الميثاق نت -

الخميس, 25-مايو-2023
د‮. ‬فتحي‮ ‬أحمد‮ ‬السقاف‮ *‬ -
في يوم 22 مايو عام 1990م تم الإعلان الرسمي وبشكل نهائي للوحدة اليمنية، انه اليوم الذي سيظل يسكن في الأرواح وخلجات النفوس والمهج انه موعد مع القدر بانبلاج فجر جديد أشرقت شموسه على ربوع أرض السعيدة من أقصاها إلى أقصاها، انه اليوم الذي تحققت فيه الوحدة اليمنية الخالدة وفي هذا اليوم العظيم عادت اللحمة إلى الجسد الواحد وبإعادة تحقيق الوحدة اليمنية حقق اليمنيون الهدف المنشود والغاية وعادت لليمن وحدة الأرض والحضارة والعراقة وأصبحت محط أنظار واحترام الأمم كنموذج ينتصر لإرادة شعبه ويصنع الوحدة في زمن التشرذم والتشظي‮ ‬والانقسامات‮.‬

فعلاً الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم لا يقدر بثمن ولم تكن وليدة ليلة وضحاها ولم تأت عفواً إنها مطلب جماهيري يمني من سقطرى إلى صعدة حلم يراود كل فرد يمني منذ بداية ثورة 1948م وحتى ثورة 1955م وصولاً إلى ثورة 26 سبتمبر 1962م وسجلت في جبين التاريخ هنا اليمن الجديد هنا أرض الحضارة هنا مهد العروبة ثم تلتها ثورة 14 أكتوبر 1963م التي تجسدت بالنصر المبين على القوات البريطانية الاستعمارية بفضل صمود المناضلين الأشاوس من أبناء اليمن شمالاً وجنوباً آنذاك، لقد هبوا جميعاً للانخراط في صفوف المؤمنين بالوحدة اليمنية والمتطوعين من الأرياف والقرى والمدن والوديان ومن خارج الوطن وتحقق لشعبنا الهدف الخامس من أهداف الثورة وهي الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م الذي تحقق فيه حلم اليمن السعيد على يد ابن اليمن البار المناضل الـوحدوي /علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وشريكه/ علي سالم البيض وزملائهم الوطنيين الذين وقفوا بجانبهم يرعون ويذودون عن الوحدة اليمنية.. وها نحن اليوم نحتفل بالذكرى الـ33 والفرحة تغمر قلوبنا نستقبل هذه الذكرى في ظل هذه المسيرة المظفرة التي شهدت اليمن فيها نقلة نوعية في جميع المجالات التنموية وتلاحقت منجزاتها العملاقة بوتيرة متسارعة وفي فترة وجيزة. فقد يعجز القلم عن حصر ما تم إنجازه خلال المسيرة الوحدوية في ربوع اليمن من نهضة تعليمية بإنشاء مئات المدارس لمختلف المراحل التعليمية إلى جانب عشرات الجامعات المتطورة وفي جانب المواصلات التي تعتبر شريان الحياة أصبحت اليمن تتميز بشبكة كبيرة من الطرق والجسور التي عمت البلاد بشكل كامل وكذلك المياه والكهرباء التي تغطي أرجاء البلاد شأنها شأن المواصلات وكذا شبكة الاتصالات استطاع التواصل مع أرجاء العالم ناهيك عما حققه في البلاد من تسهيلات لكل مواطن وبأقصى التكاليف وفي الجانب الصحي تم‮ ‬إنشاء‮ ‬مئات‮ ‬المستشفيات‮ ‬والمستوصفات‮ ‬المزودة‮ ‬بأحدث‮ ‬التقنيات‮ ‬وفي‮ ‬الجانب‮ ‬الصناعي‮ ‬هناك‮ ‬مئات‮ ‬المصانع‮ ‬الحديثة‮ ‬المختلفة‮ ‬إلى‮ ‬جانب‮ ‬المشاريع‮ ‬العملاقة‮ ‬والمدن‮ ‬السكنية‮ ‬الحديثة‮ ‬في‮ ‬جميع‮ ‬المحافظات‮ .‬

ويأتي اليوم ونحن نرزح تحت العدوان الهمجي الغاشم والتآمر الصهيوني يجب علينا ان نحافظ على هذا الحدث الوطني التاريخي العملاق الذي تحقق في زمن كانت فيه المنطقة تعيش في حالة ذعر وتداعيات ومستجدات وتهديدات ومد وجزر والآن ها نحن نعيش نفس الظروف بل اصعب منها والأيام والليالي حبلى بما لا تُحمد عقباه، ولكن الحكمة اليمانية سوف تتغلب على كل تلكم الصعاب باليقظة والحنكة والهمة والعزيمة فترسيخ وتأكيد الوحدة اليمنية أرضا وإنساناً مطلب كل يمني حر شريف ونعلنها انتهى التشطير إلى الأبد ويجب علينا ان نعيش وننعم اليوم بخيرات الوحدة اليمنية ومكتسباتها الجسيمة.. وأعتقد أنه لا يختلف أي يمني او اثنان على وجه الارض بان الوحدة اليمنية هي عزتنا وكرامتنا وشموخنا بل إنها محل فخر واعتزاز كل يمني حر شريف غيور يحب لوطنه التقدم والازدهار والرقي فدماؤنا وأرواحنا فداء لك يا وطن وللوحدة اليمنية وفي‮ ‬الأخير‮ ‬نجدد‮ ‬التهاني‮ ‬والتبريكات‮ ‬لكل‮ ‬جماهير‮ ‬شعبنا‮ ‬اليمني‮ ‬ونترحم‮ ‬على‮ ‬قائد‮ ‬النهضة‮ / ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ .‬

فإن الاستقرار غالباً ما يخفي حقيقة أن المظالم أو الأسباب الأخرى للنزاع لم تتم معالجتها إلا بالسلام والجلوس الى طاولة الحوار وقد تطفو إلى السطح مجدداً ويكون الجميع سواسية أمام القانون ويكون كل فرد قادراً على المشاركة في صياغة القرارات السياسية ويتمتع كل فرد‮ ‬بإمكانية‮ ‬الوصول‮ ‬العادل‮ ‬والمتساوي‮ ‬إلى‮ ‬الاحتياجات‮ ‬الأساسية‮ ‬هذه‮ ‬هي‮ ‬العوامل‮ ‬التي‮ ‬إذا‮ ‬ما‮ ‬اجتمعت‮ ‬تمد‮ ‬اليمنيين‮ ‬بالقدرة‮ ‬على‮ ‬الصمود‮ ‬التي‮ ‬تسمح‮ ‬لهم‮ ‬بالتعامل‮ ‬مع‮ ‬خلافاتهم‮ ‬ونزاعاتهم‮ ‬دون‮ ‬اللجوء‮ ‬إلى‮ ‬العنف‮. ‬

‮* ‬رئيس‮ ‬المركز‮ ‬الوطني‮ ‬للرقابة‮ ‬وتعزيز‮ ‬الشفافية‮ ‬والنزاهة
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 09-أكتوبر-2024 الساعة: 12:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64263.htm