القصد منها غير غاياتها الحقيقية وهي خدمة الشعب اليمني، وهذا يتطلب بدرجة رئيسية الابتعاد عن المكايدات وتسجيل المواقف في حين يكون هناك نوايا عكسية.. ما نريد أن نقوله هنا ينبغي التقاء الأطراف التي تطرح المبادرات وتضع حلولاً لهواجس ومخاوف كل طرف وتحييد الحركة بين المحافظات عن الأهداف التي يتوخاها كل طرف لتوظيفها لمصلحته..

وحتى نكون منصفين القيادة السياسية في صنعاء طرحت وجوب تحييد الملفات الإنسانية التي تخدم أبناء الشعب اليمني الواقعة تحت سلطتها أو تحت سلطة التحالف ومرتزقته، ومنها جَعْل الطريق سبيلاً يتنقل فيها المواطنون في كافة الاتجاهات ولا يكونون عُرْضَةً للتعسفات والاعتقالات والابتزاز لأسباب لا نريد الحديث عنها هنا حتى نستغرق في استمرار الخطاب المضر بمصالح أبناء اليمن أينما كانوا..

كُـنَّا نرجو أن تُقابَل مبادرة صنعاء بإيجابية والمطروحة للمرة الثانية فيما يخص فتح طريق الستين والأربعين لمدينة النور وسط محافظة تعز، من الطرف المسيطر على غالبية مديريات محافظة تعز استجابةً لضرورة التنقل وبشكل سَلِس في هذه المحافظة ومنها إلى بقية المحافظات وفي كل الاتجاهات، ولكن على ما يبدو أن هناك مصالح لا يريد المستفيدون من سيطرة الميليشيات الحزبية أن يتخلوا عنها، أو أن القرار ليس بأيديهم وأن المشغّل لتلك الميليشيات يضغط لإبقاء أبناء تعز يعانون بذلك السفر المضني والطويل والذي هو عرضة للحوادث، وبالتالي على أبناء تعز المتضررين من الوضع القائم أن يضغطوا باتجاه قبول هذه الخطوة، وهي لا تفرق من حيث الوقت بين طريق الحوبان وجولة القصر المدينة – والستين مدينة النور- خاصةً أن المبررات التي تطرحها القيادة في صنعاء موضوعية وفتحها يتطلب تفاهماً جدياً مسئولاً يسبقه بناء الثقة والتي ستتشكل من الطريق التي أصبحت مفتوحة والممتدة من تعز عبر حيفان إلى طور الباحة ومن ثم إلى لحج وعدن، وهذا بكل تأكيد سيخلّص المواطنين من عذابات الطريق التي تمتد من تعز عبر هيجة العبد إلى عدن أو العكس، وأيضاً القبول بفتح طريق الستين مدينة النور – مدينة تعز..

ما نريد قوله بعد تسع سنوات من العدوان والحرب الداخلية التي أضرت بالشعب اليمني كله أن على الجميع أن يعمل بصدق لما يخدم المواطنين، والخطوة الأولى في الملفات الإنسانية ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي، وليس من مصلحة أي طرف أن يعرقل هذه التوجهات بعد أن تكشَّف أن القوى الخارجية لا تريد الخير لليمن ولو قبلت الأطراف المسيطرة على مدينة تعز والمديريات الجنوبية من المحافظة فلن يمر وقت طويل حتى يتم فتح كل الطرقات ومع هذا الفتح ستُفتح آفاق للمصالحات وإيجاد الحلول لقضايا الصراع، فالخلاص من الولاء للخارج واستشعار المسؤولية تجاه معاناة الشعب اليمني هو من سيعيدنا إلى جادة الصواب وهذا يتطلب تقديم التنازلات من كل الأطراف لا سيما وأن المتغيرات الداخلية وبالمحيط الإقليمي قد لا تخدم الطرف المعرقِل أو مَنْ مازال يصر على أوهام الماضي.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 16-يونيو-2024 الساعة: 02:11 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65638.htm