الميثاق نت -

الإثنين, 25-سبتمبر-2023
نبيل‮ ‬الحمادي‮ ❊‬‬‬ -
لم تكن ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة مفصلة على مقاس فئة محددة من أبناء الشعب، كما لم يكن هدفها تقسيم الشعب إلى طبقات وفئات وجماعات، أو التخلص من نظام حكم إمامي ليأتي بدلاً عنه حكم ملكي أو قبلي لا ينظر للشعب من منظار واحد، وإنما كانت ثورة شعب شارك فيها كل أبناء‮ ‬الوطن‮ ‬بمختلف‮ ‬مشاربهم‮ ‬وتوجهاتهم‮ ‬وانتماءاتهم‮ .. ‬ناضلوا‮ ‬جميعا‮ ‬ضد‮ ‬حكم‮ ‬اذاقهم‮ ‬كل‮ ‬صنوف‮ ‬الظلم‮ ‬والاستعباد‮ ‬ووضعوا‮ ‬في‮ ‬إطار‮ ‬توجهها‮ ‬العام‮ ‬أهدافا‮ ‬واضحة‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬تجاوزها‮ ‬أو‮ ‬القفز‮ ‬عليها‮ ‬من‮ ‬أحد‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ثورة يمنية حقيقية هب اليمنيون من كل أرجاء الوطن شماله وجنوبه .. شرقه وغربه للمشاركة فيها والانتصار لها وتعميدها بدمائهم، لتمثل بذلك البوابة الرئيسية للانطلاق صوب التخلص من الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن.
لقد ضحى أبناء شعبنا اليمني بدمائهم الطاهرة الزكية من أجل الانعتاق والخلاص من الحكم الإمامي المستبد في شمال الوطن والحكم الاستعماري البريطاني البغيض في جنوبه، ولولا تلك التضحيات لبقيت أنظمة الأمس البائدة جاثمة لسنوات أخرى تذيق الشعب صنوف العذاب.
اجتمع اليمنيون تحت راية النضال والكفاح ومضوا معاً متسلحين بإرادتهم الحرة الشريفة، وقوة قضيتهم الوطنية التي لا يمكن بيعها أو التفاوض حولها مع جلاد مستبد أو مستعمر غاشم، أو وسيط لا يعلم ماذا تعني الحرية والكرامة والعزة والشرف وحكم الشعب نفسه بنفسه.
* مناضلون اخترقوا الصعاب واجتاحوا تخوم التحدي، ليصنعوا هذا اليوم التاريخي في سفر الوطن، مكتوباً بأناشيد البطولة والفداء والولاء لهذه الأرض التي لم ولن تقبل أن يحكمها أياً كان بعيداً عن إرادة الشعب واختياره ورضاه.
إن‮ ‬تكبيرة‮ ‬الصبح‮ ‬التي‮ ‬صدحت‮ ‬عالية‮ ‬في‮ ‬سماء‮ ‬الوطن‮ ‬في‮ ‬الـ26‮ ‬من‮ ‬سبتمبر‮ ‬1962م‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬لها‮ ‬أن‮ ‬تخبو‮ ‬أو‮ ‬تنام‮ ‬أو‮ ‬تنسى‮ ‬تلك‮ ‬التضحيات‮ ‬التي‮ ‬ارتسمت‮ ‬على‮ ‬جبين‮ ‬الوطن‮ ‬نصراً‮ ‬ثورياً‮ ‬فريداً‮ ‬معمداً‮ ‬بالدم‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
تكبيرة‮ ‬سنرددها‮ ‬بقوة‮ ‬في‮ ‬قادم‮ ‬الأيام‮ ‬فرحاً‮ ‬بتخلص‮ ‬الشعب‮ ‬من‮ ‬الوجود‮ ‬الاستعماري‮ ‬القديم‮ ‬الجديد،‮ ‬وطرده‮ ‬من‮ ‬أرضنا‮ ‬الحبيبة‮ ‬غير‮ ‬مأسوف‮ ‬عليه‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إن الثورة التي انتصرت في ستينيات القرن الماضي ستنتصر مرة أخرى اليوم، وإن كانت قوى العدوان الاستعمارية الجديدة تعتقد غير ذلك فعليها أن تدرك أن التاريخ لا يعود إلى الخلف ولا يكرر نفسه، وسيذهب الخونة والعملاء إلى مزبلة التاريخ لا محالة.
ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬ثورة‮ ‬شعب‮ ‬انتصر‮ ‬لإرادته‮ ‬الحرة‮ ‬ليعيش‮ ‬حراً‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬حاكم‮ ‬فرد‮ ‬أو‮ ‬استعمار‮ ‬بغيض‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
انتصر‮ ‬الشعب‮ ‬لثورته‮ ‬كونه‮ ‬أراد‮ ‬أن‮ ‬يعيش‮ ‬حراً‮ ‬كريماً‮ ‬ويتجه‮ ‬لبناء‮ ‬وطنه‮ ‬بحب‮ ‬وأمل،‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬كل‮ ‬مسميات‮ ‬الجهل‮ ‬والتجهيل،‮ ‬والاستبداد‮ ‬والاستعباد‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
انتصر الشعب لأن الثورة كانت ضرورة حتمية وإيمان حقيقي بأنها حياة وليست موتا .. شراكة ومشاركة وليست انفرادا وكفرا بالآخر .. قانون وعدالة ومواطنة متساوية وليست مشروعا صغيرا لصالح طرف أو ملكية خاصة بفئة محددة .. عجلة تدور بالعمل لصالح الوطن والشعب وليست إقصاء وتهميشا‮ ‬ورفضا‮ ‬للآخر‮ ‬المختلف‮ .. ‬نبذ‮ ‬للعصبية‮ ‬والشللية‮ ‬والمناطقية‮ ‬والفئوية‮ ‬وليست‮ ‬تعزيزا‮ ‬وترسيخا‮ ‬لها‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
هذه‮ ‬هي‮ ‬الثورة‮ ‬السبتمبرية‮ ‬الخالدة‮ ‬في‮ ‬ذاكرتنا‮ ‬وذاكرة‮ ‬الأجيال‮ ‬من‮ ‬بعدنا‮ .. ‬ثورة‮ ‬وُجدت‮ ‬لتبقى‮ ‬وتستمر‮.. ‬تُوحد‮ ‬الوطن‮ ‬والشعب‮ ‬وتستنهض‮ ‬فينا‮ ‬قيم‮ ‬البناء‮ ‬والشهامة‮ ‬والعزة‮ ‬والمجد‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

‮❊ ‬عضو‮ ‬اللجنة‮ ‬العامة‮ ‬للمؤتمر‬‬‬‬

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 09-أكتوبر-2024 الساعة: 01:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64839.htm